مصر: يوم هادئ في « الإعادة ».. وتنـسيق بين أحزاب ليبرالية
وسط إقبال محدود وتنسيق بين الاحزاب الليبرالية لمواجهة الاحزاب الاسلامية التي فازت بـ65٪ في الجولة الاولى، ادلى الناخبون بأصواتهم في اليوم الاول بجولة الاعادة بالمرحلة الاولى من انتخابات البرلمان المصري، وسط مؤشرات إلى تعزيز فوز الاسلاميين، إذ يتنافس 104 من المرشحين لاختيار 52 عضواً بالبرلمان في هذه الجولة التي تبدو فيها المنافسة قاصرة على الاحزاب الاسلامية التي يمثلها حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للاخوان المسلمين وحزب النور السلفي والكتلة المصرية المشكلة من احزاب ليبرالية ويسارية، فيما قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبدالمعز ابراهيم في مؤتمر صحافي ان مراقبة عملية فرز الاصوات اظهرت ان معدل الاقبال في المرحلة الاولى من الانتخابات التشريعية التي جرت في 28 و29 نوفمبر بلغ 52٪ وليس 62٪، كما أعلن في اول مؤتمر صحافي للجنة.
وتفصيلا، أكد عضو مجلس الشعب الفائز بالجولة الاولى عمرو حمزاوي، لـ«الإمارات اليوم»، أنه التقى مع عدد من ممثلي الدولة المدنية للتنسيق في ما بينهم في هذه الجولة وفي المرحلتين الثانية والثالثة، وقال انه انتقل مع اعضاء حملته الانتخابية من مصر الجديدة الى مدينة نصر لمساندة رئيس حزب العدل وأحد قيادات ثورة يناير مصطفى النجار في مواجهة مرشح «الإخوان» محمد يسري، واعتبر حمزاوي ان غياب التنسيق في المرحلة الاولى، هو ما أدى إلى خسارة تيار الدولة المدنية في مواجهة تيار الدولة الاسلامية.
وقال حمزاوي ان أحزاب شباب الثورة واحزاب الوفد والكتلة المصرية، يجب ان تتوحد خلف قائمة واحدة ومرشح واحد في الجولات المقبلة، مشيرا الى انهم يحاولون ويأملون في الحصول على الثلث الضامن في البرلمان لمنع تغيير هيكل وأسس الدولة المصرية، واعتبر حمزاوي ان الامل مازال كبيرا في دخول أعداد من شباب الثورة، خصوصا مع فوز باسم كامل وزياد العليمي على قائمة الكتلة المصرية في الجولة الاولى.
من جانبه، صرح رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي في تصريحات للوكالة الألمانية، قائلاً «أؤكد ثانية أن الوقت لايزال مبكرا للحديث عن التحالفات السياسية، كما أننا كحزب موجودون ضمن تحالف انتخابي حزبي هو التحالف الديمقراطي من أجل مصر، وهو يضم إلي جوارنا ما يقرب من 10 أحزاب منها ما هو يساري وليبرالي الاتجاه ومنها الإسلامي»، نافيا وجود صراع مع المجلس العسكري حول صلاحيات تشكيل الحكومة. وذكر أن مثل هذه الأحاديث لاتزال سابقة لأوانها وغير ذات جدوي، لأن الجميع لايزال مشغولا بخوض المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات البرلمانية. وأقر مرسي بأن حزبه لم يرشح بالفعل أقباطا علي المقاعد الفردية، لكنه وضعهم في مقدمة قائمته ليضمن فوزهم.
وعن تغيير استراتجية خطاب الكتلة المصرية، رصدت «الإمارات اليوم»، استخدام عدد من مرشحيها للخطاب الديني والتحالف مع المستقلين في مواجهة الاسلاميين، فقد تحالف مرشح الكتلة محمد عبدالغني مع المستقل شعبان شحات وتضمنت دعايتهما ان عبدالغني يقوم ببناء المساجد ولا يتاجر بالدين ونشر صورة لترخيص مسجد حصل عليها وتبرع ببنائه.
وشهدت محافظات الاسكندرية والفيوم ودمياط مشاحنات بين حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي في إطار الصراع للفوز بالمقاعد التي يتنافسون عليها.
وغابت عن المشهد الانتخابي الدعاية الانتخابية كإحدى سلبيات المرحلة الاولى، حيث يبتعد انصار حزبي الحرية والعدالة والنور قرابة 50 مترا خارج اللجان ويمارسون دعايتهم في صمت ودون صخب المرحلة الاولى. وقال محمد ايمن من شباب الحرية والعدالة انهم وضعوا ما يسمى بالعداد امام كل لجنة كي يقوم بإحصاء كل من يدخل اللجان ويقوم بإبلاغ غرفة المتابعة بالحزب اولا بأول، موضحا ان هذا الامر لم يكن متبعا في الجولة الاولى، وقال ان سلبيات الجولة الاولى اختفت تقريبا، حيث بدأت اللجان عملها في الثامنة صباحا ولم يتم رصد غياب قضاة او تأخرهم وتأخر صناديق أو اوراق الاقتراع، كما اختفت دعاية الاجزاب تقريبا من امام اللجان.
وحول ضعف إقبال الناخبين، شدد المستشار احمد ابوالعيش رئيس اللجنة الفرعية بحدائق القبة، أن انتظام عمل اللجان في الثامنة صباحا وعدم وجود اجازات ادى الى اختفاء الطوابير، وقال ان الناخب يدلي بصوته في دقيقة واحدة بدلا من خمس دقائق في الجولة السابقة، نظرا لغياب القوائم وكثرة المرشحين وهو ما يخفف من التكدس.
وشهدت محافظة الفيوم امتناع موظفي خمس لجان عن العمل احتجاجا على تخفيض حوافزهم، كما قام احد القضاة بطرد احد ممثلي حزب النور السلفي من اللجان، وقرر حرمانه من حضور الفرز بعد اصراره على الدعاية لمرشح النور في مواجهة مرشح الاخوان داخل اللجان بالمحافظة. ورصدت «الإمارات اليوم» استعدادات أفراد القوات المسلحة بمكبرات الصوت والكاميرات، وبسؤال احدهم قال انهم يستخدمون الكاميرات التلفزيونية في توثيق العملية الانتخابية ومكبرات الصوت في ضبط الزحام وتنظيم الناخبين.