كلينتون تصف ضرب النساء بـ «العار»

تحذيرات أممية بمحاكمة المتورطين في عنف القاهرة

محتجون مصريون يتحصنون ضد الشرطة العسكرية. أ.ف.ب

دخلت الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمحتجين المطالبن بإنهاء حكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة، يومها الخامس أمس، ودانت وزيرة الخارجية الأميركية تعرض النساء المصريات للضرب ووصفته بأنه «وصمة عار»، فيما صدرت تحذيرات أممية بامكانية محاكمة القادة المصريين المتورطين في العنف.

واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الحجارة والهراوات والذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين، خلال ليل الاثنين الثلاثاء الماضيين، وحتى ساعات الفجر، حسب ما افاد شهود عيان، في اعمال عنف خلفت 12 قتيلا منذ الجمعة الماضي.

وفي ميدان التحرير وسط القاهرة، اكد منسق عمليات اسعاف المتظاهرين محمد مصطفى لوكالة فرانس برس، ان اربعة اشخاص قتلوا. وقال «في هذه الايام تحدث المواجهات بين الساعة 30:3 و00:5 (30:1 و00:3 تغ)».

الا ان مسؤولين في وزرة الصحة صرحوا للتلفزيون الرسمي بأنه لم تحدث وفيات، ولكن اربعة أشخاص جرحوا.

وقال طبيب في مستشفى ميداني اقامه المتظاهرون لوكالة فرانس برس، انه شاهد فتى في الـ14 من عمره مصاباً برصاصة في صدره.

وينفي المجلس العسكري ان يكون اصدر اوامر باستخدام القوة ضد المحتجين، الا انه اعترف بأن قواته ضربت ناشطة محجبة وقامت بجرها على الطريق وكشفت عن صدرها وبطنها. وتناقلت وسائل الاعلام العالمية والمواقع الالكترونية الصورة، ما ادى الى سخط في العالم بأسره.

وأظهرت صور عرضت على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر الجيش يضربون المحتجين، واحياناً يتركونهم دون حراك على الارض، ولكن ضرب النساء هو الذي اثار الغضب في البلاد.

وعنونت صحيفة التحرير اليومية المستقلة «جنود انتهاك العرض»، فوق صورة لجندي يمسك بمتظاهرة من شعرها، وآخر يرفع هراوة فوقها.

وفي انتقاد قوي اعتبرت هيلاري كلينتون، ان العنف ضد النساء خلال التظاهرات في مصر لا يليق بالثورة ويشكل «وصمة عار على الدولة». واتهمت كلينتون السلطات المصرية بإساءة معاملة النساء منذ الثورة التي اطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، واذلالهن في الشوارع.

وقالت ان «الاذلال المنهجي للنساء المصريات يشوه صورة الثورة، وهو وصمة عار على جبين الدولة وجنودها ولا يشكل الطريقة المناسبة لمعاملة شعب عظيم».

ودعت محتجات الى تظاهرة في ميدان التحرير الساعة الثالثة مساء بالتوقيت المحلي (00:13 تغ) لاستنكار الهجمات ضد النساء وللدعوة الى الوقف الفوري للعنف ضد المتظاهرين.

وكان المجلس العسكري قال أول من أمس، إن الجيش لا يستخدم القوة ضد المتظاهرين.

وقال عضو المجلس العسكري اللواء عادل عمارة في مؤتمر صحافي إن «هناك مخططا اليوم لحرق مجلس الشعب وهناك تجمعات كبيرة في ميدان التحرير لبدء تنفيذ المخطط»، وإن «من وضع مخططاً مستمر في تنفيذه».

وأكد اللواء عمارة كذلك واقعة اعتداء جنود من الجيش على سيدة بعنف وتعريتها من ملابسها العلوية اثناء سحلها على الارض وقال ان هذه الواقعة «حدثت ويجري التحقيق فيها».

وجاءت تلك التصريحات بعد ان دانت مجموعات حقوقية تصريحات اللواء المتقاعد في الجيش المصري، ومستشار ادارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة عبدالمنعم كاطو، التي قال فيها عن بعض المحتجين في التحرير «انتو خايفين على ولد صايع لابد ان يوضع في افران هتلر».

وقال مرشح الرئاسة المصرية محمد البرادعي إن امثال من يطلقون هذه التصريحات هم «مختلون عقلياً ومكانهم السجون وليس السلطة».

من جهتها، حذرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، القادة العسكريين والسياسيين في مصر من التعرض للمحاكمة بتهمة التواطؤ في جرائم خطيرة إذا لم يضعوا حداً للاعتداءات على المحتجين السلميين في ميدان التحرير بالقاهرة.

ونددت بيلاي بـ«القمع الوحشي للمتظاهرين على يد الجيش وقوات الأمن المصرية في ميدان التحرير بالقاهرة». وحثت «كبار القادة العسكريين في مصر والزعماء السياسيين على التصرف الآن، وإلاّ سيخاطرون بأن يتعرضوا للمحاكمة بسبب التواطؤ في هذه الجرائم الخطيرة».

وأعربت بيلاي عن صدمتها لدى مشاهدة مقاطع الفيديو، التي تظهر عناصر من الأمن يعتدون على متظاهرين بينهم نساء قبل أن يبدوا أية مقاومة، واصفة هذه الأعمال بأنها غير إنسانية ولا يمكن تبريرها.

وقالت «يبدو أن قوات الأمن المصرية وقادتها السياسيين والعسكريين لم يتعلموا شيئاً من العام الماضي، ومن ضمن ذلك حقيقة أن أعمالاً كهذه تؤجج ببساطة الغضب والاحتجاجات وتجعل حل المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر أصعب».

على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي، أمس، إن بلاده ستبذل جهودها من أجل عدم تكرار الهجمات ضد الأقباط في مصر والمسيحيين في العراق ونيجيريا وباكستان.

ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن تيرسي قوله إن إيطاليا تعطي «الأولوية لحماية الحرية الدينية، وسوف تبذل كل ما في وسعها لعدم تكرار الهجمات المروعة ضد الأقباط في مصر والمسيحيين في العراق ونيجيريا وباكستان».

تويتر