المعلم يعرض "فيديو مزوّر" يتضمن مشاهد عنف من خارج سورية

عرض وزير الخارجية السوري، وليد المعلم،خلال مؤتمر صحفي، أمس، وفي سياق اتهامه للجامعة العربية بـ"رفض الاعتراف بوجود جماعات مسلحة إرهابية" في سورية، مقاطع فيديو اعتبرها دليلاً واضحاً على مشاركة بعض المقاتلين اللبنانيين في تنفيذ عمليات إرهابية في بلاده، وعلى حصول أعمال عنف بحق المدنيين، بيد أن وسائل الإعلام اللبنانية والعربية أكّدت أن تلك المشاهد تعود لحوادث متفرقة وقعت على الأراضي اللبنانية قبل أكثر من عامين.

وتبين أن المشاهد التي ظهر فيها مقاتلين لبنانيين تعود إلى الاشتباكات المسلحة التي حدثت بين باب التبانة وجبل محسن في العام 2008 في شمال لبنان، وهي منشورة على موقع "يوتيوب" منذ ذلك التاريخ، كما أن الصورة التي ظهرت فيها جثة أحد الأشخاص معلّقة على عمود كهربائي قبل أن يتم سحلها على الأرض لاحقاً، تعود للعامل المصري محمد مسلم الذي تعرض للقتل والتمثيل بجثته في بلدة كترمايا في جبل لبنان في أبريل 2010، على ايدي جموع غاضبة من أبناء البلدة، للاشتباه في ارتكابه جرائم قتل واغتصاب، وموجودة على الـ"يوتيوب" أيضاً.

وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية أن عشرات من أبناء منطقة باب التبانة في طرابلس، اعتصموا عند مستديرة نهر أبو علي في المدينة، إحتجاجاً على ما وصفوه "بالافتراءات التي سيقت ضد بعض أبناء المنطقة من قبل السلطات السورية والإعلام السوري، تتهمهم بالمشاركة في عمليّات عسكرية في الداخل السوري ضد الوحدات النظاميّة للجيش السوري".

وقال داني دنش، وهو أحد الذين ظهرت صورتهم على الفيلم، لصحيفة النهار اللبنانية إن "هذه الدعاية هي دليل افلاس للنظام، فنحن هنا في طرابلس وباب التبانة تحديداً، وكما ترون لسنا في حمص أو جسر الشغور"، مؤكداً أن "ما عرض من صور تزعم اننا نشارك في المعارك هناك عار تماماً عن الصحة، وهو تزوير للواقع، حيث أن هذه الصورة منشورة منذ عام 2008 على موقع على الإنترنت، وتم التقاطها في "سقي طرابلس"، أثناء المعارك التي جرت بين باب التبانة وجبل محسن آنذاك، إنهم يكذبون ولا يخجلون، فعلاً إذا لم تستح فأفعل ما شئت".

وأعتبر شباب آخرون ممن عرضت صورهم، "أن هناك تلفيقاً ومحاولة للفت الانتباه عما يجري في سورية"، مشددين أن "هذه الصور قديمة والنظام السوري مفلس تماماً، وهم يعرفون بأن ما عرضوه ليس صحيحاً، ونؤكد ان شبابنا براء من دماء العسكريين السوريين".

وذكر إعلاميون لبنانيون أن ما أقدم عليه المعلم أفقد الحكومة السورية مصداقيتها أمام المجتمع الدولي والعربي، معتبرين لجوئه إلى فيلم مركب عن عمليات إجرام من حقبات مختلفة من الزمن ومن أمكنة مختلفة لإلصاقها بالمعارضة، يؤكّد عدم صحة روايات النظام عن وجود عناصر إرهابية في سورية.

إلى ذلك، قال النائب البناني،عمار حوري، للمؤسسة اللبنانية للإرسال "L.B.C "بعد الفيديو المزور الذي عرضه الوزير المعلم، وهو فضيحة ويشمل مشاهد من خارج سورية، أتوقع استقالته، أو أن يحاسب من ورط النظام في هكذا تقرير".

يذكر أن لجنة تحقيق دولية حول الأحداث في سورية قالت في تقرير صدر، أمس، في جنيف إن قوات الأمن السورية ارتكبت "جرائم ضد الإنسانية" لدى قمع التظاهرات المناهضة للنظام.

تقرير مصور بثه تلفزيون "أم.تي.في" اللبناني عن المشاهد التي عرضها المعلم في مؤتمره الصحفي.

تويتر