الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه الشديد.. وواشنطن تنفي عرض إرسال قوات حماية
الأقباط يشيّعون قتلاهم.. و«العسكري» يدعو إلى سرعة التحقيق
شيع مسيحيون أقباط مصريون قتلاهم ووجهوا انتقاداً شديداً للجيش، أمس، بعد مقتل 25 شخصاً على الاقل عندما سحقت قوات متظاهرين كانوا يحتجون على هجوم استهدف كنيسة، في أسوأ أحداث عنف منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، فيما دعا المجلس العسكري الى سرعة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في ما يتعلق بالاشتباكات، ونفت السفارة الأميركية أنباء تحدثت عن عرض واشنطن ارسال قوات لحماية الكنائس، فيما ألقت أحداث مصر بظلالها على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، حيث عبر الاتحاد عن قلقه الشديد إزاء الاشتباكات ،ودعا مصر إلى احترام الأقليات الدينية.
وتفصيلاً، اتجهت حاملات جند مدرعة مسرعة وسط الحشود، الليلة قبل الماضية، لفض التظاهرات التي تم تنظيمها قرب مبنى التلفزيون الحكومي. وأظهرت لقطات فيديو وضعت على الانترنت جثثاً مشوهة. وقال نشطاء إن قتلى سقطوا نتيجة دهس مدرعات للمتظاهرين. وقال نشطاء مسلمون ومسيحيون إن الجزء الاكبر من الغضب من أحداث العنف تركز على المجلس الاعلى للقوات المسلحة، الذي تعرض أيضاً لانتقادات من اطياف سياسية عديدة، لعدم تقديمه جدولا زمنيا محددا لتسليم السلطة الى مدنيين.
وقال الفريد يونان، وهو قبطي كان يتحدث قرب المستشفى القبطي حيث نقل الكثير من القتلى: «لماذا لا يفعلون هذا مع السلفيين أو الاخوان المسلمين عندما ينظمون احتجاجات.. لم يعد هذا البلد بلدي».
من جانبه، قال رئيس الوزراء عصام شرف، على شاشات التلفزيون الحكومي «بدلا من أن نتقدم إلى الامام لبناء دولة حديثة على أسس ديمقراطية سليمة عدنا لنبحث عن الامن والاستقرار والشك في وجود أصابع خفية خارجية وداخلية تريد أن تقف أمام ارادة الغالبية العظمى من شعب مصر ورغبتهم في اقرار نظام ديمقراطي سليم». وأضاف «لكننا لن نستسلم لهذه المؤامرات الخبيثة، ولن نقبل بالعودة الى الخلف».
وأعلنت وزارة الصحة ان 24 شخصا قتلوا، وأصيب ،311 منهم 292 شخصا نقلوا الى مستشفيات. وقالت وسائل اعلام حكومية لاحقا ان عدد القتلى ،25 أغلبهم من الاقباط.
وقال وزير العدل محمد عبدالعزيز الجندي، ان المحاكم العسكرية ستتولى أي تحقيقات وأي محاكمات. وقالت صحيفة الاهرام ان 15 يجري التحقيق معهم. وقالت وسائل اعلام حكومية انه جرى اعتقال العشرات.
وتم رفع الركام من الشوارع الواقعة قرب مبنى التلفزيون الحكومية بصورة كبيرة، لكن لاتزال هناك سيارات محطمة ومحترقة تقف في المنطقة الواقعة قرب المستشفى القبطي الذي شهد أيضاً أحداث عنف الليلة الماضية.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن آلاف الاقباط تظاهروا أمام المستشفى القبطي، أمس، احتجاجا على مقتل مسيحيين أول من أمس. وأضافت الوكالة أن المتظاهرين رددوا هتافات مناهضة للمجلس العسكري قبيل بدء مسيرة لنقل جثث القتلى من المستشفى الى مقر الكاتدرائية المرقصية بالعباسية لاقامة القداس على أرواحهم.
وقال الناشط من الشبكة العربية لحقوق الانسان جمال عيد، ان الجيش كان عنيفا للغاية في التعامل مع كل تلك التظاهرات، وأضاف أنهم استخدموا العنف الشديد لانهم يعلمون أنهم لن يحاسبوا، وانهم سيستغلون تلك الاحتجاجات ذريعة لزيادة القمع في مصر. وأضاف أن هذا دليل على ضرورة ترك الجيش للسلطة في أسرع وقت ممكن.
من ناحية أخرى، دعا المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد الحكومة المصرية اليوم الى سرعة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في ما يتعلق بالاشتباكات التي اندلعت أمس بين محتجين مسيحيين والشرطة العسكرية والتي أسقطت 25 قتيلا على الاقل.
وأكد المجلس أيضا، الذي أذاع التلفزيون المصري لقطات لاجتماعه أمس، على «استمراره في تحمل المسؤولية الوطنية، والحفاظ على مقدرات الشعب ومكتسباته بعد ثورة 25 يناير، وتنفيذ خريطة الطريق التي التزم بها حتى نقل المسؤولية الى سلطة مدنية منتخبة، وذلك على الرغم من بعض المحاولات التي تهدف الى هدم اركان الدولة ونشر الفوضى للحيلولة دون التحول الديمقراطي المنشود». وأضاف البيان الصادر عن المجلس انه سيتخذ «كل التدابير والاجراءات اللازمة لضبط الموقف للحفاظ على امن البلاد وسلامتها».
بدوره، دعا شيخ الازهر أحمد الطيب، أعضاء «بيت العائلة المصرية» المنظمة التي تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين الى الاجتماع «بهدف احتواء الازمة»، وأجرى اتصالاً مع بابا الاقباط شنودة الثالث.
وقالت السفارة الاميركية في بيان معزية أسر الضحايا «نشير الى دعوة رئيس الوزراء شرف لاجراء تحقيق، ونناشد كل الاطراف التحلي بالهدوء». ونفت صحة تقارير صحافية تحدثت عن أن الولايات المتحدة تقدّمت بعروض لإرسال قوات أميركية لحماية دور العبادة المسيحية في مصر. وأعربت عن «قلقها العميق» من أحداث العنف بين المتظاهرين وقوات الأمن، مطالبة جميع الأطراف التي شاركت في الأحداث الالتزام بالهدوء. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون «نتوقع حقاً ان تتحرك مصر نحو الانتخابات، مدفوعة برغبة في رؤية مشاركة جميع الاطياف في تلك الانتخابات، وحماية الناس أياً كانت انتماءاتهم وأياً كانت جذورهم وأيا كانت معتقداتهم ودياناتهم»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news