« العسكري » يفض اعتصام ميدان التحرير بالقوة ويحرق خيام المتظاهرين
استؤنفت الاشتباكات العنيفة، أمس، بين متظاهرين مصريين مناهضين للمجلس العسكري، وقوات الأمن بالشوارع المحيطة بميدان التحرير، في وسط القاهرة، بعد ان اوقعت، أول من أمس، تسعة قتلى واكثر من 300 جريح، وقامت عناصر من قوات الشرطة العسكرية وقوات سلاح المظلات بفض اعتصام ميدان التحرير بالقوة وبحرق خيام الاعتصام، وتوقيف العشرات من المتظاهرين، واقتادتهم إلى جهات غير معلومة، وتركت الميدان بعد ساعات من الهجوم عليه، ونفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يكون الجيش استهدفت «ثوار مصر» فيما حمل رئيس مجلس الوزراء، الدكتور كمال الجنزوري من سماها «عناصر مدسوسة» مسؤولية تدهور الأوضاع جراء قيامها «بضرب الرصاص على المتظاهرين»، معتبراً أن من تم القبض عليهم تم تحويلهم إلى النيابة العامة وليس إلى النيابة العسكرية، ونددت فرنسا، أمس، بـ«الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين».
وتفصيلاً، أكد الجنزوري ان ثمانية اشخاص قتلوا واصيب أكثر من 317 آخرين، موضحاً ان «18 شخصاً أصيبوا بالرصاص». لكنه شدد في الوقت نفسه على ان قوات الجيش والشرطة «لم تستخدم اي طلقات نارية»، وارجع الجنزوري هذه الإصابا?* بالرصاص الحي الى «مجموعات لا تريد الخير لمصر» اندست بين المتظاهرين من دون ان يكشف عنها. ومن ضحايا اشتباكات، أول من أمس، موظف كبير في دار الإفتاء، هو الشيخ عماد عفت، الذي ستشيع جنازته بعد الظهر من الجامع الأزهر. كما تشيع جنازة الطالب في كلية الطب بجامعة عين شمس علاء عبدالهادي من مقر الجامعة. واعتبر الجنزوري ان «ما يحدث الآن في الشارع ليس ثورة بل انقضاض على الثورة»، في اشارة الى قيام الشباب بالاشتباك مع قوات الأمن امام مقر مجلس الوزراء وعند مدخل ميدان التحرير في وسط القاهرة.
وقال ان المتظاهرين الذين يشتبكون مع قوات الأمن في وسط القاهرة «ليسوا شباب الثورة الجميل الذي خرج يوم 25 يناير» الماضي للإطاحة بنظام حسني مبارك. وتابع «واضح ان هناك من يحرك الأولاد البالغين من العمر 12 عاماً» الذين يشتبكون مع قوات الأمن في وسط القاهرة.
واستعادت قوات الجيش والشرطة في ساعة مبكرة من صباح أمس، السيطرة على المنطقة الواقعة امام مقر مجلس الوزراء في شارع القصر العيني وسط القاهرة. الا ان الاشتباكات استمرت عند مدخل هذا الشارع من ناحية ميدان التحرير.
وقال صحافيون ومصورون من «فرانس برس» إن أشخاصاً يرتدون لباساً مدنياً، ولا يعرف لمن يتبعون، يعتلون سطح مبنى هيئة الطرق والكباري المطل على ميدان التحرير، ويلقون الحجارة وزجاجات المولوتوف على المتظاهرين، الذين ردوا بإشعال النيران في هذا المبنى وبإلقاء الحجارة كذلك.
وكانت ألسنة النيران مازالت تتصاعد، بعد ظهر امس، من مبنى هيئة الطرق والكباري، ومن مبنى مجاور تابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ما أدى الى تغطية ميدان التحرير بدخان اسود كثيف، بحسب المصدر نفسه.
ودخلت قوات الجيش، بعيد ظهر أمس، ميدان التحرير وبدأت ملاحقة مجموعات من المتظاهرين والقبض على بعضهم، وفقاً لصحافيي ومصوري الوكالة. وامتدت الاشتباكات بين مجموعات المتظاهرين من جهة وقوات الجيش والشرطة من جهة اخرى، إلى منطقة اخرى من ميدان التحرير، وهي الواقعة عن مدخل كوبري قصر النيل.
وتدور اشتباكات متقطعة بين الجانبين في الميدان والشوارع المحيطة به، خصوصاً شارع القصر العيني وآخر?شارع طلعت حرب وشارع الشيخ ريحان ومدخل ميدان التحرير، ما بين بنايتي وزارة الخارجية القديمة وجامعة الدول العربية.
وقامت عناصر من المظليين في الشرطة العسكرية بإحراق خيام المعتصمين وسط ميدان التحرير، وفي حين استخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين الذين ردّوا برشقهم بالحجارة، ما أدى إلى سقوط عدد من المصابين. ودان المعارض والمرشح للرئاسة، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، ما وصفه بالمحاولة «الوحشية» لتفريق الاعتصام. وقال البرادعي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «حتى لو كان الاعتصام غير قانوني، هل يتعين فضه بهذه البربرية والوحشية التي تعد في حد ذاتها انتهاكاً اكبر لكل القوانين وللانسانية؟!».
كما دان حزب الحرية والعدالة المنبثق عن «الإخوان المسلمين»، الذي هيمن على الانتخابات التشريعية حتى الآن «التعدي على المتظاهرين ومحاولة تفريقهم». ودعا «الاخوان» الجيش إلى حماية المتظاهرين ممن ألقوا عليهم الحجارة من اسطح الأبنية.
وأمر طنطاوي في لفتة يبدو ان الهدف منها تهدئة المحتجين، بعلاج المدنيين المصابين في مستشفيات الجيش، التي تتوافر فيها عادة معدات افضل من المستشفيات العامة، وذلك حسبما أورد التلفزيون الحكومي.