قبول استقالة «شرف».. واتفاق على تشكيل حكومة إنقاذ وطني في مصر
طنطاوي: الانتخابات الرئاسية قبل نهاية يونيو.. والبرلمانية في موعدها
اتفق المجلس العسكري الحاكم في مصر، أمس، مع ممثلي القوى السياسية وبعض المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، على تشكيل حكومة انقاذ وطني مهمتها تنفيذ أهداف ثورة 25 يناير، واجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها، وذلك في حوار ركز على حل للازمة السياسية إثر التظاهرات المستمرة من السبت والتي اوقعت 28 قتيلاً ومئات الجرحي، ما دفع رئيس المجلس المشير محمد حسين طنطاوي الى قبول استقالة الحكومة والتأكيد على ان الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد، والرئاسية قبل نهاية يونيو ،2012 قائلاً «القوات المسلحة على استعداد لتسليم السلطة فورا من خلال استفتاء شعبي». في وقت احتشد آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير تلبية لدعوة «مليونية الانقاذ الوطني»، مطالبين برحيل طنطاوي.
وتفصيلاً، قال المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية سليم العوا، انه تم الاتفاق خلال اجتماع رئيس الاركان الفريق سامي عنان مع بعض القوى السياسية، أمس، على تشكيل حكومة انقاذ وطني.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن العوا الذي شارك في الاجتماع، أنه «تم الاتفاق على حكومة انقاذ وطني مهمتها تنفيذ أهداف ثورة 25 يناير».
ولم يذكر العوا اية تفاصيل اخرى عن طبيعة هذه الحكومة او الشخصية التي تترأسها أو المدة التي ستتولى خلالها مهامها، وما اذا كانت ستنتهي بانتخاب مجلس الشعب ام لا.
وقال زعيم حزب النور عماد عبدالغفور الذي حضر الاجتماع، ان المجلس العسكري وافق على إجراء الانتخابات البرلمانية في مواعيدها المقررة. وأضاف لـ«رويترز» أن ما اتفق عليه خلاله هو إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها يوم 28 نوفمبر.
وكان مصدر عسكري قال ان عدداً من الشخصيات التي شاركت في الاجتماع مع الفريق عنان طرحت تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أو القيادي الاسلامي المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عبدالمنعم أبوالفتوح.
وقال العوا انه تم الاتفاق كذلك على تسليم السلطة الى رئيس مدني منتخب في موعد لا يتجاوز نهاية يونيو .2012
وأضاف أنه تم الاتفاق على موضوعات عدة من أهمها الاتفاق على وقف العنف بجميع صوره، ومحاسبة المسؤولين عن اصابة المتظاهرين والتحقيق مع المتسببين، تمهيداً لمحاكمتهم وعلاج المصابين على نفقة الدولة وتعويض أسر الشهداء.
من جهته، قال نقيب المحامين سامح عاشور، إنه تم الاتفاق خلال اللقاء نفسه مع الفريق عنان على قبول استقالة حكومة عصام شرف، التي تقدمت بها مساء الاثنين، وعلى إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشوري في المواعيد المحددة لها. ومن المقرر ان تبدأ الاثنين المقبل انتخابات مجلس الشعب التي ستجرى على ثلاث مراحل.
في الاثناء، قال المشير طنطاوي في كلمة اذاعها التلفزيون المصري، أمس، إنه قرر قبول استقالة حكومة الدكتور عصام شرف وتكليفها بتسيير المهام لحين تشكيل حكومة جديدة. كما أعلن عن إجراء انتخابات الرئاسة قبل نهاية شهر يونيو ،2012 مؤكدا ان الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد وهو 28 نوفمبر الجاري. وأضاف أن الحكومة الجديدة ستعمل مع المجلس العسكري، وستبدأ الجولة الاولى من الانتخابات البرلمانية يوم الاثنين. وقال المشير ان القوات المسلحة على استعداد لتسليم السلطة فوراً من خلال استفتاء شعبي.
وشارك في الاجتماع الذي دعا اليه المجلس العسكري على عجل من اجل مواجهة الازمة المتفاقمة في مصر، رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي، إضافة الى ممثلي بعض الاحزاب الاخرى واثنين من المرشحين للرئاسة هما الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والقيادي الاسلامي سليم العوا.
وعصر أمس احتشد عشرات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير وهم يهتفون «ارحل.. ارحل.. الشعب يريد إسقاط المشير»، في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي. وذكر المشهد بالتظاهرات التي شهدها ميدان التحرير في يناير الماضي للمطالبة برحيل الرئيس السابق حسني مبارك وبتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة.
ويتهم الناشطون الشباب الذين دعوا الى مليونية الانقاذ الوطني المجلس العسكري بالتشبث بالسلطة وبالابقاء على سياسات نظام مبارك، وينتقدون بشده إحالته المدنيين الى محاكمات عسكرية.
ولخصت صفحة خالد سعيد، التي لعبت دوراً محورياً في الدعوة الى تظاهرات يناير ضد مبارك، موقف الناشطين الشباب، وقالت ان «إصرار المجلس العسكري على احتكار كل السلطات وتأجيل انتخاب رئيس حتى 2013 اسمه انقلاب على وعوده بعدما استلم السلطة وانقلاب على الثورة».
ولم يشارك حزب الحرية والعدالة، التابع للاخوان، في التظاهرة قائلاً ان الوضع محتقن والأمر يحتاج الى هدوء وإلى حوار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news