المرزوقي: «تسونامي» من الملفات ينتظر المرحلة الانتقالية

تونس: بدء أولى جلسات المجلس الوطني التأسيسي

المجلس التأسيسي التونسي انتخب مصطفى بن جعفر رئيساً له. رويترز

بدأت في العاصمة التونسية، أمس، أول جلسات المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر بعد أقل من عام من فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال رئيس السن امام المجلس المنعقد في قصر باردو مقر مجلس النواب السابق غرب العاصمة، طاهر هميلة، أعلن افتتاح الجلسة الاولى للمجلس الوطني التأسيسي. والذي انتخب في ما بعد مصطفى بن جعفر رئيساً له.

وبدأت الجلسة بحضور الاعضاء الـ217 في المجلس بترديد النشيد الوطني التونسي وتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة التونسية. وأضاف هميلة «في هذه اللحظة التاريخية نضع حجر الاساس للجمهورية الثانية من أجل دولة الحرية والعدل والكرامة تعمل من أجل تحقيق اهداف الثورة» التونسية.

ووصف رئيس الجمهورية المنتهية ولايته فؤاد المبزع في كلمة أمام اعضاء المجلس التأسيسي أمس، بأن هذه الجلسة موعد فعلي للانتقال الديمقراطي ولحظة فارقة في تاريخ. وطالب الرئيس اعضاء المجلس التأسيسي بالوفاء لدماء الشهداء وتغليب المصلحة العامة والانتماء للوطن.

وجرت الجلسة الاولى بحضور عائلات شهداء الثورة من بينهم أم محمد البوعزيزي مفجر ثورة تونس الذي أحرق نفسه احتجاجاً على ظروفه السيئة. وحضر الجلسة ايضا رئيس الحكومة المنتهية ولايته الباجي قايد السبسي وأعضاء حكومته، اضافة الى رئيس الجمهورية الجديد المنصف المرزوقي وحمادي الجبالي رئيس الوزراء ومصطفي بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي.

وخارج المجلس تظاهر المئات من التونسيين للضغط على المجلس لتحقيق مطالبهم.

وقال المرزوقي، إن «تسونامي» من الملفات العالقة تنتظره وتنتظر الحكومة المقبلة التي يتعين مواجهة الجزء الأكبر منها. ولم يوضح المرزوقي في تصريح للإذاعة الوطنية التونسية طبيعة الملفات، ولكنه اعتبر أنه من الصعب أحيانا تأمين انتقال سلس وحضاري بين عهدين من الحكم غير أنه أمكن تحقيق ذلك في تونس. ووصف جهود الحكومة الانتقالية بالجسر الذي أمن انتقالاً حضارياً وسلساً للسطة تفخر به تونس.

وشدد المرزوقي على أن التحالف الحزبي الثلاثي الذي يتألف من حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وحركة النهضة الإسلامية، سيعمل بتناغم تام لما فيه مصلحة تونس.

وكان مسؤولو الأحزاب الثلاثة وقعوا في ساعة متأخرة من أول من أمس، على إعلان اتفاق بينها على مشروع قانون يتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطات العامة خلال المرحلة المقبلة. كما تضمن الاتفاق ترشيح مصطفى بن جعفر أمين عام حزب التكتل من أجل العمل والحريات لرئاسة المجلس التأسيسي، ومحمد المنصف المرزوقي أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية لرئاسة البلاد، وحمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة الإسلامية لرئاسة الحكومة.

واتفق الموقعون أيضاً على تشكيل حكومة ائتلافية لتحقيق أهداف الثورة على أن يتم الإعلان عن تركيبتها بعد تكليف رئيس الحكومة والتي تضع بمقدمة أولوياتها مباشرة القضايا العاجلة وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وذلك خلال عام من بدء جلسات المجلس التأسيسي.

وأعرب راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي، أكبر الفائزين في الانتخابات عن سعادته البالغة باجتماع اول مجلس تأسيسي منتخب ديمقراطياً.

وقال لوكالة «فرانس برس»: «انا مفعم بالغبطة ونحن سعداء جداً، والشكر لله وللشهداء والجرحى، ولكل الذين ناضلوا من أجل هذا اليوم العظيم التي لقيت من أجله أجيال حتفها».

تويتر