41 قتيلاً في حمص وإدلب.. ولافروف يلتقي غليون مؤكّداً تمسّكه بالمبادرة العربية

«مجلس التعاون» يرفض عقد قمة عربية طارئة حول سورية

غليون: مستعدون للحوار مع كل الأطراف التي لم تتورط في قتل السوريين ونرفض التدخّل العسكري الخارجي. أ.ف.ب

رفض مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقد قمة عربية طارئة دعت إليها دمشق، معتبرا أن الأمر «غير مجد» في هذا الوقت، عشية اجتماع وزاري لجامعة الدول العربية حول دمشق في الرباط، فيما قتل 41 شخصا هم 22 مدنيا برصاص قوات الأمن والجيش السوري و19 عسكريا برصاص منشقين عن الجيش ليرتفع عدد القتلى خلال 24 ساعة إلى 114 قتيلا بين مدني وعسكري. بينما حث رئيس المجلس الوطني الانتقالي برهان غليون موسكو على المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد لبدء مفاوضات مع ممثلين عن السلطة، فيما طالبه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالحوار مع دمشق، مبديا دعمه للمبادرة العربية.

وأكد مجلس التعاون الخليجي رفضه عقد قمة عربية طارئة دعت اليها دمشق.

وقال الامين العام للمجلس عبداللطيف الزياني في بيان، إن «مجلس التعاون يرى ان طلب عقد قمة عربية في هذا الوقت غير مجد».

وبرر الزياني ذلك بكون «مجلس الجامعة في حالة انعقاد لمتابعة الازمة السورية، وسيعقد اجتماعا لمواصلة متابعة هذا الموضوع في الرباط بالمملكة المغربية الشقيقة يوم غد (اليوم)».

وأكد الزياني أن مجلس التعاون «يؤكد تأييده والتزامه بقرارات مجلس جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية وعلى رأسها المبادرة العربية التي تبناها مجلس الجامعة لحل الازمة، وخطة العمل العربية بشأن الأزمة السورية التي تم تبنيها، وقرار مجلس الجامعة» بتعليق عضوية سورية.

وفي موسكو، قال غليون إن موسكو أكدت حرصها على تعزيز الاتصالات مع جامعة الدول العربية، بغية تنفيذ بنود المبادرة العربية، مستبعداً تكرار السيناريو الليبي في بلاده.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أن غليون أعرب، عقب لقائه لافروف في موسكو، عن ارتياحه لنتائج المحادثات التي وصفها بأنها «مفيدة ومثمرة». وعبّر عن تفاؤله، مشيراً إلى أن موسكو أكدت حرصها على مواصلة التنسيق مع المجلس الوطني وتعزيز الاتصالات مع جامعة الدول العربية، بغية تنفيذ بنود المبادرة العربية. وأبلغ غليون الجانب الروسي خلال اللقاء، بأنه «ينبغي على كل الدول الحريصة على الحل السلمي للوضع في سورية دفع الأسد إلى التنحي»، مشدداً على أنه «أوغل في قتل الشعب السوري وأصبح جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل»، واعتبر أن رحيل الأسد يكون خطوة نحو التوصل إلى الحل السلمي.

وأكد الاستعداد للحوار مع كل الأطراف التي لم تتورط في قتل السوريين، مشدداً على رفض التدخل العسكري الخارجي بكل أشكاله.

من جهتها، دعت روسيا معارضي الاسد لإجراء حوار مع الحكومة في مسعى لإنهاء العنف في البلاد.

ووجه الدبلوماسيون الروس «نداء لكل مجموعات المعارضة السورية، من اجل تحقيق اهداف سياسية لتطبيق المبادرة التي دعت اليها الجامعة العربية من اجل تخطي الازمة». وقبل لقاء المعارضة، قال لافروف انه يأمل ان تفلت سورية من السيناريو الليبي. وأضاف انه سيعبر للمعارضين السوريين عن «قلق» موسكو.

وفي القاهرة، قال مسؤول في جامعة الدول العربية وعضو في المعارضة السورية، أمس، إن الجامعة طلبت من جماعات سورية معارضة تقديم رؤاها لعملية انتقال السلطة قبل مؤتمر أكبر يعقد حول مستقبل سورية.

وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا إن مسؤولين في الجامعة أجروا محادثات غير رسمية مع أعضاء في المعارضة السورية في القاهرة أمس.

وأضاف أن الجامعة العربية «ستعلن قريبا موعدا لمؤتمر يضم الكثير من جماعات المعارضة السورية لبحث السبل اللازمة والوقت المطلوب للتحرك صوب فترة انتقالية». وقال مسؤول في الجامعة طلب عدم نشر اسمه ان أمينها العام نبيل العربي «طلب من وفد من المجلس الوطني السوري ان يقدم في وثيقة رؤيته لسورية من خلال فترة انتقالية.

على الصعيد الميداني قال ناشطون وحقوقيون إن اشتباكات وقعت، أمس، بين عسكريين نظاميين ومسلحين يعتقد انهم جنود منشقون اسفرت عن مقتل طفل وسقوط 14 عسكريا.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن «ثلاثة انفجارات استهدفت آليات عسكرية للجيش النظامي السوري في بلدة كفرومة» في ريف إدلب (شمال غرب). وتحدث عن «اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون في هذه البلدة ووردت انباء مؤكدة عن سقوط ما لا يقل عن 14 عنصرا من الجيش النظامي بين قتيل وجريح».

وأضاف ان «طفلا استشهد في بلدة كفرومة»، مشيرا الى «أكثر من 20 انفجارا هزت كفرومة في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش النظامي ومسلحين يعتقد انهم منشقون». من جهة أخرى، اكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن «مقتل خمسة عناصر من الامن والجيش اثناء اشتباكات مع مسلحين يعتقد انهم منشقون في بلدة الحارة» الواقعة في ريف درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية على النظام السوري.

وفي حمص، افاد المرصد بأن 19 جثة مجهولة الهوية وصلت الى المستشفى الوطني صباح، أمس. وأعرب المرصد عن خشيته أن «تكون هذا الجثث لمواطنين اختطفتهم مجموعة من الشبيحة (مسلحون موالون للأسد) خلال اليومين الماضيين». وفي حمص أيضا قتل شخصان وجرح نحو 30 آخرين جراء قيام قوات الأمن السورية بقصف حي بابا عمرو بالمحافظة بنحو 50 قذيفة على الأقل.

وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي إن أعمدة الدخان تصاعدت في الهواء واشتعلت النيران في عدد من الشقق جراء القصف العنيف.

ويأتي ذلك غداة مقتل 27 مدنيا على الاقل في شمال وجنوب سورية بالاضافة الى مقتل ما لا يقل عن 34 من عناصر الجيش والقوات النظامية في اشتباكات مع مسلحين يعتقد انهم من المنشقين عن الاجهزة العسكرية النظامية وسقوط 12 من المهاجمين في محافظة درعا، حسب ما افاد المرصد أول من أمس.

من جهته، أعلن التلفزيون السوري، أمس، إخلاء سبيل اكثر من 1100 موقوف في سورية اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس الماضي. وقال التلفزيون انه تم «إخلاء سبيل 1180 موقوفا تورطوا في الاحداث ولم تلطخ ايديهم بالدماء».

تويتر