مشعل تمـّو.. معارض كردي وحدوي
اغتال مسلحون مجهولون في القامشلي، شمال شرق سورية، المعارض الكردي البارز مشعل تمو، الناطق باسم «تيار المستقبل الكردي»، كما أعلنت لجان التنسيق المحلية التي قالت في بيان لها، إنه اغتيل أثناء وجوده في منزله.
وقد أدى اغتيال تمو، المولود في الدرباسية في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، في اكتوبر ،1958 الى تأجيج التظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مختلف المناطق، وتزايد الدعوات الى تصعيد كبير في الاحتجاجات الشعبية التي تردد انه كان له تأثير كبير في انطلاقها اوائل مارس الماضي. تخرج تمو بشهادة الهندسة الزراعية، وعمل في السياسة خلال التسعينات، ثم أسس في عام 2005 حزب «تيار المستقبل»، قبل ان يتم اعتقاله لاحقاً في عام ،2008 حيث حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهم اثارة الفتنة لإشعال حرب اهلية، والنيل من هيبة الدولة، وإضعاف الشعور القومي الوطني، لكن أفرج عنه لاحقاً في شهر يونيو عام 2011 لتخفيف وطأة حركة الاحتجاجات العنيفة في المناطق الكردية في سورية.
والتحق تمو المتزوج والأب لستة ابناء في بوا كير حياته السياسية المبكرة بحزب «الاتحاد الشعبي الكردي»، وظل عضواً فيه لمدة تزيد على 20 عاماً، ثم أسس في عام 1999 بمدينة القامشلي مع ناشطين آخرين تجمعين ثقافيين هُما «لجان إحياء المجتمع المدني في سورية»، و«منتدى جلادات بدرخان الثقافي»، ثم أسس أخيراً في عام 2005 حزب تيار المستقبل الكردي، بعد مجزرة القامشلي، وسرعان ما تم حظر الحزب رسمياً.
وكان تمو ومؤسسون غيره يتمسكون بأن هذا التيار انما هو تيار شبابي ليبرالي، ويرفضون اعتباره حزباً سياسياً، ويعتبرون أن الأكراد جزء لا يتجزأ من تركيبة النسيج الاجتماعي السوري.
كما تقوم فلسفة هذا التيار على الانتماء الوطني، وسلمية البناء والاسلوب، وقبول مبدأ الرأي والرأي الآخر، والديمقراطية موقفا وممارسة، على أرضية أن سورية هي الوعاء الذي يحتضن كل أبنائه، وبلد تعدد القوميات والحضارات. وبعد الإفراج عنه في يونيو الماضي، شارك مشعل في فعاليات مؤتمر الإنقاذ الوطني السوري الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية، وألقى خلاله خطاباً من داخل سورية، أكد فيه على «وحدة الشعب السوري».
وقد تلقى تمو بعد خروجه من السجن عروضاً من طرف النظام السوري للمشاركة في مؤتمرات للحوار، غيرَ أنه رفض ذلك، وأعلن تأييده للمحتجين على النظام، واصبح عضواً في المجلس الوطني السوري لتمثيل المعارضة بعد تأسيسه.
وقال نجله، فارس مشعل تمو، إن «اغتيال والدي هو رسالة واضحة للشعب الكردي في سورية لكسر إرادته، لكن الأكراد يؤكدون قرب نهاية النظام السوري، ولن يسكتوا إزاء هذه الجريمة وغيرها من الأعمال الوحشية التي ترتكب بحقه، وان دماءه لن تذهب سدى».
وأضاف أن والده ناضل طوال حياته حتى بعد خروجه من السجن، حيث وقف في مقدمة المتظاهرين الداعين الى إسقاط النظام، داعيا الشعب السوري إلى مواصله احتجاجاته وثوراته الشعبية، مشيرا إلى أن المتظاهرين نقلوا رسالة احتجاجية باسم أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية الى برلمان كردستان العراق، دعوا فيها إلى اتخاذ موقف صريح مساند للثورة الشعبية السورية، وإيقاف الدعم للنظام السوري، وإغلاق سفارة دمشق في بغداد