المجمع العلمي أهم من مكتبة الكونغرس
وسط حالة الفوضى العارمة التي اجتاحت ميدان التحرير وشارع مجلس الوزراء، يومي الجمعة والسبت الماضيين، وسقوط 10 قتلى ومئات المصابين من المتظاهرين الذين حاولو اقتحام مجلس الوزراء، اشعل مجهولون النيران في المجمع العلمي الملاصق لمبنى مجلس الوزراء، فقضت النار على جميع محتويات المجمع، الامر الذي شكل كارثة قومية على البلاد، واستدعى وقفات احتجاجية من المثقفين والاعلاميين، امس، أمام نقابة الصحافيين بوسط القاهرة.
وكشف رئيس المجلس العلمي الدكتور حافظ شمس الدين، عن ان خسارة مصر لن تعوض إطلاقاً بحرق مجمعها العلمي. وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن مكتبة المجمع التي احرقها المتظاهرون، اول من امس، حرقت بالكامل، والتهمت النيران 200 الف مخطوطة وكتاب اثري يمثل ذاكرة مصر منذ عام ،1798 مضيفاً ان النسخة الاصلية لكتاب وصف مصر الذي وضعته الحملة الفرنسية قد احترقت، اضافة الى جميع المخطوطات التي يزيد عمرها على 200 عام.
وأشار إلى أن مكتبة المجمع العلمي تصنف قيمتها عالميا بأنها الأعظم والاكثر قيمة من مكتبة الكونغرس الاميركي، وقال إن عضويته تشمل أهم 100 عالم مصري في تخصصاتهم، وتضم مكتبته نوادر المطبوعات الأوروبية التي توجد منها نسخ نادرة على مستوى العالم، والتي لا تخص المصريين فقط. كما يضم كتب الرحالة الأجانب، ونسخاً للدوريات العلمية النادرة منذ عام .1920 وقال إنه يوم اسود في تاريخ مصر.
وكشف حافظ لـ«الإمارات اليوم» عن قيام مجموعة من الصبية باشعال النيران بالمجمع وهم يرقصون فرحا كلما قضت النيران على تاريخ مصر، مؤكداً استمرار النيران خمس ساعات، فشلت فيها عربات المطافي في وقف الحريق نتيجة اعتداء الصبية على رجال المطافي بالحجارة.
وقال إن هناك من قاد الصبية إلى حرق المجمع وحرق ذاكرة مصر وكثير من الدول العربية، لان اختيار هذا المكان على وجه التحديد ليس مصادفة، مشيرا إلى أن المجمع كان يضم مخطوطات وكتباً لرفاعة الطهطاوي وعلي مبارك ومصطفى مشرفة وطه حسين وغيرهم من عظماء مصر.
ومن بين اعضائه عدد من كبار ادباء وسياسيي البلاد، منهم عمرو موسى وعصمت عبدالمجيد. وقال ان احمد زويل كان مقرراً أن يشارك في عضوية المجمع، وكشف شمس الدين عن تغيير مسار خط المترو بداية التسعينات بسبب المبنى، بعد اتصال بين رئيسه في ذلك الوقت سليمان حزين، والرئيس المخلوع حسني مبارك.
والمجمع العلمي المصري أنشئ في القاهرة 20 أغسطس عام 1798 بقرار من نابليون بونابرت، وهو مبني أثري عتيق من معالم مصر، كان مقر المجمع في دار واحد من بكوات المماليك في القاهرة، ثم تم نقله إلى الإسكندرية عام ،1859 وأطلق عليه اسم «المجمع العلمي المصري»، ثم عاد للقاهرة عام ،1880 ويقدم المجمع أبحاثاً ودراسات عن أحداث مصر التاريخية ومرافقها الصناعية.
وكان للمجمع المصري أربع شعب: الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة. وفي عام 1918 أصبح مهتماً بالآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية والسياسة، والفيزياء والرياضيات، والطب والزراعة والتاريخ.