تظـاهــرات واسـعــة ضــد الأسد في «جمعة الجامعة العربية تقتــلنا»
تظاهر أمس مئات آلاف السوريين ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مختلف المدن والبلدات والقرى بينهم نحو 200 ألف متظاهر في شوارع مدينة حمص وحدها وسط البلاد في «جمعة الجامعة العربية تقتلنا»، لإدانة جمود الجامعة العربية، بينما أعلنت موسكو عن زيارة لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع من اجل إجراء «محادثات جدية» حول الازمة السورية غداة مشروع قرار تقدمت به في الامم المتحدة يدين أعمال العنف التي ترتكبها «جميع الأطراف» في سورية، قابلته واشنطن بالترحيب مبدية استعدادها للعمل مع موسكو بشأن مشروع القرار.
وخرج أمس مئات آلاف السوريين في تظاهرات غير مسبوقة واتسعت رقعة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الأسد في «جمعة الجامعة العربية تقتلنا»، لتعم المدن والبلدات والقرى السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 200 ألف شخص تظاهروا في شوارع مدينة حمص وسط البلاد بعد صلاة الجمعة مطالبين بسقوط نظام الاسد.
وأضاف «خرج الآلاف في حي الخالدية في تظاهرة حاشدة نادت بإعدام الرئيس. كما خرجت تظاهرة أخرى كبيرة في حي دير بعلبة الذي شهد سقوط شهيد متأثرا بجراح أصيب بها برصاص الأمن صباحاً، كما شهد حي جورة الشياح اكبر تظاهرة منذ بدء الثورة السورية، حيث خرج أكثر من 10 الآف متظاهر من معظم مساجد الحي، فيما شهد حي الانشاءات تظاهرة كبيرة كما شهد حي بابا عمرو المجاور تظاهرة حاشدة على الرغم من محاصرته بأعداد كبيرة من الشبيحة الموالية للنظام.
وأكد أن «مدرعتين اقتحمتا حي الغوطة لتفريق تظاهرة خرجت هناك».
وأضاف المرصد «أما في حي باب السباع فقد هاجم الامن التظاهرة ما اوقع أربع اصابات. كما جرح خمسة أشخاص أحدهم جراحه بالغة في الرأس نتيجة اصابته من قبل القناصة عند الحاجز الامني قرب القصور». وأفاد المرصد بأن «حي الحمرا شهد تظاهرة كبيرة، وكان قد شهد اعتقال عدد من الشبان قبل الصلاة». واطلق على مدينة حمص التي يحاصرها الجيش منذ اسابيع «عاصمة الثورة» السورية.
وذكر المرصد ان تظاهرات حاشدة نظمت في كل من الفرقلس وتلكلخ وتلبيسة والقريتين والحولة التي شهدت منطقة تلدو فيها قصفا مركزا، ما تسبب في سقوط عدد كبير من الجرحى.
وشهدت العاصمة دمشق وريفها تظاهرات واسعة وتحديداً في حي الميدان بقلب دمشق وخرج الآلاف في تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام في مساكن برزة وركن الدين والحجر الأسود، وفي المعضمية وداريا والكسوة والقابون وبرزة ودوما والتل والزبداني وقطنا. وفي محافظة إدلب خرج عشرات الآلاف في بنش وكفرنبل وجرجناز وكفر تخاريم ومعرة النعمان وعدد من القرى مطالبين بإسقاط النظام.
وفي المنطقة الشرقية، خرج عشرات آلاف المتظاهرين في القامشلي وعامودا والبوكمال والميادين والقورية ورأس العين يطالبون بالحرية وفك الحصار عن حمص. وفي محافظة حلب، خرجت تظاهرات في سيف الدولة وصلاح الدين. كما خرجت تظاهرات في ريف حلب في اعزاز وحريتان وعندان ومارع وتل رفعت تطالب بإسقاط النظام، وتنتقد أداء الجامعة العربية. ويرى المعارضون ان المهل العربية الممنوحة لسورية قبل اتخاذ اجراءات ضد القمع «تمنح النظام الوقت لقتل المزيد من السوريين».
وأفاد المرصد والتنسيقيات المحلية التي تقود التظاهرات على الارض بانتشار أمني كثيف في محيط المساجد، في دوما وكفر بطنا قرب دمشق وحمص وحماة (شمال) ودير الزور وبانياس واللاذقية (شمال غرب).
كما افاد المرصد بتعرض منطقة اللجاة في محافظة درعا منذ صباح أمس، لقصف عنيف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية من قبل الجيش النظامي السوري.
كما أكد مقتل مدني بيد قوى الامن في حي دير بعلبة في حمص التي تشكل مركزا للاحتجاجات، ويحاصرها الجيش منذ اسابيع.
وافاد بوفاة مدني متأثرا بجروح اصيب بها فجراً برصاص الجيش السوري في مدينة الحراك.
من جهته، قال مصدر سوري رسمي إن أجهزة الأمن السورية اشتبكت فجر أمس، مع «مجموعة إرهابية» مسلّحة حاولت اقتحام مستشفى القصير التابعة لمحافظة حمص والقريبة من الحدود مع لبنان، وتمكنت من صد الهجوم وقتل 17 مسلحاً بينهم رئيس ما يسمى «تنسيقية القصير» محمد مطر، فيما لاذ الآخرون بالفرار.
أما روسيا التي عارضت حتى اليوم كل القرارات التي تدين قمع دمشق، فقدمت مشروع قرار في مجلس الامن أول من أمس.
ويشدد مشروع القرار الروسي على النقاط التي يرفضها الاوروبيون والاميركيون، حيث يدين العنف الذي ترتكبه «جميع الاطراف ومن ضمنه الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية»، بحسب المحللين.
وفي واشنطن أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع روسيا حول مشروع القرار الذي قدمته الى مجلس الامن، غير ان الاخير بنصه الحالي «يتضمن عناصر لا نستطيع دعمها»، بحسب أقوالها.
واعتبرت كلينتون ان مشروع القرار بنصه الحالي «يتضمن عناصر لا نستطيع دعمها»، مضيفة «للأسف يبدو ان الحكومة والمتظاهرين السلميين وضعوا على ما يبدو على قدم المساواة»، من حيث المسؤولية عن العنف في سورية، الا انها قالت «سنقوم بدرس مشروع القرار بدقة، ولابد من اشراك الجامعة العربية في درسه، خصوصا انها تتصدر الرد على ما يحصل في سورية».
وأضافت «نأمل أن نتمكن من العمل مع الروس الذين يعترفون اخيرا وللمرة الاولى بأن هذه المسألة تحتاج للدرس داخل مجلس الامن».
وفي موسكو، أعلنت وكالات الانباء الروسية نقلاً عن مصدر في الكرملين، أمس، ان الشرع سيجري في روسيا مباحثات مع المسؤولين الروس بهدف انهاء الازمة التي تشهدها سورية.
وقال المصدر الذي لم يكشف عن هويته «سيتم استقباله في موسكو لإجراء مباحثات جدية». وأضاف «هذه مساهمتنا للتوصل الى حل للازمة التي تثير بالطبع قلقنا». وأضاف ان «الذين يقولون إننا سنكيل له المديح ونربت على كتفه مخطئون»، مؤكداً ان روسيا «ليست محامية السوريين». ولم يوضح هذا المسؤول متى سيصل نائب الرئيس السوري الى موسكو، بينما نفت السلطات الروسية أنباء عن وصوله، أمس، الى موسكو.