إسرائيل تعاود فتح جسر المغاربة
تراجعت إسرائيل عن قرار سابق بهدم جسر باب المغاربة الذي يوصل بين ساحة حائط البراق والحرم القدسي، تحسباً من تزايد التوتر مع الفلسطينيين والأردن والعالم الإسلامي، وقررت ترميمه بالتنسيق مع الأردن، فيما أعادت الشرطة الاسرائيلية، أمس، فتح الجسر بعد يومين على اغلاقه لاعتبار انه يهدد «السلامة العامة». في وقت تعرض فيه مسجد مهجور في وسط القدس الغربية لاعمال تخريب في حادث ندد به الفلسطينيون، ويؤشر الى تصعيد جديد من قبل اوساط اليمين المتطرف اليهودي.
وقررت الحكومة الإسرائيلية المصغرة برئاسة بنيامين نتنياهو، التراجع عن قرار سابق بهدم جسر باب المغاربة، كما قررت ترميمه بالتنسيق مع الأردن.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، عن موظف حكومي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن طاقم الوزراء الثمانية قرر خلال اجتماع عقد أول من أمس، اتخاذ سلسلة خطوات من أجل زيادة الأمان في الجسر بصورة تسمح بإعادة فتحه لدخول اليهود والسياح. وأضافت أن قرار طاقم الوزراء الثمانية جاء على أثر «الحساسية البالغة، والتخوف من زيادة التوتر مع الفلسطينيين والأردن والعالم الإسلامي»، وأن الجسر لن يهدم في هذه المرحلة، لكن سيتم ترميم أجزاء فيه. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تمت إعادة فتح جسر المغاربة، أمس، وأن عضوي الكنيست اليمينيين المتطرفين أرييه إلداد وأوري أريئيل دخلا إلى الحرم القدسي عبر جسر المغاربة، وطالبا بهدم الجسر وبناء آخر مكانه. وكانت بلدية القدس قررت في وقت سابق من الأسبوع الجاري إغلاق الجسر الخشبي استعدادا لهدمه وبناء آخر مكانه، بادعاء أن مهندس البلدية حذر من خلل، خصوصاً من احتمال اندلاع حريق في الجسر.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد، إن جسر باب المغاربة أعيد فتحه، أمس، بعدما اثار اغلاقه احتجاجات فلسطينية وعربية.
من ناحية أخرى، تعرض مسجد مهجور في وسط القدس الغربية لاعمال تخريب ،وقام مجهولون بتدوين شعارات معادية للعرب والاسلام، مثل «العربي الجيد هو العربي الميت» على الجدران الخارجية لهذا المسجد الذي يعود الى عصر الدولة الايوبية (القرن الثاني عشر)، وحاولوا اضرام النار في مبنى مجاور بالقرب من شارع يافا الرئيس في القدس. كما كتبوا بالعبرية عبارة «دفع الثمن» و«ميتسباه يتسحار» و«رامات غيلاد»، وهما اسما مستوطنتين عشوائيتين تنوي الحكومة ازالتهما قبل نهاية هذا العام.
وقال روزنفلد لـ«فرانس برس»، إنه جرت محاولة لاحراق مسجد مهجور في وسط المدينة، كما عثرت الشرطة على كتابات على جدارنه، وفتحت تحقيقا في الحادث. واستنكرت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث بشدة «جريمة احراق مسجد عكاشة» الذي «تغلقه المؤسسة الاسرائيلية منذ عام ،1948 ومنعت المؤسسة من ترميمه».
من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن الاعتداء على المسجد في القدس، وسلسلة الاعتداءات على المساجد والاماكن المقدسة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، خصوصا انها تتم خلال اجتماع مندوبي اللجنة الرباعية أمس، في القدس «وانه يتم تحت نظر العالم اجمع دون ان يحرك ساكناً». واضاف أن «هذا يدل على تصاعد ارهاب المستوطنين الذي يهدف الى جر المنطقة الى دوامة من العنف».
كما اعتبر رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب العربي في الكنيست، محمد بركة، في كلمة له أمام البرلمان الاسرائيلي ان «مسؤولية حرق المسجد لا تقع فقط على عصابة الزعران الفاشيين، الذين ارتكبوا الجريمة، وإنما أيضا على عاتق الرعاع من أعضاء الكنيست والوزراء، الذين يجلسون هنا». وأضاف «لا أستثني هنا من يجلس على رأس طاولة الحكومة (نتنياهو) ولا آخر من يجلس على المقاعد الخلفية هنا».
بدورها، طالبت رئيسة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني باعتقال جميع المتورطين في مهاجمة المسجد، وفرض عقوبات شديدة بحقهم.