بن عمر في صنعاء لدفع انتقال السلطة
بدأ مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، أمس، جولة جديدة من جهود إنهاء الازمة في هذا البلد وسط استمرار تحفظات معسكر الرئيس علي عبدالله صالح على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية من اجل انتقال سلمي للسلطة في البلاد، وفي وقت قتل شخص وأصيب آخرون في قصف نفذته القوات اليمنية الموالية، أمس، على مدينة تعز، تظاهر الآلاف في صنعاء وتعز للمطالبة بمحاكمة صالح وعدم منحه حصانة، ودعا الشباب المحتجون الى التظاهر بكثافة، اليوم، في صنعاء وبقية مدن اليمن تحت شعار «جمعة لا حصانة للقتلة»، وذلك بالتزامن مع زيارة بن عمر.
وتفصيلاً، ذكرت وكالة الانباء اليمنية ان بن عمر سيلتقي خلال زيارته الجديدة الى اليمن ممثلي الحكومة والمعارضة في محاولة جديدة لحل الخلافات المتبقية حول الآلية التنفيذية. وقال بن عمر للوكالة اليمنية ان زيارته «تأتي في اطار متابعة جهود الامم المتحدة من اجل التسوية السياسية». واضاف «أتمنى ان تكون فرصة لحل القضايا العالقة بين الأطراف السياسية في اليمن».
وفي وقت لاحق، أكد بن عمر للصحافيين ان «زيارتي لليمن جاءت للتوافق السياسي والتوقيع على المبادرة الخليجية».
وكان بن عمر ادار شخصيا سلسلة لقاءات مباشرة وغير مباشرة بين المعارضة والحكومة للاتفاق على آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية التي حصلت على دعم الدول الكبرى ومجلس الامن. وفي هذا الاطار، ذكرت مصادر من المعارضة لوكالة «فرانس برس» انه في حال حسمت النقاط الخلافية، فمن المفترض ان يوقع صالح او نائبه المبادرة الخليجية في صنعاء ثم يتم التوقيع على الآلية التنفيذية في الرياض.
وأفادت المصادر بأن وفدا من المعارضة سيزور الرياض، بعد غد، بدعوة من وزير الخارجية سعود الفيصل للبحث في تطورات الازمة ومساعي الحلول.
وقال القيادي في المعارضة ياسين سعيد نعمان، إن المعارضة تنتظر توقيع الرئيس او نائبه على المبادرة الخليجية «للانتقال بعد ذلك الى التوقيع على الآلية التنفيذية في الرياض». وأضاف «نحن مستعدون للتوقيع على الآلية وعلى الرئيس ان يقرر التوقيع على المبادرة الخليجية» التي سبق ان وقعت عليها المعارضة، معرباً في الوقت نفسه عن خشيته من «مناورات» صالح الذي سبق ان تهرب من التوقيع مرات عدة، الا ان نعمان قال «لا أستبعد ان يوقع هذه المرة» المبادرة التي أصبح التوقيع عليها «استحقاقا اقليميا ودوليا».
ويؤكد معسكر الرئيس بدوره استعداده للمضي قدماً، لكن مع الاشارة الى استمرار وجود خلافات حول الآلية التنفيذية. وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي، إن «الرئيس حسم الامر بالنسبة للمبادرة والآلية التنفيذية وننتظر الاتفاق مع المعارضة حول المسائل العالقة».
الا ان نعمان أكد انه «لا يوجد هناك مسائل عالقة»، مشيراً الى انه تم الاتفاق على الآلية التنفيذية مع الحزب الحاكم في الزيارة الاخيرة لبن عمر الى اليمن.
وتنص الآلية التنفيذية التي وافقت عليها المعارضة، بحسب نعمان، على «انتخاب نائب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا لمرحلة انتقالية تستمر سنتين ويتم خلالها وضع دستور جديد واعادة هيكلة القوات المسلحة وإجراء حوار وطني وحل مشكلة الجنوب»، على ان تنتهي هذه المرحلة بانتخابات تشريعية عامة.
ميدانياً، قال مصدر طبي إن «شخصا قتل واصيب تسعة آخرون على الاقل» في القصف المدفعي الذي نفذته بحسب شهود عيان قوات الحرس الجمهوري واستهدف وسط صنعاء، حيث كان يتظاهر المناوئون لصالح. وفي صنعاء، تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بمحاكمة صالح وضد منحه الحصانة التي يفترض ان يحصل عليها بموجب المبادرة الخليجية. وهتف المتظاهرون «لا حصانة لا ضمانة يحاكم صالح وأعوانه» و«يا عالم ما مجلس امن، صالح مجرم حرب»، و«الشعب يريد بناء يمن جديد». وأطلق مسلحون مدنيون موالون لصالح النار على المتظاهرين ما أسفر عن ثلاثة جرحى على الاقل، بحسب شهود عيان.