7 قتلى خلال تظاهرة في صنعاء
قُتل سبعة متظاهرين امس، عندما فتح مسلحون عسكريون ومدنيون موالون للنظام اليمني النار على تظاهرة مناوئة للرئيس علي عبدالله صالح في صنعاء، فيما طالبت الناشطة السياسية الحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، مجلس الامن باتخاذ اجراءات صارمة وفورية تجاه النظام، وانتقدت تجاهل الجامعة العربية للوضع في اليمن.
وحسب مصادر طبية ومعارضة، اعترض مسلحون مدنيون وجنود القوات الموالية، متظاهرين كانوا متوجهين الى حي القاع الذي يضم مقار رسمية عدة، وأطلقوا النار عليهم. وأكدت مصادر طبية في المستشفى الميداني للمحتجين ومصادر من اللجنة التنظيمية للحركة الاحتجاجية مقتل ستة متظاهرين واصابة 59 شخصاً بجروح، فيما اكد مصدر طبي في المستشفى الجمهوري مقتل متظاهر سابع يعتقد ان القوات الموالية للنظام نقلته اليه، اضافة الى اربعة جرحى احدهم حالته خطيرة.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس عشرات الجرحى المصابين بالرصاص وبالغازات المسيلة للدموع في المستشفى الميداني، ووضع مسعفون الجرحى على الارض بسبب عدم توافر عدد كافٍ من الاسرة.
وكان المسلحون المدنيون نصبوا خياما على مسار التظاهرة لمنعها من التقدم والوصول الى حي القاع القريب ايضا من القصر الجمهوري. وتمكن المتظاهرون من تجاوز الخيام باتجاه حي القاع، الا ان الموالين للنظام حاصروهم في ميدان العلفي بحي القاع، فيما اكد شهود عيان ان المتظاهرين تعرضوا لاطلاق نار كثيف في هذه النقطة لأكثر من ساعة.
وشارك المئات من المسلحين المدنيين ومن جنود قوات الامن المركزي الموالية لصالح في حصار المتظاهرين الذين كانوا بالآلاف. وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس ان بعض الجنود والمسلحين المدنيين قاموا بسحب المصابين من ميدان العلفي ومنعوا وصول الإسعافات اليهم.
وأكد صخر الوجيه القيادي في المجلس الوطني للثورة الشعبية السلمية لوكالة فرانس برس، ان هناك جرحى اختطفوا وهناك اربع نساء اختطفن في حي القاع من قبل قوات الامن.
وفي ورواية لتفاصيل ما جرى، قال المتظاهر صالح محمد حميضة (34 عاماً) لوكالة فرانس برس «وصلنا امام مبنى امانة العاصمة وامام المبنى، حيث توجد حديقة مملوءة بالمسلحين المدنيين. لقد ترك هؤلاء المسيرة تمر ثم بدأوا باطلاق النار بكثافة باتجاه المتظاهرين قبل ان يبدأوا بالاعتداء على المتظاهرين بالهراوات».
وأضاف حميضة ان بعض المسلحين قاموا باختطاف المتظاهرين وعندها اشتبكنا بالحجارة والعصي، ثم تدخلت قوات الامن المركزي المتمركزة في محيط الشارع بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وأشار بدوره الى اعتقال اربع متظاهرات. وردد المتظاهرون شعارات مطالبة بالتصعيد والحسم الثوري.
في هذا السياق، قال عضو اللجنة الاعلامية هاشم الابارة لشباب الثورة ان الشباب سيصعدون تحركهم عبر التوجه الى شوارع حساسة تسيطر عليها القوات الموالية. وقال سنستمر في التصعيد الثوري بالذهاب «الى الشوارع دون خطوط حمراء.. من حقنا ما دمنا سلميين ان نخرج الى اي شارع يحلو لنا في العاصمة صنعاء ولا يوجد امامنا هذا شارع ممنوع وهذا شارع مسموح».
وأضاف «نحن نعول على مجلس الامن الدولي ليتخذ قراراً ايجابياً قوياً ضد مجرمي الحرب في اليمن لأن شباب اليمن يقتل في صنعاء وتعز وعدن وابين وارحب ولا يوجد امامنا نحن كشباب ثورة الا التصعيد السلمي وهذا ما يفزع النظام».
وسارت تظاهرة ثانية في صنعاء، وذلك على امتداد شارع تونس شرق ساحة التغيير في ظل تدابير امنية مشددة قاوم بها اللواء الرابع في الجيش، ولم يتم اعتراضها بعد ان غيرت مسارها.
وأفادت ايضا مصادر من المعارضة ان مسلحين مدنيين اطلقوا النار على مسيرة في ذمار جنوب صنعاء وأصابوا امراة.
وفي وقت سابق، قتل ستة اشخاص بينهم عائلة من خمسة افراد ليل الاثنين الثلاثاء في اليمن، على الرغم من فترة من الهدوء النسبي بعد مواجهات دامية بين الموالين والمناوئين للرئيس علي عبدالله صالح.
وقالت مصادر طبية وشهود عيان لوكالة فرانس برس، إن قذيفة صاروخية انفجرت في منزل على شارع تونس شرق ساحة التغيير في صنعاء، ما اسفر عن مقتل جميع افراد العائلة التي تقطن المنزل وهم خمسة اشخاص.
من جهتها، طالبت الناشطة السياسية توكل كرمان اعضاء مجلس الامن الدولي باتخاذ اجراءات صارمة وفورية تجاه النظام اليمني، كما انتقدت تجاهل الجامعة العربية للوضع في بلادها. وقالت كرمان في رسالة موجهة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وإلى الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي «لقد بات من الضرورات الملحة على المجتمع الدولي ان يتخذ اجراءاته الصارمة والفورية لايقاف تلك المجازر ومحاسبة مرتكبيها» في اليمن.
وأضافت ان «ذلك وحده ما سيعطي اليمنيين وبقية شعوب العالم الثقة بأن العدالة الدولية حاضرة ويدها طويلة بما يكفي لتطال علي صالح وعصابته وجميع المستبدين الذين يستمرئون الوقوع في خطيئة قتل الأبرياء». وطالبت كرمان بحماية المتظاهرين السلميين في اليمن وبإحالة جرائم نظام صالح الى محكمة الجنايات الدولية، بحسب الرسالة.
الى ذلك، انتقدت الناشطة اليمنية بشدة الجامعة العربية وما توصل اليه اجتماعها الوزاري الأخير بشأن سورية وتجاهله للأزمة في اليمن.
وقالت كرمان إن «من دواعي اسفنا وحزننا انه في الوقت الذي كنتم فيه مجتمعين لمناقشة الثورة السورية وقمع نظام حكم بشار الاسد لها دون خشية من الله او خشية من الناس، كان هناك نظام آخر يقوده علي عبدالله صالح في اليمن يواصل بوحشية حصد أرواح مواطنيه».
وأضافت قائلة «اذا كان حظ اليمن من اجتماعكم التجاهل لا الجهل بحاله والتغافل لا الغفلة عن مأساته، فإن ما خلصتم اليه في شأن سورية مثل خيانة لدماء المواطنين الطامحين الى الحرية وشكل حماية لنظام فقد مبررات وجوده».
وناشدت في نهاية رسالتها وزراء الخارجية العرب وأمين عام جامعة الدول العربية ان «ينضموا الى الشعوب في كل من اليمن وسورية ويستدركوا موقفكم، فالتاريخ لا يرحم، وأهم من ذلك أن الشعوب قد عزمت وتوكلت فلا رجعة عن ثوراتها حتى يرحل الطغاة».