مقتل 32 سورياً.. والجيش يقتحم مدينة الحــراك
أكد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أمس، أن بلاده لا تضع أي خطط لغزو سورية بمفردها ولا إلى جانب أي دولة أخرى. فيما قتل 32 شخصا هم 24 مدنيا برصاص قوات الأمن، بينهم 11 في حماة، وثمانية جنود قتلوا في كمين نصبه جنود منشقون، في ريف حماة، بينما اقتحمت قوات عسكرية «معززة بدبابات وناقلة جند مدرعة»، أمس، مدينة الحراك في ريف درعا (جنوب).
وأعلن داود أوغلو أن بلاده لا تضع أي خطط لغزو سورية وحدها ولا إلى جانب أي دولة أخرى.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن داود أوغلو قوله أمام البرلمان التركي، إنه من المستحيل أن تضع تركيا خططاً لغزو سورية وحدها أو مع أية دولة أو منظمة أخرى، وأضاف «كما أننا لا نملك أية معلومات، ولم نتلق أي طلب يشير إلى أن أية دولة لديها خطة مماثلة». وأعرب عن القلق من استخدام النظام السوري العقاب الجماعي وقوة السلاح ضد مطالب الشعب بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. وقال إنه «على الرغم من كل الجهود التي بذلناها لنبعد الحكومة السورية، التي لطالما دعمناها في أصعب الأوقات حين كانت تخضع لعزلة دولية، عن هذا الطريق، إلا أن النظام السوري لم يتخل عن السياسات العنيفة ضد شعبه، ولم يطلق عملية إصلاح».
وأكد أنه كان من الضروري أخذ إجراءات ضد النظام السوري تمثلت بالعقوبات التي أعلنت عنها تركيا الشهر الماضي.
وشدد داود أوغلو على حرص تركيا على الوحدة الوطنية السورية، ووحدة الأراضي، وإرساء الأمن والاستقرار.
وفي روما رفض وزير الدفاع الإيطالي والقائد العسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، جامباولو دي باولا، المقارنة بين الوضعين السوري الراهن والليبي السابق، لافتاً إلى عدم وجود أي مؤشر من المجتمع الدولي يمهّد للتدخل العسكري في سورية.
ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن دي باولا قوله للصحافيين في قاعدة تراباني العسكرية بجزيرة صقلية: «في الوقت الحاضر، سورية ليست ليبيا جديدة، فما تم القيام به في ليبيا لا يجب بالضرورة أن يتكرّر أيضاً في سورية»، في إشارة إلى القرار الأممي 1973 السابق الخاص بفرض حظر الطيران فوق ليبيا. وأشار رداً على سؤال حول إمكانية حصول تدخل عسكري في سورية كما حدث في ليبيا، إلى انه «ليس هناك اي قرار من مجلس الأمن، أو أية إشارة من المجتمع الدولي» تمهد لمثل هذا التدخل.
على الصعيد الميداني، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 20 مدنيا برصاص القوات العسكرية والأمنية بينهم 11 في محافظة حماة، الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق. وقال في بيان: إن حي الحميدية في حماة تعرض للقصف بالرشاشات الثقيلة، حيث دارت مواجهات بين المنشقين والجنود النظاميين.
وفي حمص قتل خمسة مدنيين برصاص قوات الامن السورية، في حيي البياضة وبابا عمرو.
وفي محافظة إدلب في شمال غرب البلاد قرب الحدود التركية، قتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الامن.
كما قتل مدني برصاص قوات الامن في بصر الحرير في محافظة درعا حيث جرت مواجهات بين منشقين والجيش في بلدة اللجاة، كما لقي اربعة اشخاص حتفهم «نتيجة اعمال التعذيب التي تعرضوا لها قبل ايام»، بحسب المرصد. في سياق متصل، أكد المرصد مقتل ثمانية جنود سوريين في كمين نصبه منشقون في ريف حماة.
وقال في بيان إن ثمانية جنود على الاقل من الجيش النظامي السوري قتلوا اثر كمين استهدف اربع سيارات جيب عسكرية على مفرق قرية العشارنة بريف حماة من قبل مجموعة منشقة. واضاف أن الهجوم جاء «رداً على مقتل المواطنين الخمسة قرب بلدة خطاب». كما اشار البيان الى اصابة ثلاثة منشقين عن الجيش «اثر اشتباكات مع قوات الامن السورية في قرية اللجاة» في محافظة درعا (جنوب).
وفي درعا ايضاً افاد المرصد بان قوات عسكرية «معززة بدبابات وناقلة جند مدرعة» اقتحمت، أمس، مدينة الحراك، حيث سمعت أصوات «إطلاق نار كثيف».
من جهة اخرى، اوضح البيان ان «ذوي مواطن من بلدة تسيل تسلموا جثمانه، بعد ان استشهد متاثرا بجروح اصيب بها قبل ايام».
من ناحية أخرى، اطلق جنود سوريون النار فجر أمس، داخل الاراضي اللبنانية المحاذية للحدود الشرقية مع سورية، فأصابوا شخصين لبنانيين بجروح.
وقال عضو بلدية عرسال اللبنانية في البقاع بكر الحجيري، إن «دورية سورية كانت داخل الاراضي اللبنانية، اطلقت النار في محيط منطقة خربة داود في خارج بلدة عرسال، واصابت شابين هما خالد الفليطي ومحمد الفليطي».
واوضح الحجيري ان الشابين نقلا الى مستشفى بلدة شتورة، حيث اجريت لهما عمليات جراحية، وان «وضعهما مستقر».
من جهته، قال مصدر طبي لبناني إن خمسة سوريين هربوا من منطقة القصير باتجاه الأراضي اللبنانية، أصيبوا برصاص القوات السورية، وتم نقلهم للعلاج في لبنان.