غليون: حشود عسكرية كبيرة تطوق مدينة حمص حالياً تقدر بالآلاف من الجند. رويترز

المجلس الوطني يحـذّر من مجــزرة في حمص والجيش يقتحم المدينة

قتل 15 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، أمس، برصاص قوات الامن السورية التي أطلقت النار لتفريق تظاهرات حاشدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، في جمعة أطلق عليها اسم جمعة «إضراب الكرامة»، تطالب بالحماية الدولية للمدنيين. فيما حذر المجلس الوطني السوري، الذي يضم قسما كبيرا من تيارات المعارضة السورية، من «مجزرة» اتهم النظام بالتحضير لها في حمص التي اقتحمتها قوات كبيرة من الجيش. في وقت وافق فيه مجلس الأمن الدولي على الاستماع إلى مفوضة حقوق الانسان نافي بيلاي بشان سورية.

وقال المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون في بيان إن «الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة، والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص، تشير إلى أن النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذور الثورة في المدينة، وتأديب بقية المدن السورية المنتفضة من خلالها».

وأوضح استناداً إلى معلومات نقلها سكان حمص أن «حشوداً عسكرية كبيرة تطوق المدينة حاليا تقدر بالآلاف من الجند، ومعها عدد لا حصر له من الآليات العسكرية الثقيلة»، مضيفا أن «قوات النظام أقامت أكثر من 60 حاجزا في مختلف أنحاء المدينة داخل حمص وحدها».

وأضاف المجلس أن هذه «مؤشرات على حملة أمنية قد تصل الى درجة اقتحام المدينة بشكل كامل».

ونبه الى أن «الاقدام على جريمة كهذه قد تروح ضحيتها أرواح كثيرة». وحمّل المجلس «النظام ومن ورائه جامعة الدول العربية ودول العالم مسؤولية ما قد يحصل للمدنيين الآمنين خلال الأيام أو الساعات المقبلة، وتبعات ذلك على المنطقة ككل في المستقبل القريب».

كما ناشد «جميع المنظمات العالمية ذات العلاقة ومنظمات حقوق الانسان التحرك الفوري للضغط في المحافل الدولية من أجل توفير حماية فورية للمدنيين في حمص، تحديدا، وفي انحاء سورية كافة».

كما اشار الى ان النظام عمد أول من أمس، الى احراق انابيب النفط في حي بابا عمرو بحمص، ليلصق التهمة بما يسميه «العصابات المسلحة» في محاولة من جانبه لسحق المنتفضين بحجة «الحرب على الارهاب».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 15 مدنيا قتلوا، بينهم اربعة اطفال برصاص قوات الامن السورية.

واضاف ان تسعة مدنيين قتلوا في مدينة حمص، موضحا ان القتلى سقطوا في احياء باب السباع وكرم الزيتون والبياضة، بينهم طفلان في العاشرة والثانية عشرة. كما قتل طفل في الرابعة عشرة في عقرب في ريف حمص، كما اصيب 23 شخصا بجروح. وقال المرصد ان شخصا توفي في مدينة حماة بوسط البلاد «متأثرا بجروح اصيب بها من قبل قوات الامن السورية» في تظاهرة في حي طريق حلب قرب مسجد مصطفى جابر.

وفي محافظة درعا الجنوبية، حيث بدأت الاحتجاجات قبل نحو تسعة اشهر، قال المرصد ان طفلة في الثانية عشرة وسيدة قتلتا في بلدة الصنمين وانخل، اثر ما وصفه بإطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية، ما تسبب ايضا باصابة ثمانية، بينهم ثلاثة حالاتهم حرجة.

وفي دوما بريف دمشق قتل شخص واصيب 16 مواطنا برصاص الامن في حي عبدالرؤوف بالمدينة. كما قتل متظاهر في مدينة معرة النعمان بريف إدلب.

إلى ذلك، خرجت أمس تظاهرات حاشدة عمت المدن والبلدات والقرى السورية تطالب بإسقاط نظام الاسد وتأمين الحماية الدولية للمدنيين الذي يتعرضون لحملة قمع وحشية من قبل الجيش وقوات الأمن والشبيحة الموالين للنظام. وقالت لجان التنسيق المحلية، وناشطون حقوقيون إن تظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة في أحياء الميدان والقابون وبرزة في العاصمة دمشق، كما خرجت تظاهرات في مناطق عدة في ريف دمشق الذي شهد انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن.

وفي حلب ثاني أكبر المدن السورية خرجت تظاهرات في أحياء المشهد والصاخور والزهراء والأعظمية والإذاعة وصلاح الدين. كما خرجت تظاهرات في ريف حلب في تل دار عزة رفعت وحريتان وعندان واعزاز.

وفي حمص خرجت تظاهرات في أحياء الخالدية وباب السباع والبياضة وباب الدريب، وريف حمص في دير بعلبة وتلبيسة والقريتين وتدمر، طالب المشاركون فيها «بإعدام الرئيس السوري». وأضافت اللجان أن تظاهرات خرجت في القامشلي وعامودا وعين العرب وكوباني والدرباسية.

وفي حماة خرجت تظاهرات في حيي القصور والحميدية، كما خرجت تظاهرات في ريف حماة في طيبة الإمام واللطامنة ومعرة النعمان.

وفي دير الزور (شرق) خرجت تظاهرات في البوكمال والقورية. كما خرجت تظاهرات حاشدة في إدلب وريفها، أهمها في جرجناز وكرنار وكفرنبل وكفرنبودة، وبنش، وسراقب وكفرتخاريم، تطالب بإسقاط النظام.

وفي درعا وريفها (جنوب) خرجت عشرات التظاهرات التي عمت البلدات والقرى تطالب بإسقاط الأسد.

وفي باريس اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن فرنسا وبريطانيا والمانيا «حصلت» على الموافقة التي كانت طلبتها من الامم المتحدة لكي يستمع مجلس الامن الدولي الى المسؤولة عن حقوق الانسان نافي بيلاي بشان سورية، وهو ما قد يحصل «الثلاثاء المقبل».

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: «لقد تمت الموافقة على حضورها (بيلاي)». وردا على سؤال عن موعد هذه الجلسة، اجاب انها ستكون على الارجح «الثلاثاء». واوضح المتحدث ان التقرير الاخير للجنة التحقيق الدولية لمجلس حقوق الانسان «يدل على ان التجاوزات تستهدف حتى الاطفال، ولا تعرف حدودا». واضاف فاليرو «نامل ان يسمح مجيء بيلاي بفتح افاق جديدة، لاسيما في ما يتعلق بوصول المساعدات الانسانية، وانتشار مراقبين ميدانيا للعمل على وقف الهجمات ضد المدنيين».

الأكثر مشاركة