صورة وظلال

يعقوب أميتاي.. مهندس سدود النيل

تسلم السفير الإسرائيلي الجديد لدى القاهرة يعقوب أميتاي مهام منصبه، بعد وصوله إلى القاهرة، الإثنين الماضي، قادماً من تل أبيب. وكان بصحبة أميتاي عدد من أعضاء السفارة، منهم القنصل الإسرائيلي يعقوب ديفير، الذي كان قد غادر القاهرة الأسبوع الماضي بعد الاطمئنان على مقر إقامة السفير الجديد.

وصدر قرار تعيين أميتاي في أكتوبر ،2010 وفقاً لما نشرته الصحف الإسرائيلية في حينه، وليس كما نشرت وسائل الإعلام أخيراً، من أنه تم تعيينه عقب هروب سلفه يتسحاق ليبانون بعد اقتحام السفارة في القاهرة عقب اندلاع الثورة المصرية، حيث إن فترة عمل ليبانون القانونية انتهت الصيف الماضي.

ويبلغ أميتاي من العمر 76 عاماً، وهو صهيوني متطرف يلقب بالداهية السياسي، وهو صاحب المؤامرة الشهيرة على مصر في دول منابع النيل، التي أدت إلى المطالبات المستمرة بخفض كبير في نصيب مصر من مياه نهر النيل، وذلك بعد أن حث بلدان حوض النيل، وفي مقدمتها اثيوبيا، على بناء السدود على طول النهر، إلا أنه يصف تلقيبه بمهندس مشروع سدود دول الحوض بـ «الخرافات».

كما يعتبر من أعداء الحقوق الفلسطينية، حيث يعبر دوماً عن كرهه للفلسطينيين والعرب، وكان قد التقى مرات عدة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وعبر عن استيائه عند سقوطه في 11 فبراير الماضي، كما تربطه علاقات بشخصيات سياسية مصرية عدة تنتمي لنظام مبارك بينها نائب الرئيس السابق ومدير المخابرات العامة المصرية السابق اللواء عمر سليمان ورئيس أركان الجيش الحالي الفريق سامي عنان.

وقد عمل أميتاي في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في منتصف الثمانينات، ثم عمل في أميركا في الفترة من 1989 الى ،1993 ثم سفيراً في كينيا، ومسؤولاً عن مصالح إسرائيل في دول شرق إفريقيا، وأخيراً في سفارة إسرائيل باثيوبيا لمدة ثلاث سنوات. وقام خلال فترة عمله سفير إسرائيل لدى اثيوبيا، بتوطيد علاقات إسرائيل مع اثيوبيا وجميع دول حوض النيل، على جميع المستويات، سواء السياسي أو الاقتصادي، وهذا يبرر الوجود الإسرائيلي الواضح في دول منابع وحوض النيل.

ويعد أميتاي أحد أهم الخبراء السياسيين والاستراتيجيين في الشأن المصري والعربي والأفريقي في إسرائيل، كما عمل نائباً لرئيس مركز الأبحاث في وزارة الداخلية الإسرائيلية، غير أن أغلب جوانب سيرته الذاتية تتميز بالغموض والسرية نظراً للأعمال الاستخباراتية التي قام ويقوم بها عبر عمله الدبلوماسي.

ويُشكل انعاش العلاقات بين البلدين والمحافظة على معاهدة السلام أولى مهام أميتاي في مصر. ولدى وصله إلى مطار القاهرة صرح للصحافيين بـ«أنه يتمنى أن تكون فترة عمله في مصر في خدمة السلام بين البلدين». ورداً على سؤال حول ما اذا كان هناك تخوف اسرائيلي من سيطرة التيار الديني في مصر، قال اميتاي الذي تحدث باللغة العربية «لن أتحدث في أي موضوعات تتعلق بالشأن الداخلي المصري حتى أتعمق في تلك الموضوعات»، وبشأن السلام بين مصر وإسرائيل قال «متين لأنه قائم على مصالح مشتركة».

تويتر