منظمة حقوقية تطالب بمحاكمة الأسد بتهمة «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»
مقتل 3 في الحراك.. وحملات أمنية وعسكرية في حمص وريفها
قُتل ثلاثة مدنيين وجرح العشرات أمس، في ريف درعا (جنوب) خلال اطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن السورية التي قامت بدعم من القوات العسكرية بتكثيف حملات المداهمة في منطقة حمص وريفها بشكل خاص، وفيما دعت منظمة حقوقية الى محاكمة الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، اعلنت تركيا عن عقد لقاء رسمي مع المجلس الوطني السوري المعارض.
وتفصيلاً، ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، أن اطلاق نار كثيفاً بالرشاشات الثقيلة اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وسقوط عشرات الجرحى في مدينة الحراك. من جهتها، اوضحت لجان التنسيق المحلية ان الجيش اطلق الرصاص بشكل كثيف على تظاهرة خرجت في الحراك تنديدا باختطاف الشبيحة للشيخ وجيه قداح من منزله امس.
وأكدت اللجان أن الدبابات تطلق النار من رشاشاتها على المنازل وهي تجول في شوارع البلدة، مشيرة الى إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة يترافق مع قطع كامل للتيار الكهربائي عن البلدة.
وإضافة الى منطقة درعا جنوب سورية، تكثفت امس المداهمات التي تقوم بها القوات الامنية والعسكرية في مناطق اخرى من البلاد، خصوصا في منطقة حمص وريفها.
وأفاد ناشط من مدينة القصير (ريف حمص) فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، بأن القوات تحاصر القرى التابعة للقصير، منذ ان اعلن نحو 40 جندياً انشقاقهم عن الجيش وهربوا نحو البساتين باتجاه الحدود اللبنانية. وأكد الناشط «ان ثورتنا سلمية وستبقى سلمية حتى اسقاط النظام ولا علاقة لنا بانشقاق الجنود عن الجيش الذين اعربوا بانشقاقهم عن تضامنهم مع المتظاهرين». واعتبر الناشط ان حمص هي بركان ثائر، لافتاً الى ان الوجود الامني والعسكري الكثيف في حمص لم يثن اهالي الاحياء التي تتمركز فيها هذه القوات من الخروج والتظاهر.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ناقلات الجند المدرعة تجوب شوارع مدينة القصير (ريف حمص) وتطلق الرصاص على اي شيء يتحرك، خصوصا ركاب الدراجات النارية، ما ادى الى سقوط خمسة جرحى. وأشار الى ان الاتصالات الارضية والخليوية والكهرباء قطعت عن مدينة القصير.
وذكر المرصد أن قوات عسكرية وأمنية كبيرة اقتحمت قرى عرجون وجوسية والبراك والتل المجاورة للقصير وسط اطلاق رصاص كثيف وتمشيط بحثا عن مسلحين يعتقد انهم منشقون. وأشار الى اصابة تسعة اشخاص بجراح نتيجة اطلاق الرصاص، كما ادت حملة المداهمات في هذه القرى الى اعتقال اكثر من 40 شخصاً.
كما اشارت لجان التنسيق الى انتشار امني واسع في منطقة القصير مترافقا مع اطلاق نار كثيف من حاجز الصوامع وحاجز المسلخ.
وأوضحت أن قوات الأمن والشبيحة قاموا بوضع حواجز في انحاء المنطقة لمنع تجوال الأهالي ومصادرة واحراق الدراجات النارية وسط حملة تخريبية لجميع المرافق والمحلات في المنطقة. كما قطعت جميع وسائل الاتصالات للقرى الغربية التابعة للقصير ومنها البرهانية وهيت وسفرجة التي شهدت حملة مداهمات، بحسب اللجان.
وفي ريف حمص كذلك، افادت اللجان بأن قرية ابل محاصرة بالكامل، حيث يسمع دوي اطلاق نار كثيف يترافق مع حملة مداهمات واسعة واعتقالات عشوائية.
ولم تكن المدن السورية الاخرى بمنأى عن هذه الحملات الامنية، حيث شهد ريف دمشق حملة أمنية هي الأشرس من نوعها منذ بدء الثورة، بحسب المرصد.
وذكر المرصد ان الاتصالات الارضية والخليوية قطعت عن مدينة حرستا بالتزامن مع حملة مداهمات واعتقالات بدأتها قوات عسكرية وامنية في وسط وغرب المدينة.
وأكد المرصد ان بلدات عدة في ريف دمشق تشهد حصارا كاملا من قوات عسكرية وأمنية كبيرة وانتشاراً كثيفاً للامن داخلها مع انتشار القناصة على أسطح الأبنية والرشاشات الثقيلة على سيارات الجيش والأمن.
وفي درعا جنوب دمشق ومهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري اعتقلت قوات الامن 25 شخصاً في حملة مداهمات.
وفي دير الزور (شرق) قالت لجان التنسيق المحلية ان عدداً كبيراً من المصفحات والمدرعات كانت تتجه الى وسط المدينة، في حين اعلن المرصد ان الاجهزة الامنية اعتقلت صباح امس الناشطين فاضل جبر وجعفر القاسم خلال مداهمة المنزل الذي كانا يتواريان فيه في دير الزور.
ودعت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان الى محاكمة الرئيس بشار الاسد بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، مؤكدة ان سلوك القوات الحكومية العنيف، في معالجتها للأزمة في البلاد اودى بحياة 3482 شخصاً ويرقى الى مستوى جرائم الحرب.
ورأت الرابطة ان الممارسات المنهجية والمستمرة (لقمع الاحتجاجات في سورية) تقع تحت المسؤولية المباشرة للرئيس الأسد الذي يمثل الطرف الأعلى في التسلسل القيادي للقوات الحكومية.
وأضافت ان الاسد يتحمل المسؤولية الكاملة عن ضلوعه بارتكاب هذه الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين السوريين، الأمر الذي يتوجب معه محاكمته باعتباره مجرماً ضد الإنسانية. وأكدت الرابطة ان العمليات العسكرية والأمنية ضد المدنيين حتى يوم 17 اكتوبر ادت الى سقوط 3482 قتيلاً بينهم 212 طفلاً و99 امراة كما بلغ عدد الجرحى .4232
وفي أنقرة اعلن دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس، أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عقد لقاء رسمياً مع ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي يضم جزءاً كبيراً من المعارضة السورية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news