تجاوب مع إضراب المعارضة.. ودعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية
منشقـّون عن الجيش يشتبكون مع قوات جنوب سورية
اشتبك منشقون عن الجيش السوري مع قوات حكومية مدعومة بالدبابات في بلدة بصرى الحرير ومنطقة لجاه بالجنوب، وفيما دعا المجلس المركزي للجبهة الشعبية للتغيير والتحرير (تضم مجموعة أحزاب) السلطات السورية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مستعجلة ذات صلاحيات واسعة، ذكر ناشطون أن المحال التجارية بقيت مغلقة والطلاب بقوا في بيوتهم، أمس، في مناطق عدة تلبية للدعوة الى اضراب عام اطلقتها المعارضة لتعزيز الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد.
وتفصيلاً، قال سكان ونشطاء ان مئات من المنشقين عن الجيش في جنوب سورية اشتبكوا مع قوات حكومية مدعومة بدبابات امس في إحدى أكبر المواجهات التي شهدتها في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ تسعة شهور ضد حكم الاسد. واقتحمت قوات متمركزة في بلدة ازرع على بعد 40 كيلومتراً من الحدود مع الاردن بلدة بصرى الحرير القريبة. وأضاف السكان والنشطاء أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير وفي منطقة لجاه وهي منطقة تلال شمال البلدة يختبئ فيها منشقون ويهاجمون خطوط إمداد الجيش.
وذكر ناشط من بلدة ازرع «لجاه هي أكثر المناطق أمانا لاختباء المنشقين بها، لأن من الصعب على الدبابات والمشاة اختراقها. المنطقة بها كهوف وممرات سرية وتمتد الى ريف دمشق».
في الاثناء دعا المجلس المركزي للجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سورية، السلطات الى تشكيل حكومة وحدة وطنية مستعجلة ذات صلاحيات واسعة.
وطالب المجلس المركزي في مؤتمر صحافي عقده أمس في دمشق «السلطات السورية بالتعامل الجدي والسريع مع هذه الدعوة، وكذلك قوى المعارضة الوطنية بالتفاعل الايجابي مع هذا المقترح لأن الوطن اهم من المعارضة ومن الموالاة».
وقال أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية قدري جميل، إن مطلب حكومة وحدة وطنية هو المخرج الوحيد للأزمة في سورية وأية مخارج اخرى هو تعقيد للأزمة وإطالة امدها ورفع تكلفتها من دماء السوريين وهدر لقوة البلاد وثرواتها.
واعتبر جميل ان دعوة المعارضة الى إضراب عام في سورية والتوجه نحو العصيان المدني هو تعطيل للحياة العامة وليس لمصلحة الحراك الشعبي السلمي ويعود بالضرر على المواطنين، وهذا لن يضعف النظام، ونحن ضد هذه الدعوات. من جانبه أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي حيدر، أن حكومة الوحدة الوطنية التي نطالب بها من أولى مهامها رفع العنف وإنهاء المظاهر المسلحة والتحضير لمؤتمر حوار وطني يضم كل مكونات الشعب السوري (النظام والمعارضة والحراك الشعبي)، لأن ذلك سيشكل المخرج الحقيقي للأزمة.
من جهتهم، ذكر ناشطون ان المحال التجارية بقيت مغلقة والطلاب بقوا في بيوتهم أمس في عدد من مناطق سورية تلبية للدعوة الى إضراب عام اطلقتها المعارضة لتعزيز الضغط على نظام الاسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن أعمال العنف التي اودت بحياة 55 شخصا الجمعة والسبت حسب الناشطين، لم تتوقف. فقد قتل مدنيان أمس بقصف رشاشات ثقيلة في كفر تخاريم في محافظة ادلب (شمال غرب)، حيث جرت مواجهات عنيفة بين جنود منشقين والجيش النظامي، وتحدث عن إحراق ناقلتي جند مدرعتين في المنطقة نفسها. ونقل المرصد عن ناشطين على الارض ان الاضراب نفذ بشكل كبير جدا في محافظة درعا (جنوب) وفي جبل الزاوية في ادلب قرب الحدود التركية.
وفي المدن نفذ الاضراب في حرستا رغم محاولة الأمن فتح المحال بالقوة، حسب الناشطين الذين تحدثوا عن اعتقالات عشوائية في هذه المنطقة الواقعة قرب دمشق. وقالوا ان الاضراب نجح بنسبة كبيرة تبلغ 90٪ في دوما قرب دمشق أيضاً. وقال المرصد انه في الاحياء المعارضة في حمص نسبة النجاح (الاضراب) 90 الى 100٪، وذكر من هذه الاحياء بابا عمرو ودير بعلبا والخالدية وبياضة وغيرها. وأوضح ان الطلاب لم يذهبوا الى المدارس والموظفين لم يذهبوا إلى وظائفهم والمحال التجارية مغلقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news