الجيش الأميركي ينزل علمه منهياً الحرب على العراق
أنهى الجيش الأميركي رسمياً الحرب في العراق أمس، وأنزل علمه بعد نحو تسع سنوات من الغزو، الذي اسقط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فيما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي، ان قرار ابعاد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة عن العراق «لا رجعة فيه».
وتفصيلاً، أُنزل العلم الأميركي عن قاعدة عسكرية أميركية قرب مطار بغداد الدولي امس، ورفع العلم العراقي مكانه، إيذاناً بانتهاء العمليات العسكرية وانسحاب آخر جندي أميركي من العراق بعد ما يزيد على ثماني سنوات على الغزو عام .2003
وتم إنزال العلم الأميركي ورفع العلم العراقي مكانه خلال احتفالية أقيمت في قاعدة عسكرية أميركية قرب مطار بغداد الدولي لمناسبة انتهاء العمليات العسكرية وانسحاب الجيش الأميركي من العراق بموجب الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين عام .2008
وحضر الاحتفالية وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي ألقى كلمة أشاد فيها بتضحيات جنود بلاده في العراق، وقال إنهم خسروا 4500 جندي فضلاً عن 30 ألف جريح، مؤكداً أن بلاده تمكنت من بناء القوات العراقية من الصفر. واعتبر بانيتا ان القوات الامنية العراقية قادرة على مواجهة اي تهديد ارهابي، مشيراً الى انه في الفترة المقبلة سيكون العراق مسؤولاً عن امنه ومستقبله.
وحذر المسؤول الاميركي في الوقت ذاته من ان العراق سيواجه اختباراً في الايام المقبلة، من قبل الارهابيين والاشخاص الذين يعملون على تقسيمه... والولايات المتحدة ستبقى الى جانبه».
وشارك في الاحتفال الى جانب وزير الدفاع الاميركي، قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن، والسفير الاميركي في العراق جيمس جيفري، ورئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي، وقائد المنطقة الوسطى الجنرال جيمس ماتيس، اضافة الى نحو 160 من الجنود الاميركيين. كما حضر الاحتفال رئيس هيئة الاركان العراقية المشتركة الفريق بابكير زيباري والمتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري.
وتأتي زيارة بانيتا الى العراق بعد أيام على زيارة قام بها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى واشنطن التقى خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث أجرى محادثات حول انسحاب القوات الأميركية من العراق.
من جهة أخرى، اكد نوري المالكي لوكالة فرانس برس، امس، ان قرار ابعاد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة عن العراق، لا رجعة فيه، واصفاً المنظمة بـ«العصابة الاجرامية».
وقال المالكي على متن الطائرة التي كانت تنقله من الولايات المتحدة الى العراق، ان «قرار ابعاد مجاهدي خلق الذي اتخذ لا رجعة فيه، خصوصاً ان هذه المنظمة قد منعت ممثل الامم المتحدة (مارتن كوبلر) من دخول معسكر اشرف». وأضاف «لقد رفضوا خطة الامم المتحدة وهذا يعني انها عصابة اجرامية، ولا يسمح بابقاء عصابة اجرامية في العراق».
وقررت السلطات العراقية اغلاق المعسكر الذي يسيطر عليه منذ نحو 30 سنة المعارضون الايرانيون في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، قبل نهاية السنة الحالية. وأعلن مسؤول عراقي ان الهدف اولاً هو نقل عناصر مجاهدي خلق الى مكان آخر، وبعد ذلك السماح للامم المتحدة بالتعامل مع الذين يحملون جنسيتين من اجل نقلهم الى بلدهم الثاني، على ان ينقل الآخرون الى ايران او إلى دول اخرى.
ويضم هذا المعسكر الذي يبعد 80 كلم شمال بغداد نحو 3400 شخص.