الاحتلال يمطر المتظاهرين ضد الاستيطان في قرية النبي صالح بقنابل «غاز الدموع». إي.بي.إيه

أوروبا توصي بحل قضية «عرب إسرائيل» واعتبارها مركزية

أوصت وثيقة داخلية أعدها سفراء دول الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، وكشف النقاب عنها أمس، بتحويل قضية الأقلية العربية هناك إلى موضوع مركزي بالحوار مع الحكومة الإسرائيلية، مؤكدة أنها قضية لا تقل أهمية عن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. فيما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت من اعتداءات المستوطنين المتطرفين، وتوقع أن تتصاعد في الشهور القريبة «وقد تصل إلى حد إراقة الدماء».

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنها حصلت على أجزاء من وثيقة أعدها سفراء دول الاتحاد الأوروبي، وكتبوا فيها أن «عليهم التطرق إلى سبل معالجة إسرائيل لشؤون الأقليات على أنه موضوع لا يقل أهمية عن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني».

واعتبرت الصحيفة أن هذه وثيقة غير مسبوقة من حيث تعاطيها مع «شأن إسرائيلي داخلي حساس».

ونقلت عن دبلوماسيين أوروبيين ومسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولهم، إن كتابة الوثيقة وإرسالها إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل تم «من وراء ظهر» إسرائيل.

وذكرت الصحيفة أن الصيغة الأصلية للوثيقة تضمنت اقتراحات لخطوات من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل، من بينها تقديم احتجاجات رسمية ضد مشاريع قوانين عنصرية يتم التصويت عليها في الكنيست، وتميز ضد الأقلية العربية، لكن تم شطب هذه الاقتراحات عقب ضغوط مارستها بعض دول الاتحاد.

وأوصى الفصل الختامي في الوثيقة بإجراء تغيير في سياسة الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالأقلية العربية في إسرائيل وتحويل الموضوع إلى «موضوع مركزي» في الاتصالات مع حكومة إسرائيل على غرار التعامل مع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأوصت الوثيقة ايضاً بأن يطرح الاتحاد الأوروبي خلال الحوار مع إسرائيل قضية العلاقات بين اليهود والعرب في الدولة والتشديد على التزام الدولة بتصحيح الفجوات بين الأغلبية اليهودية والأقلية العربية.

وتطرقت الوثيقة إلى مطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وجاء فيها «أننا مؤمنون بأن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية سيمنع المساواة بين كل مواطنيها التي تم تقديسها في وثيقة استقلال إسرائيل، ومصلحة جميع الإسرائيليين هي بإظهار أن إسرائيل ليست دولة يهودية وديمقراطية فقط وإنما متسامحة أيضاً».

وتقول الوثيقة التي اكد مصدر دبلوماسي وجودها ان «تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال (الاسرائيلي) حتما لهما تأثير سلبي في شعور العرب الاسرائيليين بالانتماء». وبحسب الصحيفة فإن الوثيقة التي تبدو كأنها «وثيقة للتفكير» لا توصي بتدابير محددة عقب خلافات بين دول أوروبية حول اسس مثل هذا التدخل. من جهته، رفض مسؤول اسرائيلي كبير التعليق على مضمون الوثيقة طالما لم يتم اعلام اسرائيل رسمياً بها، لكن هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه عبر عن معارضته المسبقة «للتدخل الاوروبي» في شؤون اسرائيل الداخلية.

ويشكل عرب اسرائيل نحو 20٪ من سكان اسرائيل ويصل عددهم الى اكثر من 1.3 مليون شخص وهم يتحدرون من اصل 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام .1948 ومع انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية يعامل العرب في اسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية ويعانون من تمييز واضح ضدهم في فرص العمل والسكن خصوصاً.

من ناحية أخرى، حذر أولمرت من اعتداءات المستوطنين المتطرفين.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت قوله خلال ندوة عقدت في متحف تل أبيب، إن اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي المعروفة باسم «دفع الثمن»، مستمرة منذ شهور «وكل من شهدها كان بإمكانه التوقع أنها ستصل إلى ما وصلت إليه، وإذا لم يتم وقفها فإننا سنشهد بعد شهرين أمورا أخطر بكثير وربما ستراق دماء».

إلى ذلك، أكد أولمرت أنه لا توجد استراتيجية في مفاوضات السلام لدى إسرائيل، وأضاف أنه «توجد استراتيجية تنحصر فقط في طريقة إثبات أنه لا يمكن إجراء مفاوضات وهذه هي العقبة الأكبر التي تؤثر في نهاية المطاف في مستقبل الدولة أكثر من أي شيء موجود في الحلبة».

الأكثر مشاركة