المعارضة اليمنية تطالب بمنع صالح من الالتفاف على « الاتفاق »
طلبت المعارضة اليمنية، أمس، من الدول الراعية للمبادرة الخليجية الموقعة بين الرئيس علي عبدالله صالح وممثلي المعارضة (اللقاء المشترك)، منع الالتفاف على تنفيذها من قبل صالح، ومراقبة ذلك، اثر سقوط العشرات من المدنيين بمدينة تعز جنوب صنعاء.
فيما قتل رجل في قصف اصاب حافلة ركاب في حي الحصب شمال مدينة تعز الليلة قبل الماضية، فيما شهد شمال العاصمة اليمنية اشتباكات ليلية محدودة.
ودعا المجلس الوطني المعارض الذي يترأسه رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة اليمنية محمد سالم باسندوة، في بيان الدول الراعية للمبادرة الخليجية «بوضع آلية متابعة ومراقبة فاعلة لتنفيذها، والتأكد من سلامة الإجراءات بما يجسد مضامين الاتفاق، ومنع الالتفاف عليه وإفراغه من مضمونه».
وطالب المجلس بوقف ما وصفه بالتصعيد العسكري في مدينة تعز، التي أسفرت عن سقوط المزيد من الضحايا من النساء والأطفال والمدنيين. واعتبر المجلس في بيانه أن من شأن «الخروقات الخطيرة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرار مجلس الأمن رقم 2014 الالتفات عليه». من جهته قال المتحدث باسم (اللقاء المشترك) محمد قحطان لـ«فرانس برس»، أمس، إن «هناك على ما علمنا غرفتي عمليات لمتابعة تنفيذ اتفاق انتقال السلطة وفق المبادرة الخليجية». وتحدث قحطان عن «غرفة خليجية في السفارة السعودية، واخرى للدول دائمة العضوية في مجلس الامن في السفارة الروسية، اضافة الى متابعة حثيثة من سفير الاتحاد الاوروبي».
واتهم قحطان «الرئيس وابناءه» بالسعي الى «خلط الاوراق» في تعز، حيث قتل 34 شخصا في اعمال عنف خلال اسبوع، لكنه أكد انه (صالح) «مكشوف والسفراء يتابعون الوضع عن كثب ويلوّحون بالعصا».
من جهته، قال مصدر معارض إن «ما يحصل في تعز هو انتقام من تعز ومن ابناء تعز التي هي قلب الثورة»، مؤكدا أن «المتابعة الدولية جدية جداً، ولا اعتقد ان صالح سيتمكن من اخراج القطار عن مساره».
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته الى «عملية ممنهجة لنهب واتلاف الوثائق في رئاسة الوزراء والوزارات التي ستتسلمها المعارضة لإخفاء جرائمهم».
من جانب آخر، اعلنت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) انه تم اعتقال 110 ضباط وجنود تابعين للفرقة الاولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر في مدينة تعز جنوب صنعاء، وذلك بسبب ضلوعهم في «إثارة الفوضى وأعمال التخريب» في المدينة المضطربة.
ونقلت الوكالة عن مصدر امني مسؤول في تعز انه قوله إنه «تم ضبط مجموعة كبيرة من العناصر التابعة للفرقة الأولى مدرع، والذين تم إرسالهم إلى تعز بغرض احتلال مدينة تعز الحالمة، وإثارة الفوضى وأعمال التخريب». وعددت الوكالة أسماء هؤلاء العسكريين وعلى رأسهم قائدهم في تعز العميد صادق علي سرحان. إلى ذلك أكد مصدر طبي أن حافلة اصيبت بقصف القوات الموالية لصالح في الحصب، ما اسفر عن مقتل رجل مدني وإصابة آخرين. كما افاد شهود عيان بأن اشتباكات خفيفة وقعت الليلة قبل الماضية في حي الحصبة شمال صنعاء، إلا انها توقفت بسرعة.
في سياق متصل دعت رافينا شامدساني المتحدثة باسم مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي «جميع الفصائل» في اليمن، أمس، للتوقف عن الهجمات الدامية التي تستهدف المدنيين، وحثت الحكومة على السماح بدخول المساعدات ومراقبي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة.