تظاهرات مصر: «جمعة رد الشـرف» ضد «العسكري» و«لا للتخريب» تؤيــده
احتشد آلاف من المصريين في ميدان التحرير بقلب القاهرة، أمس، في تظاهرة أطلقوا عليها «جمعة رد الشرف»، تعبيرا عن الاحتجاج على الاعتداء على متظاهرين ومتظاهرات أمام مجلس الوزراء الاسبوع الماضي، وأغلق المتظاهرون الميدان تماما أمام حركة السيارات، فيما احتشد الآلاف في ميدان العباسية شرق القاهرة في تظاهرة «لا للتخريب» المؤيدة للمجلس العسكري وضد «محاولات اسقاط الدولة»، بينما يقول المصريون في الاقاليم خارج العاصمة، حيث لا تسمع هتافات المحتجين في التحرير ضد المجلس، إن محاسبة حكامهم يجب أن تكون من خلال صناديق الاقتراع وليس الشارع.
وتفصيلاً، سيطر المتظاهرون المعارضون للمجلس العسكري على مداخل ميدان التحرير المتبقية، بعد إغلاق شوارع قصر العيني ومحمد محمود والشيخ ريحان بالكتل الخرسانية، في اعقاب المصادمات التي جرت هناك في الاونة الاخيرة. وشكل المتظاهرون لجاناً شعبية على مداخل الميدان، وفتشوا كل المشاركين في التظاهرة، ودققوا في هوياتهم، منعا لاندساس أي شخص يخل بالتظاهرة. وأقاموا منصة باسم «بنت مصر»، تعبيرا عن الاحتجاج على الاعتداء على متظاهرة تعرى جسدها خلال الاعتداء، منددين بما حدث.
ورفع المتظاهرون اللافتات المنددة باستمرار المجلس العسكري في حكم البلاد، وأخرى تطالبه بتسليم مقاليد الامور لسلطة مدنية، وعدم تأخير المرحلة الانتقالية إلى شهر يونيو المقبل، ورفعوا أكثر من لافتة تطالب برحيل المجلس العسكري.
وطالب المتظاهرون بتسليم المجلس العسكري لجميع سلطاته السياسية لسلطة مدنية في شهر يناير المقبل، مع إقالة حكومة كمال الجنزوري على الفور، كما طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تباشر التحقيقات في أحداث المصادمات التي جرت في محمد محمود وقصر العيني، وقبلهما ماسبيرو ومسرح البالون.
كانت قوى سياسية وحركات شبابية وثورية دعت إلى لتلك المليونية، احتجاجا على ما وصفوه بـ«الممارسات العنيفة من قبل قوات الجيش» ضد المتظاهرات خلال أحداث مجلس الوزراء الأخيرة، فيما أعلنت جماعة الاخوان المسلمين مقاطعتها لمليونية أمس «من أجل عودة الهدوء والاستقرار». وبدأت تتحول التظاهرة إلى اعتصام مفتوح، بعد أن أُقيمت عشرات الخيام بوسط ميدان التحرير وأطرافه.
في المقابل، نظم الآلاف من حركة الأغلبية الصامتة تظاهرة في ميدان العباسية شرق القاهرة، أطلقوا عليها جمعة «لا للتخريب»، حيث اقاموا منصة واحدة لادارة فعاليات التظاهرة منها وقاموا قبل صلاة الجمعة باذاعة الاغاني الوطنية منها، فيما بدأوا بعد الصلاة في القاء الكلمات الحماسية والهتافات مع الاستمرار في اذاعة الاغاني الوطنية.
وحمل المتظاهرون أعلام مصر، ورددوا هتافات معادية للتحرير، ولمن أسموهم العملاء الذين يخربون مصر، منها «اللي يحب مصر ما يخربش مصر». وأكد المتظاهرون رفضهم لتحكم أعداد قليلة من المواطنين في مصير الشعب المصري بأكمله، مشددين على احترام إرادة الشعب من خلال صندوق الانتخابات التي تُجرى حاليا والتي تنتهي قبل منتصف يناير المقبل. وشدد المتظاهرون على رفضهم لكل ما يعرض البلاد للضرر، ومنه تخريب المنشآت، والاعتداء على القوات المسلحة والشرطة وغيرها من المصادمات التي يقوم بها البعض، والتي تتوقف معها الحياة وتضر بالاقتصاد القومي، وتكبد البلاد خسائر كثيرة. ورفض المتظاهرون ما اسموه «محاولات إسقاط الدولة والاضرار بأمنها وتحقيق أجندات خارجية تريد القضاء على مصر وتراجعها»، مشيرين إلى أنهم ضد كل ما يحاك من مخططات لدول معادية، ينفذها مصريون غير أمينين على مصر.
كما وجه متظاهرون انتقادات لعدد من الاعلاميين الذين اعتبروهم أدوات تحريضية في يد الاجندات الخارجية وعدد ممن يمولونهم في الداخل، وطالبوا بمحاكمتهم بتهمة التحريض على البلاد والخيانة العظمى. وقام المؤيدون للمجلس بنصب خيام لبدء اعتصام مفتوح «حتى يتم إنهاء اعتصام التحرير» الذي يتهمون المشاركين فيه بتلقي أموال من جهات أجنبية تحمل أجندات مشبوهة ضد مصر.
كما شهدت مدينة الاقصر بجنوب مصر مظاهرتين «متجاورتين» بميدان ابوالحجاج، الأولى مناهضة للمجلس العسكري والثانية مؤيدة له. حيث نظم «ائتلاف شباب الثورة» و«حركة 6 ابريل» تظاهرة «للتنديد بممارسات المجلس العسكري» تحت شعار «جمعة الحقوق والاستحقاقات المطلوبة من المجلس العسكري»، هتف خلالها عشرات ضد حكم العسكر.