قتيلان في «أحد تجميد العضوية بالجامعة»
الأسد يحذّر من «زلزال يحرق المـنطقة»إذا تدخل الغـرب عسكرياً
حذّر الرئيس السوري بشار الأسد الغرب مما وصفه بـ«زلزال يحرق المنطقة بأسرها» إذا ما تدخل عسكرياً في بلاده، واعترف بارتكاب قواته الأمنية أخطاء بالتعامل مع التظاهرات التي تشهدها سورية منذ منتصف مارس الماضي. وفيما دعا ناشطون إلى تنظيم تظاهرات تحت عنوان «أحد تجميد العضوية.. أوقفوا دعمكم للقتلة» في دعوة إلى الجامعة العربية لتجميد عضوية سورية، قال الأمين العام للجامعة نبيل العربي، إن زيارة اللجنة الوزارية لدمشق لم تشهد أي تقدم من الجانب السوري بشأن ما تطلبه الجامعة من وقف القتال الذي أوقع قتيلين في حمص امس برصاص قناصة.
وتفصيلاً، قال الأسد في مقابلة مع صحيفة «صندي تليغراف»، أمس، إن تورط الغرب يهدد بتحويل سورية إلى افغانستان أخرى، وهو بصدد تكثيف الضغوط عليها، لكن سورية هي محور الآن بهذه المنطقة وخط الصدع فيها، ومن يتلاعب بها سيتسبب بوقوع زلزال يحرق الشرق الاوسط برمته.
واضاف «إن سورية تختلف في كل الأوجه عن مصر وتونس واليمن، وتاريخها مختلف، وكذلك وضعها السياسي، وأي مشكلة تواجهها ستحرق المنطقة، وإذا كانت خطة الغرب ترمي إلى تقسيمها، فإن ذلك سيقود إلى تقسيم المنطقة بأسرها».
وتساءل «هل يريد الغرب رؤية افغانستان أخرى هنا، أو عشرات الأفغانستانات؟».
وفيما اعترف الرئيس السوري بأن قوات بلاده الأمنية ارتكبت الكثير من الأخطاء، في الأشهر الأولى لاندلاع الاحتجاجات، أصرّ على أن «الارهابيين هم المستهدفون فقط الآن».
وقال «لدينا عدد قليل من الشرطة، لكن الجيش وحده هو الذي تدرب على التصدي لتنظيم «القاعدة»، وفي حال تم ارساله إلى الشوارع فإن الشيء نفسه سيحدث، ونحن نقاتل الإرهابيين الآن فقط، ولهذا السبب أصبح القتال أقل بكثير عما كان عليه من قبل».
واضاف الأسد أنه استجاب بشكل مختلف لـ«الربيع العربي» بالمقارنة مع غيره من القادة العرب، ولم يسلك طريق الحكومة العنيدة، وبدأ بالإصلاح بعد ستة أيام من انطلاق الاحتجاجات.
وقال إن وتيرة الإصلاح ليست بطيئة جداً، وتحتاج إلى رؤية ناضجة، وقد يستغرق الأمر 15 ثانية فقط لتوقيع قانون، ولكن إذا كان هذا القانون غير صالح للمجتمع سيؤدي إلى انقسام، وهذا المجتمع معقد للغاية.
ووصف الأسد الاحتجاجات التي تشهدها بلاده بأنها «صراع بين بعض الإسلاميين والقومية العربية»، مضيفاً «نحن نقاتل الإخوان المسلمين منذ عام 1950 ولانزال نحاربهم».
وجاء تحذير الأسد قبل اجراء الحكومة السورية محادثات مع الجامعة العربية بهدف بدء حوار بين الحكومة والمعارضة، وانهاء اعمال العنف التي تصاعدت في شتى انحاء سورية في الايام الاخيرة.
من جهته، اوضح المرصد السوري لحقوق الانسان، ان قتيلين سقطا برصاص قناصة، احدهما شابة في حي دير بعلبة، والاخر شاب في قرية الغنطو بمحافظة حمص، واضاف ان 10 اشخاص اخرين اصيبوا بجروح، اثنان منهم في حالة حرجة، بإطلاق رصاص من احد الحواجز الأمنية المنتشرة في دير بعلبة.
ويأتي ذلك في وقت اكد فيه الموفد الصيني الى الشرق الأوسط، وو سيكه، انه حذر السلطات السورية خلال زيارة اخيرة لدمشق من ان قمع التظاهرات لا يمكن ان يستمر. وقال الموفد الصيني انه اكد لمسؤولين رفيعي المستوى في سورية خطورة الوضع، وانه لا يمكن ان يستمر، مضيفاً ان الرئيس السوري يجب ان يحترم ويستجيب للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري.
وقال نشطاء ان القوات السورية قتلت اكثر من 50 مدنياً خلال الـ48 ساعة الماضية، وقالت جماعة ان من يعتقد انهم منشقون عن الجيش قتلوا 30 جندياً في مدينة حمص وفي كمين في محافظة ادلب السبت.
ودفع اطلاق النار على المتظاهرين يوم الجمعة اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية الى اصدار أقوى نداء حتى الان للأسد يدعوه الى انهاء قتل المدنيين، غير ان وسائل الإعلام الرسمية نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله ان بيان اللجنة الوزارية يستند «أساساً الى أكاذيب اعلامية بثتها قنوات التحريض المغرضة»، وطالب اللجنة الوزارية بأن تساعد على التهدئة والتوصل الى حل يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في سورية بدلاً من اذكاء نار الفتنة.
وقال الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، إن زيارة اللجنة الوزارية لدمشق لم تشهد أي تقدم من الجانب السوري بشأن ما تطلبه الجامعة من وقف القتال وإطلاق سراح المعتقلين والبدء في عملية إصلاح سياسي حقيقي بحثاً عن حل الأزمة.
ورفض العربي في تصريحات لصحيفة «الشروق» المصرية، امس، تحديد ما إذا كانت الجامعة في حال رفض الأسد تلبية المطالب العربية سترفع يدها عما يحدث في دمشق. وأضاف العربي حول مطالب المعارضة السورية بفرض حظر طيران، أن الوضع في سورية يختلف عنه في ليبيا، مشيراً إلى أنه استمع لعدد كبير من نشطاء المعارضة والمجلس الوطني، ولدي علم بمطالبهم ووضعتها أمام وزراء اللجنة الوزارية، مؤكدا أن الاجتماع الوزاري المقبل سيقرر الخطوة المقبلة.
وافادت صحيفة «القبس» الكويتية، أمس، نقلاً عن مصادر عربية واسعة الاطلاع، بأن الوزراء العرب الذين زاروا دمشق حذروا الأسد من امكانية خروج الأزمة السورية من الإطار العربي، وطالبوه بوقف العنف فوراً.
على صلة، دعا ناشطون سوريون إلى تنظيم تظاهرات امس، تحت عنوان «أحد تجميد العضوية.. أوقفوا دعمكم للقتلة» في دعوة إلى الجامعة لتجميد عضوية سورية للضغط على النظام السوري، وأوضح الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجيش السوري واصل عملياته في حمص، حيث قتل شخص في حي بابا عمرو برصاص قوات الأمن، فيما تواصلت الاعتقالات في مناطق أخرى بالمحافظة.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن حشوداً من المواطنين توافدوا إلى ساحة الشهداء بمحافظة السويداء دعما لبرنامج الإصلاح الشامل والقرار الوطني المستقل، وتأكيداً على الوحدة الوطنية، ورفضاً للتدخل الخارجي بجميع أشكاله، وللمؤامرة التي تستهدف أمن واستقرار سورية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news