تظاهرة في مدينة حمص ضد نظام الأسد. رويترز

بيلاي: 5000 قتيل ضحايا القمع في سورية

أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، أول من أمس، أمام مجلس الأمن الدولي سقوط «أكثر من 5000 قتيل»، جراء أعمال القمع في سورية، منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس الماضي، وحملت بشدة على عدم تحرك الأسرة الدولية حيال الأزمة في هذا البلد. فيما قتل أمس، 27 شخصا بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد، هم 20 مدنياً سقطوا برصاص الأمن والشبيحة وسبعة من عناصر الأمن، قتلوا باشتباكات مع «الجيش السوري الحر».

وقالت بيلاي، خلال مؤتمر صحافي، في ختام اجتماع لمجلس الأمن، أول من أمس، «اليوم (الاثنين)، أبلغت بأن عدد القتلى في سورية تخطى الـ5000».

وذكرت بيلاي، بحسب دبلوماسيين حضروا اجتماع مجلس الأمن، أن لدى الأمم المتحدة معلومات تفيد بمقتل أكثر من 200 شخص، منذ الثاني من ديسمبر الجاري، بأيدي القوات السورية.

وكانت آخر حصيلة للأمم المتحدة، تفيد بمقتل أكثر من 4000 شخص، بأيدي القوات السورية.

وتحدثت بيلاي أمام مجلس الأمن، استجابة لطلب من فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وأكدت بيلاي، بحسب الدبلوماسيين، أن «معلومات ذات صدقية جمعها موظفو (المفوضية)، تثبت ميلا الى استخدام التعذيب بشكل منهجي وواسع، خلال جلسات الاستجواب».

وأوضحت بيلاي، نقلا عن مصادر «جديرة بالثقة»، أن اكثر من 300 قاصر قتلوا بأيدي القوات السورية، 56 منهم خلال شهر نوفمبر الماضي وحده، وأنه يجري استخدام المدارس مراكز اعتقال.

وقالت بيلاي إن «قتل أطفال بضربهم أو إطلاق النار عليهم خلال التظاهرات»، بات من الممارسات «الشائعة»، مثل «التعذيب وسوء المعاملة».

وحذرت من ان «تقاعس الأسرة الدولية سيجعل السلطات السورية تتجرأ اكثر، وسيضمن افلات مرتكبي (هذه المجازر) من العقاب».

وقالت بيلاي إن هناك أنباء عن احتجاز نحو 14 ألف شخص، إلى جانب 12 ألفا، لجأوا إلى دول مجاورة، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف داخليا، وأشارت إلى «تقارير مقلقة» عن خطوات اتخذت ضد مدينة حمص.

وشكك الأسد، الأسبوع الماضي، في صدقية الامم المتحدة، ردا على سؤال حول الحصيلة في مقابلة أجرتها معه قناة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية.

وفي ختام كلمة نافي بيلاي، أعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن «قلقه».

وقال «إننا متحدون جميعا في التعبير عن قلقنا البالغ، إزاء التطورات المأساوية التي جرت في سورية بالأشهر الأخيرة، وفي رغبتنا في ان يتوقف كل ذلك».

وفي المقابل، انتقد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار آرو، بحدة، تقاعس مجلس الأمن، معتبرا انه «يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سورية».

وقال ان «فرنسا تعد مع غيرها من أعضاء مجلس الأمن صمت المجلس فضيحة».

من جهته، قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت «نعتقد الآن ان على المجلس ان يتحرك»، فيما اعلن السفير الألماني بالمنظمة الدولية بيتر فيتيغ، أنه «من غير المقبول ان يحكم على المجلس بالبقاء صامتا».

وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أعرب في وقت سابق عن «صدمته»، لما سمعه عن الأوضاع في سورية.

أما مساعدة سفيرة الولايات المتحدة، لدى المنظمة الدولية، روزماري ديكارلو، فقالت «نعتبر ان لزوم مجلس الأمن الصمت، خلال الأشهر الأخيرة، أمراً غير معقول».

على الصعيد الميداني، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 11 شخصا وإصابة العشرات بجروح برصاص «قوات الأمن والشبيحة» فجر أمس، في محافظة إدلب.

وقال في بيان «استشهد 11 مواطنا وأصيب العشرات بجروح، إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن والشبيحة، فجر اليوم(أمس)، في قريتي معرة مصرين وكفر يحمول»، في محافظة إدلب (320 كلم شمال غرب دمشق).

وقال مصدر في المعارضة السورية، في اتصال من اسطنبول، إن «مواطنا تركيا سعوديا من بين القتلى».

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن منير محمد دولار كان يقود سيارته في بلدة كفريحمول في محافظة ادلب المجاورة لتركيا عندما اصيب برصاص عناصر قوات الامن السورية التي كانت تطلق النار على متظاهرين.

وأكد المصدر ان الرجل لم يكن مشاركا في التظاهرة.

وأضاف المرصد أن سبعة من عناصر قوات الأمن السورية قتلوا في هجوم شنه منشقون في محافظة إدلب، على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب باب الهوى. وأوضح أن الهجوم جاء «ردا على سقوط 11 شهيدا على يد قوات الأمن والشبيحة، في محافظة إدلب».

كما قتل في محافظة ادلب ايضا ستة مدنيين برصاص قوات الامن، التي اطلقت النار من حاجز على مشاركين في جنازة.

كما افاد المرصد بالعثور على «جثمان مواطن مقتول، وعلى جسده آثار تعذيب بين قريتي الفطيرة وكفرموس». في المحافظة.

وفي المحافظة نفسها، أعلن المرصد ان «اطلاق نار كثيفا سجل من قبل قوات الجيش النظامي السوري المنتشرة في بلدة حيش، إثر انشقاق 13 جنديا سوريا وإحراقهم ناقلة جند مدرعة».

وأعلن المرصد ايضا ان مدنيين اثنين بينهما رجل في الـ60 من العمر قتلا في مدينة حمص.

من جهتها ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن حرس الحدود السوريين أحبطوا محاولة تسلل لـ«مجموعة ارهابية» آتية من الحدود مع تركيا، وقتلوا عنصرين منها في قرية عين البيضا بمحافظة إدلب. وفي بيان آخر، أفاد المرصد بأن قوات الأمن اقتحمت بلدة ناحته شرق درعا، مشيرا إلى «سماع اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة».

الأكثر مشاركة