السعودية: الأمير نايف ولياً للعهد
عين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد، مع احتفاظه بحقيبة وزارة الداخلية، بعد اسبوع من وفاة ولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز. فيما ألغي منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.
وقال الديوان الملكي في بيان، ان الملك «قرر بعد الاطلاع على نظام هيئة البيعة وبعد ابلاغ رئيسها واعضائها اختيار الامير نايف وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، وبذلك يحتفظ الامير نايف بحقيبة الداخلية.
لكن البيان لم يتطرق الى وزارة الدفاع التي لاتزال شاغرة اثر وفاة الامير سلطان.
وأكد البيان ان الملك عبدالله طلب من اعضاء هيئة البيعة البالغ عددهم 35 اميرا «مبايعة الامير نايف الذي تلقى المبايعة».
وأوضح التلفزيون السعودي أن خادم الحرمين الشريفين التقى رئيس وأعضاء هيئة البيعة في قصره بالرياض، حيث أدى كل من الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي الأول بن عبد العزيز آل سعود، والأمير بندر بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، عضوا هيئة البيعة القسم أمام خادم الحرمين. وهذه هي المرة الاولى التي تشارك فيها هيئة البيعة في تعيين ولي عهد جديد للمملكة في خطوة قال محللون انها ستساعد على تنظيم الخلافة. والامير نايف الذي يواجه بعض المتاعب الصحية هو من «الاشقاء السبعة» الذين انجبهم الملك المؤسس عبدالعزيز من زوجته الاميرة حصة السديري، وابرزهم الملك فهد والامير سلطان الراحلين، وامير منطقة الرياض الامير سلمان. وللمرة الاولى في تاريخ السعودية التي تأسست عام ،1932 لم يخلف ولي عهد الملك.
وأدار الأمير نايف شؤون المملكة اليومية بالفعل لفترات طويلة في السنوات القليلة الماضية خلال غياب كل من الملك عبدالله والامير سلطان خارج البلاد. وسافر العاهل السعودي مرارا الى الخارج للعلاج من مشكلات في الظهر. وكوزير للداخلية نجح الامير نايف في انهاء موجة من هجمات «القاعدة» داخل المملكة منذ عام .2003 ويشرف، على محاربة تنظيم القاعدة في المملكة. ويعتبر كثيرون الامير نايف (77 عاما) اكثر صرامة من الملك عبدالله (87 عاما) الاصلاحي الحذر، لكنه في الواقع براغماتي يرغب في وصف نفسه بأنه في خدمة الملك. ويحتفظ الامير نايف بوزارة الداخلية منذ اكثر من 35 عاما، ويعتبره السعوديون الشخص الاكثر كفاءة في محاربة «القاعدة»، كما انه قادر على قمع أي حركة معارضة أخرى. ولدى الأمير نايف علاقات وثيقة مع الأوساط الدينية المحافظة التي تعارض انفتاحاً اكبر في المجتمع السعودي.
ولد الأمير نايف، الولد الـ23 للملك المؤسس، عام 1934 في الطائف، وتولى امارة الرياض عندما كان في الـ20 من العمر قبل ان يعين نائبا لوزير الداخلية عام ،1970 ومن ثم يتسلم الوزارة ذاتها عام .1975 وواجهت وزارته تحديات الصعود القوي لـ«القاعدة» مع تشعباتها في السعودية التي تعرضت لهجمات دامية ضمن موجة من الاعتداءات بين العامين 2003 و.2006 وأدت الحملات الامنية إلى فرار قادة التنظيم وعناصره باتجاه اليمن. كما حلت اجهزة وزارة الداخلية الهيئات التي تجمع التبرعات لشبكة زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن.
ويؤكد عدد كبير من السعوديين اطمئنانهم تجاه تسلم الامير نايف زمام الامور، بسبب قدرته على الامساك بالملف الامني بشكل جيد.