استشهاد 5 مقاومين في غارة على رفح
استشهد، أمس، خمسة نشطاء فلسطينيين من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بينهم قيادي، في غارة شنتها طائرات حربية إسرائيلية على موقع تدريب في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في تصعيد اسرائيلي ملموس تجاه القطاع. فيما أكدت واشنطن أن «الربيع العربي» يمكن ان يطيح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اذا تمكنت السلطة الفلسطينية من التوصل الى نتائج «ملموسة» لمفاوضات السلام مع اسرائيل.
وأعلنت سرايا القدس استشهاد خمسة مقاتلين من عناصرها، بينهم قائد ميداني، في غارة اسرائيلية استهدفت موقعهم في رفح، وتوعدت بـ«الرد خلال ساعات».
وأوضحت أن احد الشهداء هو القائد احمد الشيخ خليل في الاربعينات من عمره.
وقال المتحدث باسم سرايا القدس أبوأحمد، إن الشهداء هم «مسؤول وحدة الهندسة والتصنيع في سرايا القدس في قطاع غزة الشيخ القائد احمد الشيخ خليل، ومحمد عصفور من خانيونس، وعبدالكريم شبات، وباسم ابوالعطا، وحسن الخضري، من غزة، وجميعهم اعضاء في وحدة التصنيع والهندسة».
وذكر مصدر في مستشفى «أبويوسف النجار» في رفح التي استقبلت الجثث والجرحى، أن «جثث الشهداء وصلت اشلاء ممزقة».
من جهة ثانية، قال (ابوأحمد)، إن «الرد قادم خلال ساعات او ايام قليلة على هذه الجريمة الكبيرة باستهداف قادتنا وكوادرنا».
واعتبر أن الغارة الاسرائيلية «جريمة كبرى يحاول العدو من خلالها خرق التهدئة وخلط الاوراق للتملص من تنفيذ الشق الثاني من صفقة تبادل الأسرى».
وأوضح أن الشيخ خليل «قائد من الطراز الأول في سرايا القدس، وهو شقيق ثلاثة شهداء قادة، والعدو سيدفع الثمن باهظاً».
وقال إن هذا القصف الإسرائيلي قد يكون الأكبر ضد المقاومة الفلسطينية منذ بدء حالة الهدوء التي انطلقت في نيسان الماضي.
وأشار إلى أن الاحتلال يريد استفزاز المقاومة، وأضاف «ردنا سيكون بالعمق الإسرائيلي».
من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن شن الغارة. وأكد مكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان الجيش ضرب في غزة. وأفاد مسؤولون عسكريون «بسقوط قتلى في الانفجار كانوا أعضاء في الخلية الإرهابية التي اطلقت صاروخ غراد على اسرائيل في وقت سابق من هذا الاسبوع».
من جهتها حملت حركة حماس، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التداعيات المترتبة على اغتيال خمسة من كوادر سرايا القدس.
وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبوزهري، إن الجريمة الإسرائيلية التي استهدفت مجموعة من كوادر وأبناء سرايا القدس «تصعيد خطير، وتأتي في سياق استمرار العدوان على شعبنا». واعتبر أن هذا القصف محاولة لتعكير أجواء الاحتفالات الفلسطينية بالأسرى المحررين في صفقة التبادل، ومحاولة لتنغيص هذه الفرحة. وأضاف أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن أية تبعات تترتب على هذه العملية.
من ناحية أخرى، قال المبعوث الاميركي للسلام في الشرق الاوسط، السفير ديفيد هيل، ان «الربيع العربي» يمكن ان يطيح حركة حماس، اذا تمكنت السلطة الفلسطينية من التوصل الى نتائج «ملموسة» لمفاوضات السلام مع اسرائيل. وأضاف أن «الفلسطينيين ليسوا بمنأى عن تيارات التغيير والمطالبة بالديمقراطية والاصلاح والحرية، شأنهم شأن بقية شعوب المنطقة». وقال «أعتقد اننا سنرى تلك القوى نفسها تؤثر في (حماس)، لان قيادتها لا تتمتع طبعا بأي من تلك الصفات». وحذر هيل من انه بينما تظل حركة حماس معرضة لتلك التأثيرات، الا انها لن تفقد السلطة الا عندما يصبح الشعب الفلسطيني امام خيار حقيقي بين السلام والعنف. وقال هيل امام مجلس شيكاغو للشؤون الدولية، ان «هذا الخيار لا يمكن طرحه على الشعب الفلسطيني الا في سياق المفاوضات التي تحمل شيئا ملموسا يمكن تقييمه».
إلى ذلك حثّ 30 عضواً في الكونغرس الأميركي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الـ(إف بي آي) روبرت ميولر، على وضع الأسرى الفلسطينيين الذي أفرجت عنهم إسرائيل بموجب اتفاق مع «حماس» على لائحة الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة.
وقال أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري «إن الأسرى المفرج عنهم دينوا بارتكاب أعمال إرهابية ويجب أن يعاملوا على هذا الأساس».