العـربي يقـترح عقـد اجتـماع عاجـل للجامعة لتقييم الموقف السوري
اقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، واجتماع آخر للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، «لتقييم الموقف السوري الجديد من بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة إلى دمشق». فيما انتقد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، في أول ظهور علني له منذ 2008 المعارضة السورية، واتهمها بـ«الخيانة»، معتبراً انها «تقدم أوراق اعتماد» إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، مجددا في الوقت نفسه دعمه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً الاستمرار في التسلح «أكثر من أي يوم مضى». في وقت اعتبر فيه رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، ان إيران و«حزب الله» يخاطران بعلاقاتهما المستقبلية مع سورية، من خلال دعمهما المستمر لنظام الأسد.
وقال مصدر دبلوماسي عربي لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، إن العربي أبلغ الدول العربية المعنية بالأزمة السورية، ومن بينها قطر، كونها رئيسة اللجنة الوزارية المعنية بسورية، ورئيسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، باقتراحه بعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، واجتماع آخر للجنة الوزارية العربية. وكان العربي تلقى، أول من أمس، رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اشترط فيها «أن يتم التوقيع على البروتوكول المتعلق ببعثة مراقبي الجامعة في دمشق، استناداً إلى خطة العمل العربية التي اتفق عليها بالدوحة في 30 أكتوبر الماضي، إضافة إلى الاستفسارات والإيضاحات التي طلبتها الحكومة السورية من الأمين العام للجامعة وردوده عليها».
وطلب المعلم اعتبار كل القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية، في ظل غياب سورية، ومن بينها تعليق عضويتها في الجامعة والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية المعنية بسورية والمجالس الوزارية العربية الأخرى بحق سورية لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجامعة والحكومة السورية. وفي بيروت انتقد نصر الله في خطاب ألقاه في ذكرى عاشوراء المعارضة السورية، معتبرا أنها «تقدم أوراق اعتماد» الى الولايات المتحدة وإسرائيل، ومجددا دعمه نظام الأسد.
وقال نصر الله الذي كان فاجأ مناصريه بظهور علني هو الاول منذ 2008 في نهاية مسيرة عاشورائية حاشدة ضمن عشرات الألوف في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل ان يتوجه إليهم عبر شاشة عملاقة، «منذ اللحظة الاولى، موقفنا واضح قلنا نحن مع الإصلاح في سورية، ونقف الى جانب نظام مقاوم». وأضاف أن «ما يسمى المجلس الوطني السوري الذي تشكل في اسطنبول وبعض الدول العربية والغربية، تعتبره محاورا رسمياً» لسورية يقدم بمواقفه «أوراق اعتماد للأميركي والاسرائيلي».
وأشار إلى ان ما نقل عن رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، قبل ايام من ان المعارضة «ستقطع علاقاتها مع ايران و(حزب الله) وحركة حماس»، في حال وصولها الى السلطة هي «أوراق اعتماد للاميركي والاسرائيلي، لان عدو (حزب الله) هو صديق اميركا وإسرائيل».
وأضاف أن «المطلوب في سورية ليس إصلاحاً وتعددية. المطلوب نظام استسلام عربي، نظام توقيع عربي على بياض لأميركا واسرائيل. هذه هي الحقيقة».
وقال نصر الله في اشارة إلى الانسحاب الاميركي من العراق، ان «هناك من يريد ان يدمر سورية، وان يستعيض عن هزيمته في العراق، وعن خسارته الاستراتيجية الكبرى المحتملة جداً في مصر، لتغيير الوضع في سورية». وأضاف «سنتمسك بمقاومتنا. يوماً بعد يوم نزداد عدداً ونزداد تسليحاً».
وقال «إذا كان هناك من يراهن ان سلاحنا يصدأ، نقول له ان سلاحنا يتجدد».
في سياق متصل اعتبر غليون، أمس، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» ان إيران و«حزب الله» اللبناني يخاطران بعلاقاتهما المستقبلية مع سورية، من خلال دعمهما المستمر لنظام الأسد. وقال إن إيران «تشارك في قمع الشعب السوري»، من خلال دعمها الأسد، الذي عمل نظام أسرته، على مدى نحو 40 عاماً، حليفاً طويل الأمد لإيران.
كما حذر غليون من ان الأحداث التي تشهدها سورية في الوقت الراهن قد تؤدي إلى تدخل عسكري خارجي. وأعرب عن أمله في أن «يدرك الإيرانيون أهمية عدم الإضرار بالعلاقات السورية ـ الإيرانية، من خلال الدفاع عن نظام بات من الواضح ان شعبه يرفضه، بل أصبح نظاماً لتعذيب شعبه». وقال غليون إن على طهران أن تفهم ان «هذه هي الفرصة الأخيرة لتجنب مصير لا نرغبه للعلاقات السورية ـ الإيرانية».
وبالنسبة لـ«حزب الله»، قال غليون إن «الشعب السوري وقف يوماً ما إلى جانب (حزب الله) بشكل كامل، لكنهم اليوم متفاجئون من أن (حزب الله) لم يرد الجميل ويدعم نضال الشعب السوري من أجل الحرية». واعتبر ان التدخل الإنساني الدولي قد يكون مطلوباً لحماية السوريين من فرض السيطرة المستمر «حتى وإن اضطررنا لاستخدام بعض القوة».
وأضاف غليون ان «مسألة التدخل العسكري الأجنبي مسألة خطرة وحساسة ولا بد أن تؤخذ على محمل الجد».
لكنه رأى انه «للأسف هذا النظام يدفع الشعب لطلب التدخل العسكري الأجنبي، والبعض يطالب بتدخل عسكري أجنبي من دون معرفة العواقب».