«الجامعة» تعد آلية لحماية المدنيين في سورية
أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، أن الجامعة بصدد اعداد آلية لتوفير حماية للشعب السوري، فيما دعت دمشق إلى عقد قمة عربية طارئة لمناقشة الازمة غداة تعليق الجامعة لعضويتها، والذي قوبل بترحيب اممي وغربي ومن المعارضة وتنديد من قبل مؤيدي النظام في الداخل. ميدانياً قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 11 مدنياً قتلوا امس، برصاص الامن بينهم ستة في حماة وثلاثة في حمص وآخر في ريف ادلب، إضافة إلى فتى في دير الزور، بينما قالت وكالة الأنباء الألمانية إن عدد القتلى ارتفع إلى 19 شخصاً.
وتفصيلاً، اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، خلال زيارة الى طرابلس أمس، ان الجامعة بصدد اعداد آلية لتوفير حماية للشعب السوري.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل «المطلوب الآن من الجامعة العربية هو توفير آلية لحماية المدنيين» من دون اعطاء المزيد من التوضيحات. وحول طلب الجامعة من مجلس الامن الدولي حماية المدنيين في ليبيا التدخل في ليبيا، اوضح العربي ان الجامعة ليس لديها الامكانات للتدخل لحماية المدنيين، وإذن من الطبيعي ان تتوجه الى الامم المتحدة المنظمة الوحيدة في العالم القادرة على التدخل.
وفي دمشق، نقل التلفزيون السوري عن مصدر رسمي قوله ان سورية تدعو لعقد قمة عربية طارئة لمناقشة الازمة، وذلك بعد يوم من تعليق الجامعة لعضويتها بسبب قمعها للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن مصدر مسؤول قوله «نظراً لأن تداعيات الازمة السورية يمكن ان تمس بالأمن القومي وتلحق ضرراً فادحاً بالعمل العربي المشترك فإن القيادة السورية تقترح الدعوة العاجلة لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الازمة السورية، والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي». وأضافت الوكالة ان المصدر اعرب عن ترحيب القيادة بقدوم اللجنة الوزارية العربية الى سورية قبل الـ16 من الشهر الجاري.
كما رحبت القيادة باصطحاب اللجنة من تراه ملائما من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين من دول اللجنة ومن وسائل اعلام عربية للاطلاع المباشر على ما يجري على الارض والاشراف على تنفيذ المبادرة العربية بالتعاون مع الحكومة والسلطات السورية المعنية بحسب المصدر. وطالبت القيادة السورية، بحسب الوكالة الامانة العامة للجامعة وفي مقدمتها الامين العام بالتحرك السريع لوضع هذه المقترحات موضع التنفيذ.
ورحب المجلس الوطني السوري الذي يضم اطيافا عدة من المعارضة السورية امس بقرار الجامعة العربية، معتبرا انها خطوة في الاتجاه الصحيح. وتمثل ادانة واضحة للنظام السوري الذي امعن في عمليات القتل والتدمير.
ورحب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بقرار جامعة الدول العربية، واصفاً القرار بالقوي والشجاع. كما رحبت الدول الغربية بعزلة سورية المتزايدة بعد قرار تعليق عضويتها في الجامعة العربية. وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما في بيان اصدره البيت الابيض «احيي القرارات المهمة التي اتخذتها الجامعة العربية، وأضاف ان الولايات المتحدة تنضم الى الجامعة في دعم الشعب السوري الذي يواصل المطالبة باحترام حقوقه العالمية في مواجهة العنف اللاانساني للنظام». من جانبها، اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون دعم الاتحاد الاوروبي لقرار الجامعة العربية. وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه، إن فرنسا تحيي الاجراءات القوية التي اتخذتها الجامعة العربية بحق النظام السوري. كما اشاد وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ بحزم الجامعة العربية.
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن ملايين السوريين احتشدوا امس، في الساحات العامة تنديدا ورفضا لقرار الجامعة العربية حول تعليق عضوية سورية فيها. وخرجت تظاهرات تأييد في كل من اللاذقية وطرطوس وحمص ودير الزور وحلب والسويداء واللاذقية والحسكة والرقة والقنيطرة.
وانتقد عدد من السياسيين والمعارضين السوريين، قرار الجامعة بتعليق عضوية دمشق، ورأوا فيه بداية لانتقال القضية السورية الى طريق التدويل وإعلان حرب على سورية.
وانتقدت الحكومة العراقية امس بشدة قرار الجامعة العربية، معتبرة انه امر غير مقبول، وأكدت انه لم يتخذ قرار ازاء دول لديها ازمات اكبر من الازمة السورية.
ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقراً له «استشهد ستة اشخاص اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن في مدينة حماة».
واوضح المرصد ان القتلى كانوا يشاركون بتظاهرة مناهضة للنظام السوري ردا على التظاهرة المنددة بقرار الجامعة بتعليق مشاركة سورية في اجتماعاتها قبل ان يقوم رجال الامن باطلاق النار عليهم. وفي ريف ادلب، اضاف المرصد «استشهد مواطن من أهالي قرية سرجة باطلاق رصاص من قبل قوات عسكرية على مفرق قرية حيشش.
وفي حمص، ذكر المرصد «استشهد مواطن متأثرا بجراح اصيب بها برصاص قناصة في شارع القاهرة فجر أمس، إضافة إلى قتيلين آخرين، كما قتل فتى برصاص الأمن في دير الزور»، وأكد المرصد اصابة ثلاثة طلاب بجراح اثر سقوط قذيفة آر بي جي داخل المدرج الاول في كلية الهندسة المدنية التابعة لجامعة البعث في حمص دون ان يوضح مصدر القذيفة. كما اشار المرصد الى وفاة مواطن في حي دير بعلبة بحمص متأثراً بجراح اصيب بها خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن صباح السبت، ووفاة مواطن آخر في بلدة كفرزيتا بريف حماة متأثراً بجراح اصيب بها قبل ايام. وأكد المرصد مقتل اثنين من عناصر الامن وجرح آخر اثر هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم منشقون على دورية امنية في سوق مدينة القصي ريف حمص مشيراً الى انباء مؤكدة عن فرار خمسة جنود من احد المراكز العسكرية في القصير. وفي دير الزور، نقل المرصد عن ناشط من المدينة ان خمسة طلاب اصيبوا بجراح احدهم في حالة حرجة اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن لتفريق شبان حاولوا التظاهر داخل المسيرة المؤيدة التي خرجت في شارع التكايا.