إسلاميو مصر يتصدرون المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية
أظهرت النتائج الأولية الصادرة، أمس، للمرحلة الأولى من أول انتخابات برلمانية تشهدها مصر بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، والتي اعتبرت خطوة أولى ناجحة في طريق التحول الديمقراطي، ان التيار الإسلامي يتجه لتحقيق فوز ساحق، فيما قال رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات المستشار عبدالمعز إبراهيم، ان النتيجة الرسمية للمرحلة الاولى من انتخابات مجلس الشعب المصري ستعلن مساء اليوم، وأشادت واشنطن بانطلاقة العملية الانتخابية، وأشارت إلى ان ما شاهده المراقبون الأميركيون المستقلون «إيجابي بشكل كبير». كما هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الشعب المصري على «تصميمه على انجاح التغيير الديمقراطي»، بينما أعلنت وزارة الصحة أن 108 أشخاص أصيبوا جراء مشاجرات بين معتصمين في ميدان التحرير وباعة جائلين، أول من أمس.
وتفصيلاً، أعلن حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، تقدمه وفقاً «للنتائج الأولية» لعمليات فرز بطاقات التصويت في هذه المرحلة الاولى للانتخابات التي ستمتد على نحو أربعة أشهر.
وشملت المرحلة الأولى، التي بدأت الاثنين الماضي وانتهت أول من أمس، ثلث محافظات مصر، أي تسعاً من اصل 27 محافظة، من بينها اكبر مدينتين في البلاد، القاهرة والاسكندرية. وذلك لانتخاب 168 نائبا (56 بنظام الدوائر الفردية، و112 بنظام القوائم)، من اصل 498 هو اجمالي عدد اعضاء مجلس الشعب. وتنتهي المرحلة الثالثة والاخيرة في 11 يناير المقبل، لتنطلق بعدها انتخابات مجلس الشورى التي ستستمر حتى 11 مارس.
وقال حزب الحرية والعدالة، في بيان بثه على صفحته على موقع «فيس بوك»، أمس، إن «النتائج الأولية تشير منذ بدء الفرز حتى هذه الساعة إلى تقدم قوائم حزب الحرية والعدالة، يليه حزب النور (السلفي) ثم الكتلة المصرية (ليبرالية)». وأضاف البيان أن النتائج الأولية تشير كذلك إلى «الاستبعاد الشعبي لفلول الحزب الوطني (الذي تم حله وكان يترأسه مبارك)، سواء الذين خاضوا هذه الانتخابات من خلال احزاب تم تأسيسها بعد الثورة، او من خلال احزاب كانت قائمة بالفعل».
وأكد الحزب انه حقق أفضل نتائج في محافظات الفيوم (130 كلم جنوب القاهرة) والبحر الأحمر (جنوب شرق) وأسيوط (جنوب) والقاهرة.
وقد توقعت بالفعل كل الصحف المصرية، الصادرة أمس، تقدماً كبيراً لجماعة الإخوان المسلمين في نتائج الانتخابات. وقالت صحيفة «الأهرام» الحكومية «الإسلاميون والليبراليون في المقدمة، الأحزاب القديمة تتراجع». وأضافت الصحيفة انه «في اكثر من دائرة خصوصاً في المناطق الريفية يأتي الإسلاميون في المقدمة، في حين ان فرصهم تقل في المدن الكبيرة».
وقالت صحيفة «الشروق» المستقلة، ان «المؤشرات الأولية تشير الى حصول حزب الحرية والعدالة على 47٪ من الأصوات في حين فازت الكتلة المصرية بـ22٪».
وأكدت صحيفة «المصري اليوم» المستقلة، أن التقديرات الأولية تشير إلى تقدم حزب الحرية والعدالة، في حين ان السلفيين والليبراليين يتنافسون على المرتبة الثانية.
وفي مؤتمر صحافي أكد رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي «أن الأغلبية في البرلمان المقبل هي التي ستشكل الحكومة، وستكون حكومة ائتلافية». وفي محاولة للطمأنة اكد مرسى انه «لن يكون هناك تقسيم بين مسلمين ومسيحيين كبار او شباب، طبقاً لقواعد العمل السياسي التي تقتضي عدم التفرقة بينهم».
إلا ان الصحف المصرية أشارت أيضاً إلى محاولات تأثير وترهيب من قبل الإخوان والسلفيين في الناخبين. وذكرت «الشروق» ان الإسلاميين في الأقصر (الصعيد) وأسيوط هددوا بتكفير الناخبين الذين يصوتون للكتلة المصرية التي تضم حزب المصريين الاحرار الذي اسسه رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس.
وذكرت الصحيفة ان مرصد الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، أكد ان حزب النور وضع صورة مفبركة للكتلة المصرية التي وصفها بـ«الكتلة الصليبية» على صفحته على «فيس بوك»، وتحتها تعليق «صوتك لمن يرعى الصليب»، ما اعتبره المرصد «تحريضاً طائفياً».
من ناحية أخرى، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية محمد الشربيني، في بيان أصدره، أمس، أن عدد المصابين في ميدان التحرير ارتفع إلى ،108 بسبب المشاجرات التي جرت، أول من أمس، بين المتظاهرين والباعة الجائلين، نقل 33 منهم إلى المستشفيات، تم علاج تسعة منهم فيما لايزال الباقون يتلقون العلاج. وأشار إلى أنه تم إسعاف 40 مصاباً بموقع المشاجرات، ولايوجد إلا 10 حالات فقط «يُعتقد أنها حرجة، مازالت تتلقى العلاج في مستشفى قصر العيني».