«الانتقالي»: قتلة القذافي سيحاكمون.. وسيف الإسلام يريد طائرة لتسليم نفسه

مجلس الأمن يُنهي العمليات العـسكرية في ليبيا

كميات ضخمة من صناديق الذخيرة الحية في العراء جنوب سرت بلا حراسة. أ.ب

أعلن المجلس الوطني الانتقالي انه سيحاكم قتلة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عقب الضجة التي اثارتها ظروف مقتله، فيما قال مصدر في المجلس ان سيف الإسلام، الابن الهارب للقذافي، يريد طائرة لنقله خارج الصحراء الليبية، حتى يتسنى له تسليم نفسه الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي، فيما وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، أمس، على انهاء العمليات العسكرية الدولية في ليبيا، وامر اعضاء المجلس الـ15 بإنهاء فرض حظر الطيران فوقها، والأعمال الهادفة الى حماية المدنيين في ذلك البلد، ابتداء من الساعة 23.59 مساء بتوقيت ليبيا يوم 31 اكتوبر .2011

وتفصيلاً، صرح نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، عبد الحفيظ غوقة، «بالنسبة للقذافي، نحن لا ننتظر ان يقول لنا اي شخص (ما يجب ان نفعله)». واضاف «بدأنا تحقيقاً، واصدرنا ميثاقاً للأخلاق في معاملة اسرى الحرب، وأنا متأكد أن ذلك كان عملاً فردياً وليس من عمل الثوار او الجيش الوطني». وتابع ان «أي شخص مسؤول عن ذلك (مقتل القذافي) سيقاضى وسيحصل على معاملة عادلة».

وسرت أنباء متضاربة عن مكان سيف الإسلام منذ اختفائه من بني وليد، معقل القذافي في شمال البلاد، وقالت تقارير انه موجود في النيجر مع السنوسي، فيما أفادت مصادر امنية نيجرية ومالية لوكالة «فرانس برس»، أمس، بأن رئيس الاستخبارات العسكرية الليبية السابق عبدالله السنوسي، الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية، دخل الى مالي عبر النيجر، مع بعض رجاله. ولم تشر هذه المصادر الأمنية الى وجود سيف الاسلام مع السنوسي.

وقال مصدر المجلس الانتقالي ان سيف الإسلام لم يغادر ليبيا، وان شخصية بارزة من الطوارق في الصحراء تؤويه. والطوارق مجموعة من البدو تسكن منطقة صحراوية شاسعة بين ليبيا والجزائر ومالي والنيجر وكان يمولهم سيف الإسلام في الماضي. ومثلت المنطقة الوعرة الخالية قرب الحدود مع النيجر والجزائر، مساراً لفرار اخرين من أسرته.

وقال احد مساعديه انه كان يخشى على حياته عندما فر من بني وليد، واذا كان قد رأى اللقطات المروعة التي التقطت لوالده بعد اعتقاله؛ فمن المرجح ألا تكون لديه أوهام بشأن الطريقة التي سيعامل بها في حال بقائه بليبيا. وقال مصدر المجلس «سيف قلق على سلامته، يعتقد أن تسليم نفسه أفضل خيار أمامه»، وأضاف المصدر أن سيف الإسلام يريد اشراك دولة ثالثة، ربما تكون الجزائر أو تونس، في اتفاق لنقله الى لاهاي، ومضى المصدر يقول في مكالمة هاتفية من ليبيا «انه يريد ارسال طائرة له، يريد تطمينات».

وتابع المصدر أن مكان سيف الإسلام ونياته كانت محل متابعة من خلال مراقبة المكالمات الهاتفية التي تجرى عن طريق الأقمار الاصطناعية، الى جانب معلومات تم الحصول عليها من برقيات مخابراتية.

وذكرت صحيفة «ديلي ميرور» أن سيف الإسلام فرّ وبحوزته 10 ملايين جنيه إسترليني، أي ما يعادل 16 مليون دولار، ومداخل للمزيد من الأموال المخفية. وقالت الصحيفة إن المجلس الانتقالي زعم أن سيف الإسلام والسنوسي يريدان تسليم نفسيهما إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لتجنب مواجهة المصير المروّع مثل القذافي.

ونفى وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا، أن يكون تورط أو امتلك أي نوع من المعرفة بتفجير طائرة لوكيربي، ومقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر أمام مبنى السفارة الليبية في لندن.

وقالت صحيفة «دايلي ميل»، أمس، إن كوسا اصدر بياناً عن طريق ممثليه القانونيين في لندن، عقب مزاعم أوردها برنامج (بانوراما) الوثائقي، بثته القناة التلفزيونية الأولى التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وذكرت فيه أنه كان مسؤولاً عن تعذيب السجناء، وتورط في مذبحة سجن أبوسليم في ليبيا، التي راح ضحيتها أكثر من 1200 سجين.

واضافت أن كوسا اتهم في البيان منتجي برنامج بانوراما بـ«ترويج اداعاءات كاذبة ضده»، وأصرّ على أنه «لم يسبق أن عذب أي شخص أو شارك بالتعذيب، ولم يكن حاضراً اثناء مذبحة سجن أبوسليم، ولم يتورط أيضاً في تفجير طائرة الخطوط الجوية الأميركية (بان أميركان) فوق بلدة لوكيربي الأسكتلندية عام ،1998 أو قتل الشرطية فليتشر عام 1984».

تويتر