الاحتلال يصادق على بناء 40 وحدة استيطانية

إسرائيل تغلق جسر باب المغاربة

نتنياهو أصدر تعليمات بإرجاء هدم جسر باب المغاربة عقب ضغوط مصرية وأردنية. غيتي

أغلقت إسرائيل، أمس، جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس، بدعوى أن الجسر آيل للسقوط، وقابل للاشتعال، فيما صادقت على بناء 40 وحدة استيطانية ومزرعة في مستوطنتين يهوديتين جديدتين في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وفيما دانت السلطة الفلسطيينة اغلاق الجسر وبناء الوحدات الاستيطانية، مؤكدة انها «رسالة» تحد للجنة الرباعية الدولية، اعتبرت حركة حماس إغلاق جسر باب المغاربة «بداية عدوان» على المسجد الأقصى، «يتطلب» استنفاراً عربياً وإسلامياً لوقفه.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن صندوق تراث حائط البراق المسؤولة عن إدارة الموقع، أغلقت جسر باب المغاربة الذي يستخدمه غير المسلمين من يهود وسياح أجانب، بعد قرار صادر عن بلدية القدس اعتبرت فيه الجسر قابلاً للاشتعال وخطر الانهيار.

وأكد المتحدث باسم بلدية القدس الاسرائيلية ستيفن ميلر، إغلاق الجسر. وقال «قررت الشرطة وصندوق تراث حائط المبكى اغلاق جسر باب المغاربة المؤقت عقب رسالة من البلدية امهلت فيها الصندوق سبعة ايام لتقديم التماس ضد امر مهندس البلدية»، بهدم الجسر.

وهذا الجسر الخشبي أقيم في 2004 كإجراء مؤقت بعد انهيار الجسر الرئيس الذي يستخدمه غير المسلمين للوصول الى المسجد، كما تستخدمه قوات الامن الاسرائيلية للدخول إليه.

وكانت تقارير إسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصدر تعليمات إلى بلدية القدس ووزارة الأمن الداخلي بإرجاء هدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى باحة الحرم القدسي، عقب ضغوط مصرية وأردنية.

من ناحية أخرى، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن وزارة الحرب وافقت على بناء 40 وحدة استيطانية ومزرعة في مستوطنتين يهوديتين جديدتين في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وقالت الصحيفة إن «المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وافقت على تأسيس حي دائم جديد ومزرعة قرب مستوطنة عفرات في الضفة الغربية».

وأضافت أن هذه المشروعات «ستتجاوز مجال البناء الحالي، وستشكل امتدادا فعالا لكتلة عتصيون الاستيطانية باتجاه الشمال والشمال الشرقي».

وأشارت الصحيفة إلى انها «مع اكتمالها ستصل المستوطنة اليهودية في شمال كتلة عتصيون الى حواف ضواحي بيت لحم في الجنوب».

وأوضحت الصحيفة ان وزير الحرب إيهود باراك هو الذي وافق على خطط الحي الاستيطاني الجديد المسمى بجفعات هداغان وأصدر عطاء البناء هذا الأسبوع، بينما وافق الجيش على خطط المزرعة التي ستسمى «جفعات ايتام».

من جهتها قالت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، انه يجب النظر لهذا المشروع كجزء من نية اسرائيل المعلنة بضم كتلة عتصيون الاستيطانية في اي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين.

وأكدت المسؤولة في الحركة هاغيت أوفران، أن «البناء في عفرات له حساسية خاصة، لأنه يقع في شرق الطريق المؤدي إلى بيت لحم، ما يعني أنه إن أرادت اسرائيل ضم عفرات فستقطع بيت لحم عن جنوب الضفة الغربية».

ودان الناطق باسم الرئاسة نبيل ابوردينة قرار الحكومة الاسرائيلية اغلاق جسر المغاربة وبناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية.

وقال لـ«فرانس برس»: «هذا تصعيد اسرائيلي مدان ومرفوض»، معتبرا أن هذه الممارسات والإجراءات في القدس، وإغلاق باب المغاربة، واعتداءات المستوطنين، وقرار بناء 40 وحدة استيطانية جديدة، تؤكد لنا ان هذه الهجمة الاسرائيلية هدفها التصعيد ضد اي جهود دولية، خصوصاً ضد جهود اللجنة الرباعية لمحاولة احياء عملية السلام المتعثرة، بسبب الممارسات الاستيطانية الاسرائيلية». من جانبه دان كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، قرار بناء وحدات استيطانية في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، واعتبرها «رسالة» موجهة من الحكومة الاسرائيلية الى اللجنة الرباعية الدولية، التي ستجتمع غدا في القدس. ورأى عريقات «انه اصبح هناك نهج لدى حكومة اسرائيل كلما تجتمع اللجنة الرباعية، تعلن بناء وحدات استيطانية جديدة، في تحد واضح لجهود الرباعية والمجتمع الدولي بأسره».

وفي غزة، قال المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، تعقيباً على اغلاق جسر باب المغاربة، إن «هذه الخطوة خطيرة تنم عن مخطط صهيوني بدأ بالفعل، وهو العدوان على المسجد الأقصى، وهذا عمل عدواني وبمثابة اعلان حرب دينية على المقدسات الإسلامية في القدس».

وأضاف برهوم أن «هذا بحاجة الى حالة استنفار عربي اسلامي لوقف هذا الحدث الخطير، وضرورة ان تتراجع حكومة الاحتلال عن هذا القرار، لانه مس حقاً من حقوق الشعب الفلسطيني بالقدس والمسجد الاقصى المبارك». وفي عمان قال المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد، إن اغلاق اسرائيل جسر باب المغاربة المؤدي للمسجد الاقصى في البلدة القديمة في القدس يشكل «عدواناً صارخاً» على المقدسات في المدينة، مؤكدا أن «هذه الخطوة في غاية الخطورة».

تويتر