كبار السن والنساء والأقباط يتدافعون إلى الصناديق.. وشكاوى حقوقية بشأن مخـالفـات
مصر: مشاركة غير مسـبوقة في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة
أدلى المصريون بأصواتهم وسط اقبال غير مسبوق، في اول انتخابات برلمانية، بعد الثورة، إذ شاركت الاسرة المصرية بكاملها في الانتخابات، بالتصويت او الوجود خارج اللجان، ورصدت «الإمارات اليوم»، حضورا مكثفا لكبار السن والنساء في لجان شرق القاهرة بمدينة نصر ومصر الجديدة والقاهرة الجديدة، وقرر المجلس العسكري مد التصويت لساعتين إضافيتين بسبب الازدحام أمام اللجان، فيما ذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية أن المجلس القومي لحقوق الانسان بمصر تلقى 161 شكوى تتعلق بتأخر فتح مقار اقتراع، واستخدام شعارات دينية أمام بعض المراكز.
وتفصيلاً، فتحت مكاتب الاقتراع ابوابها في الثامنة بالتوقيت المحلي، حيث كانت طوابير من الناخبين تنتظر امام مقار الاقتراع قبل فتح الصناديق. ورصدت «الإمارات اليوم» مشاركة موسعة للاقباط في لجان منطقة العباسية الملاصقة لمقر البابا شنودة، حيث شارك القساوسة بكثافة وتبعتهم اعداد غفيرة من اقباط مصر الذين يشاركون للمرة الاولى منذ ثورة يوليو 1952 بمثل هذه الكثافة.
وقال عاطف جرجس، انها المرة الاولى التي يشارك بها وزوجته في الانتخابات، مشيرا الى تخلي المسيحيين عن سلبيتهم ومشاركتهم بالتصويت للقوائم التي تدعم الدولة المدنية، وأشاد جرجس بدور الجيش في تأمين العملية الانتخابية، وقال ان تحركات الدوريات المتنقلة للجيش في جميع انحاء القاهرة قد اعطت الناس الشعور بالامان والمشاركة بكثافة.
وشاركت السيدات خصوصا المنتقبات بكثافة الى جانب كبار السن والشباب، مع بقاء اعداد كبيرة منهم خارج المقار للدعاية لأحزابهم.
وفي حي الزمالك الراقي بالقاهرة كان مئات من الناخبين من كل الاعمار يقفون في طابور قبل اكثر من ساعة من فتح مكتب الاقتراع وقد اصطحب بعضهم معه كراسي من البلاستيك للجلوس، كما افاد مراسلو وكالة «فرانس برس»، كذلك وقف مراقبون اميركيون ينتظرون امام مكتب الاقتراع.
وقالت سميرة (65 عاما) «انني مريضة ولم انو المشاركة في الاقتراع ولكن بعدما حدث اخيرا قررت ان ادلي بصوتي»، في اشارة الى المواجهات التي وقعت طوال الاسبوع الماضي بين قوات الشرطة والمتظاهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة، وأسفرت عن 42 قتيلا واكثر من 3000 جريح. وأضافت «ظللنا صامتين لمدة 30 عاما، أما الان فكفى صمتا».
وفي حي المعادي، وقفت امام مكاتب الاقتراع «لجان شعبية» شكلتها جماعة «الإخوان المسلمين»، التي تشارك في الانتخابات لأول مرة على قوائم حزب رسمي، اسسته بعد اسقاط مبارك وهو «حزب الحرية والعدالة».
وأمام احد هذه المكاتب، كان عدد افراد اللجنة الشعبية لـ«الاخوان» 10 اشخاص.
وقال احدهم ويدعى ابراهيم مصطفى (41 عاما) ،وهو مدرس للغة العربية في احدى مدارس المنطقة «شكلنا هذه اللجان خوفا من هجوم للبلطجية».
وفي القرى المحيطة بمدينة الاقصر السياحية في صعيد مصر، تشكلت ايضا طوابير انتظار منذ الصباح المبكر، كما ذكر بعض الاهالي. وقد حمل بعض الناخبين مقاعد بلاستيكية تحسبا لفترة انتظار طويلة بينما في حي المعادي حيث لم يتمكن الناخبون من العثور على مكان انتظار لسياراتهم، ما تسبب في حالات اختناق مروري شديدة امام المدارس التي تم تحويلها الى مكاتب اقتراع. وفي كثير من الحالات تأخر بدء التصويت عن الموعد المقرر في الساعة الثامنة حيث تعين احيانا الانتظار لاكثر من نصف ساعة لوصول وترتيب البطاقات وترتيب العاملين امورهم لاستقبال اول الناخبين او لحين وصول القاضي المشرف على اللجنة.
وقد قررت السلطات فرض غرامة 500 جنيه (80 دولارا أميركيا) على من يتخلف عن الادلاء بصوته، لكن يبدو ان ذلك لم يكن الدافع الحقيقي لإقبال الناخبين الذين تحدوهم اكثر الرغبة في ممارسة حقوقهم المدنية.
وتقول منى عبدالمنعم التي حضرت الى مدرسة عمر مكرم في حي شبرا ذي الكثافة السكانية العالية «قبل ذلك لم يكن للانتخابات أي معنى ولا لصوتنا أي قيمة على الاطلاق».
وذكر موقع صحيفة «المصري اليوم» المستقلة ان الجماعة وفرت حافلات لنقل ناخبي حزبها «الحرية والعدالة» في حي مدينة نصر. من جهته، ذكر موقع جريدة «الشروق» المستقلة ايضا ان اللجنة العليا للانتخابات سجلت مخالفات عدة ضد «الحرية والعدالة» لتوزيعه منشورات دعائية امام مكاتب التصويت.
من جهة اخرى، شكا البعض وجود استمارات غير مختومة في بعض المكاتب خصوصا في الساحل وقصر النيل والزمالك. ويمكن عدم احتساب الاستمارات غير المختومة عند الفرز. واعتبر الناشط بحركة حماية ثروت شكري، ان جميع الملاحظات على سير الانتخابات هي اخطاء ادارية، غير مقصودة ولا تؤثر في نزاهة الانتخابات، وقال شكري لـ«الإمارات اليوم»، ان الحركة رصدت مشاركة غير مسبوقة للمصريين، قد تتجاوز نسبة الـ70٪، مشيرا الى غياب اعمال العنف بشكل اذهل المراقبين، الذين توقعوا سقوط الاف القتلى، وقال شكري ان الازدحام الذي وصل الى اصطفاف المصريين الى اكثر من كيلومتر، يظهر إصرار المصريين على انجاح الثورة وتأسيس مؤسساتهم التشريعية والتنفيذية.
وتجري الانتخابات وفقا لنظام مختلط يجمع ما بين القائمة النسبية والدوائر الفردية، اذ يتم انتخاب ثلثي الاعضاء بالقوائم والثلث الاخير بالنظام الفردي.
وفي مشهد يذكر بثورة 25 يناير في بداية العام، يحتل ميدان التحرير متظاهرون يطالبون هذه المرة بتنحي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news