محمد محمود.. شارع باسم باشا دافع عن استقلال مصر
يتداول قطاع عريض من المصريين حالياً اسم شارع محمد محمود باعتباره الشارع الأبرز في الأحداث اليومية الجارية، دون أن يعرف معظمهم أن محمد محمود الذي سمي باسمه الشارع الذي يقع فيه مقر وزارة الداخلية ويفضي إلى ميدان التحرير، هو أحد قادة الاستقلال الوطني عام 1919 في البلاد.
ولد محمد محمود في ساحل سليم - مركز أبوتيج، بأسيوط في الرابع من أبريل عام .1878 وكان أبوه محمود باشا سليمان وكيل مجلس شورى القوانين، وأحد كبار ملاك الأراضي الزراعية في صعيد مصر، حيث ورث عنه ابنه 1600 فدان. وعين محمد محمود رئيس وزراء مصر في عهد فؤاد الأول. كان مديراً للفيوم قبل الحرب العالمية الأولى، وسميت باسمه مدرسة المحمدية للبنات بالفيوم، وفي أثناء عمله بها زارها الخديوي عباس حلمي، لكنه قطع الزيارة احتجاجاً على انتقاد محمد محمود باشا لمأمور زراعة الخاصة الخديوية في حضوره، وكان محمد محمود باشا شديد الاعتزاز بنفسه وكان يؤكد دائماً أن أباه محمود باشا سليمان قد عرض عليه ملك مصر قبل الملك فؤاد فأبى.
تلقى تعليمه بمدرسة أسيوط الابتدائية، ثم التحق بالمدرسة التوفيقية بالقاهرة، ثم بكلية باليول جامعة أكسفورد بإنجلترا، وحصل على دبلوم في علم التاريخ، وهو أول مصري تخرج في جامعة أكسفورد.
عقب عودته من إنجلترا عين وكيل مفتش بوزارة المالية (1901- 1902)، ثم انتقل إلى وزارة الداخلية، وعين مساعد مفتش عام .1904 ثم سكرتيراً خصوصياً لمستشار وزير الداخلية الإنجليزي عام .1905 كان واحد من ثلاثة أطلقوا بشكل متواز فكرة تأليف وفد في سبتمبر 1918 للمطالبة بحق مصر في تقرير مصيرها وفقاً للمبادئ التي أعلنها الرئيس الأميركي «ولسن» عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، واعتقل من قبل الإنجليز مع زعيم الثورة سعد زغلول وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، ونفوا إلى مالطة. وعقب الإفراج عنهم في الثامن من أبريل ،1919 سافروا إلى باريس، وانضم إليهم بعد ذلك بعض أعضاء الوفد، وظل الوفد بين باريس ولندن في مفاوضات ومباحثات مدة عامين.
سافر محمد محمود من باريس الى واشنطن، وطاف الولايات المتحدة الأميريكية، مدينة تلو الأخرى، ليعرض قضية استقلال بلاده، وألقى خطاباً امام الكونغرس الأميركي بهذا الخصوص.
انشق محمود عن الوفد، وشكل حزب الأحرار الدستوريين، وشكّل وزارته الأولى بعد تعثر ثورة 1919 ومقتل سير لي ستاك وحل برلمان ،1924 في الفترة ما بين (1928-1929)، وتقلد فيها منصب وزير الداخلية ليمارس سياسة اليد الحديدية، ثم عين رئيساً للوزارة للمرة الثانية، واحتفظ فيها أيضاً بمنصب وزير الداخلية، وبدأت الوزارة أعمالها بحل البرلمان الوفدي، وفصلت الموظفين الوفديين، وسيطرت على الانتخابات، ثم شكّل وزارته الثالثة (27 أبريل - 24 يونيه 1938) ثم وزارته الرابعة (1938- 1939). كان محمد محمود باشا أحد أقطاب الجبهة التي مثلت مصر في مفاوضات عام 1936 التي انتهت بتوقيع معاهدة جلاء الاحتلال الإنجليزي عن مصر.