باسندوة: استمرار المجازر في تعز يهدد بانهيار الاتفاق
أكد رئيس الحكومة اليمنية الجديدة وزير الخارجية السابق، محمد باسندوة، أن اتفاق نقل السلطة في اليمن قد ينهار اذا استمرت «المجازر» في تعز، التي قتلت فيها القوات الحكومة اليمنية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، أمس خمسة اشخاص، بينهم فتاة، غداة مقتل 16 شخصا. فيما تظاهر عشرات الآلاف مطالبن بمحاكمة صالح.
وقال باسندوة الذي كلفته أحزاب المعارضة قيادة حكومة تقسم بينها وبين حزب صالح، ان جانبه سيعيد النظر في التزامه باتفاق نقل السلطة، اذا لم يتوقف القتل في تعز.
وأضاف في بيان ان القتل في تعز عمل متعمد لإفساد الاتفاق الذي وقعته أحزاب المعارضة مع صالح الذي كان قد تراجع عن توقيع المبادرة الخليجية ثلاث مرات قبل هذا. وهدد باسندوة «بإعادة النظر في الموقف» ما لم تتوقف «المجازر» في تعز التي اصبحت النقطة الساخنة في اليمن.
ويفترض أن تقود الحكومة الجديدة اليمن نحو انتخابات رئاسية حدد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تسلم صلاحيات صالح موعدها في 21 فبراير .2012 وقالت مصادر بالمعارضة انها أعطت هادي قائمة باختياراتها لمجلس عسكري يكلف إدارة الجيش لحين اختيار رئيس جديد. وفي تعز قال قادة الاحتجاجات ومسعفون ان القوات الحكومية قتلت خمسة مدنيين بينهم فتاة.
وذكر شهود عيان ومصادر محلية ان القوات الموالية المتمركزة عند اطراف المدينة استمرت في محاولة الدخول الى وسطها وواجهت مقاومة عنيفة من قبل المسلحين المناصرين لـ«ثورة الشباب». وقالوا إن القوات استمرت طوال الليلة قبل الماضية بقصف المدينة.
وأكد مصدر محلي أن القصف استمر على الرغم من دعوة المحافظ للوقف الفوري لإطلاق النار «وهو ما لم يتحقق». وقتل 16 شخصا في قصف واشتباكات، أول من أمس، في تعز.
من جهته قال المتحدث باسم اللقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) محمد قحطان لـ«فرانس برس»، أمس، ان «الطرف الآخر يؤخر تشكيل اللجنة ربما رغبة منه في استكمال الانتقام كما يحصل في تعز ومناطق اخرى، او للتملص مع موجبات الاتفاق( المبادرة الخليجية)».
وأشار إلى ان نائب الرئيس بات بحسب الاتفاق يمسك بالصلاحيات التنفيذية للرئيس، قبل ايام، لكن «في كل الاحوال نعرف انه اذا كان هناك تأخير فليس بسببه». وأكد أن من يعرقل تشكيل اللجنة قد يكونون ابناء واقارب صالح الذين يمسكون بالمناصب الحساسة في الاجهزة الأمنية والعسكرية.
من جهته، اعتبر نائب وزير الاعلام عبدو الجندي، ان الاتفاق على تقاسم الحقائب في حكومة الوحدة «مؤشر ايجابي، لكن يجب ان يرافقه تهدئة في تعز وفي كل مكان». واكد الجندي بدوره ان «الامن هو المشكلة الكبرى» الا انه اتهم المعارضة بأنها «لا تمارس العمل السلمي بل تمارس العمل الحربي، خصوصا في تعز» التي قال ان هناك محاولات لإسقاطها من قبل المسلحين الموالين للمعارضة. وأكد أنه «من دون تهدئة، لا قيمة للاتفاقات».
وبموازاة هذا الوضع الامني السياسي المعقد، تظاهر عشرات الآلاف من الشباب في ساحة التغيير في صنعاء وساحة الحرية في تعز، لاستكمال «الثورة السلمية» و«إسقاط رموز النظام»، ورفض الحصانة التي يمنحها اتفاق نقل السلطة الى الرئيس، وذلك في تباعد واضح مع المعارضة. بدوره اكد القيادي في «ثورة الشباب» وليد العماري أن المحتجين غير معنيين بالاتفاقات بين الحزب الحاكم والمعارضة، بما في ذلك حول حكومة الوفاق التي سيكون من أبرز مهامها الحوار مع الشباب. وقال «نحن أصلاً لم ندخل في الثورة من اجل تقاسم المعارضة والسلطة الحقائب الوزارية. لا نشعر بالإحباط، ونحن مستمرون في ساحة التغيير حتى اسقاط كامل رموز الفساد والتأسيس لدولة مدنية حديثة».