صورة للمجمع العلمي المصري بعد إحراقه وتدميره بالكامل. أ.ف.ب

«العسكري» المصري يؤكد وجود«مخطط لحرق الوطن»

أكد المجلس العسكري الحاكم في مصر، أمس، أن هناك «مخططاً لحرق الوطن»، وقال انه يشتم رائحة رموز النظام السابق وقوى خارجية في هذا المخطط، معتبراً ان الاشتباكات في وسط القاهرة جزء من هذا المخطط، فيما قالت وزارة الصحة ان عدد الضحايا الذين سقطوا منذ الجمعة ارتفع الى 12 قتيلاً.

وتفصيلاً، قال عضو المجلس العسكري اللواء عادل عمارة في مؤتمر صحافي عقده لشرح وجهة نظر الجيش في هذه الاشتباكات، ان «ما شهدته مصر من نجاح المرحلتين الاولى والثانية للانتخابات يعد نموذجاً يحتذى به لجيش ينقل شعبه الى الديمقراطية».

وأضاف «ربما خيب هذا النجاح ظن البعض ممن راهن على عدم قدرة القوات المسلحة والشرطة على تأمين الانتخابات، فبدأ في اثارة الفتن وتنفيذ مخطط يحرق الوطن ويقضي على الثورة وأهدافها، ونحن على اعتاب أول مجلس نيابي منتخب». وتابع انه «منذ قيام الثورة أثبتت الاحداث منهجية التخطيط لهدم الدولة».

وأثناء المؤتمر الصحافي، قطع اللواء عمارة إجابته على اسئلة الصحافيين فجأة ليؤكد تلقيه «اتصالاً حالاً يفيد بأن هناك مخططا اليوم لحرق مجلس الشعب، وهناك تجمعات كبيرة في ميدان التحرير لبدء تنفيذ المخطط»، مضيفاً «من وضع مخططاً مستمر في تنفيذه».

وكان اللواء عمارة رد على سؤال حول ما اذا كان «يشتم رائحة تحريض من قوى إقليمية ومن (رموز النظام السابق) داخل سجن طرة» على ما تشهده مصر من اضطرابات، فأجاب «نعم اشتم هذه الرائحة (..) هناك عناصر تحرض وهناك عناصر لا تبغي مصلحة هذا الوطن». وتابع ان هناك معلومات عن قيام أطراف، لم يسمها، بالتحريض على الاضطرابات، مؤكداً ان هذه «المعلومات لدى جهات التحقيق» وهي التي يمكنها ان تكشفها بعد ان تنتهي من عملها.

وأفاد مصورو وكالة «فرانس برس» بأن مئات من طلاب الجامعات نظموا تظاهرة في ميدان التحرير احتجاجاً على مقتل الطالب في كلية الطب بجامعة عين شمس علاء عبدالهادي أثناء الاشتباكات يوم الجمعة الماضي.

ودافع اللواء عمارة مطولاً عن القوات المكلفة بحماية مقري مجلس الوزراء ومجلس الشعب في شارع القصر العيني بالقرب من ميدان التحرير، حيث بدأت الاشتباكات فجر الجمعة الماضي، مؤكداً انها «تحملت ما لا يتحمله بشر». إلا انه اقر بوقوع «تجاوزات يجري التحقيق فيها». وأكد كذلك واقعة اعتداء جنود من الجيش على سيدة بعنف وتعريتها من ملابسها العلوية أثناء سحلها على الارض، وقال ان هذه الواقعة «حدثت ويجري التحقيق فيها».

غير أنه دعا الى «معرفة الظروف التي وقعت فيها هذه الواقعة قبل استخدامها للتدليل على استخدام العنف»، من قبل قوات الجيش. واضاف انه «كمواطن مصري يأسف لهذه الصورة، ونحن نحقق فيها وسنعلن الحقائق كاملة» .

وقال اللواء عمارة ان الجيش تعهد بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، ولكن هذا ربما لا ينطبق على من يمثل خطراً على الدولة. وقال «يجب ان ندرك ان أسلوب عدم استخدام العنف قد لا يستمر مع من يهدد مصالح الدولة»، واستطرد «هناك فرق بين متظاهر لديه مطالب وآخر يحرق ويخرب».

من جانبها، أعلنت مصادر في وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات التي بدأت يوم الجمعة الماضي الى 12 قتيلاً من بينهم مصاب توفي متأثرا بجروحه الليلة قبل الماضية، بعد نقله موقوفاً الى مقر النيابة العامة للتحقيق معه وآخر قتل في ميدان التحرير أمس. وادت الاشتبكات الى اصابة اكثر من 500 شخص حتى الآن، بحسب وزارة الصحة.

وأكد مراسلو «فرانس برس» ان الوضع كان هادئا نسبيا في وسط القاهرة بعد ظهر أمس، رغم وقوع تراشق بالحجارة بين الحين والآخر بين قوات الجيش والمحتجين في شارع الشيخ ريحان المطل على ميدان التحرير، حيث اقامت قوات الجيش حاجزا جديدا من الكتل الخرسانية بعد ان شيد الجنود مساء السبت جدارا اسمنتيا آخر في شارع القصر العيني. وكانت اشتباكات وقعت فجراً بين المتظاهرين وقوات الجيش والشرطة التي حاولت إخلاء ميدان التحرير وسيطرت عليه لفترة من الوقت قبل ان يتمكن المحتجون من العودة اليه.

وقال مصدر قضائي ان النيابة العامة قررت «حبس 123 متهماً تم توقيفهم اثناء الصدامات بشارع قصر العيني فى محيط مبنى مجلس الوزراء أربعة أيام على ذمة التحقيقات». واوضح المصدر ان «النيابة قررت اخلاء سبيل 53 شخصاً آخرين وأمرت بعلاج تسعة متهمين قبل عرضهم على النيابة لاستجوابهم، وذلك بعدما تبين وجود إصابات بهم جراء تلك الأحداث».

الأكثر مشاركة