سورية تتهم «القاعدة».. و«حزب الله» يشير إلى واشنطن

40 قتيلاً في هجومين على مقرّيــن أمنيين في دمشق.. وتظاهرات ضد الأســـــــد

مسعفون سوريون في موقع الانفجار الذي استهدف مقر المخابرات العامة بدمشق. أ.ف.ب

قتل أكثر من 40 شخصاً وجرح أكثر من 150 آخرين، في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مركزين للأمن في دمشق، غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سورية لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية، تمهيدا لوصول المراقبين، بموجب البروتوكول الموقع بين سورية وجامعة الدول العربية. فيما قتل 11 مدنيا برصاص قوات الأمن السوري، بالتزامن مع خروج تظاهرات حاشدة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في جمعة «بروتوكول الموت»، للتنديد بمهمة مراقبي الجامعة العربية، والتي يعتبرونها «مناورة» من النظام. وأعلن التلفزيون السوري أن «عمليتين إرهابيتين وقعتا في دمشق، إحداهما استهدفت مقر أمن الدولة، والأخرى احد الأفرع الأمنية»، مشيرا إلى أن «التحقيقات الاولية تشير الى انها من اعمال تنظيم القاعدة». وأوضح ان «عددا من الشهداء المدنيين والعسكريين» سقطوا في التفجيرين.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، أن «الحصيلة الجديدة للاعتداءين بلغت 40 قتيلاً و150 جريحاً». وكانت الحصيلة السابقة تحدثت عن سقوط 30 قتيلا و150 جريحا.

من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في موقع احد الهجومين، انها «أول هدية من الارهاب و(القاعدة) في اليوم الاول من وصول المراقبين العرب».

وأضاف أن «الارهاب أراد ان يكون اليوم الاول للمراقبين في دمشق يوما مأساوياً، لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الاوروبيون والاميركيون وبعض الاطراف العربية»، مؤكدا ان «السلطات السورية ستسهل الى ابعد حد مهمة الجامعة العربية».

وكان مقداد برفقة مساعد الامين العام للجامعة العربية ورئيس البعثة التي ستعد لقدوم المراقبين العرب سمير سيف اليزل الذي قال «سنواصل عملنا»، معبراً عن تعازيه لذوي الضحايا.

وأضاف أن المهمة بدأت أمس بمحادثات مع السلطات، ويفترض ان تلتقي البعثة اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان انفجارين وقعا في العاصمة السورية، تبعهما صوت اطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى ادارة المخابرات العامة في كفرسوسة جنوب دمشق. وذكر شهود عيان ان التفجيرين وقعا في حي كفرسوسة، عندما حاولت سيارة اقتحام مقر جهاز أمن الدولة، بينما انفجرت سيارة اخرى امام مبنى المخابرات في الحي نفسه.

وعرض التلفزيون لقطات لمدنيين ينقلون جثثاً متفحمة او بترت أطرافها بينما تغطي الدماء والانقاض الأرض. وبدت حفرة عميقة وطويلة بشكل واضح.

وقالت صحافية من «فرانس برس» زارت الموقع، ان زجاج نوافذ مباني امن الدولة تكسرت، بينما سبب الانفجارا ن اضراراً لعدد من السيارات.

وجاء الهجومان غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سورية برئاسة اليزل، لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية، تمهيدا لوصول بين 30 و50 مراقباً عربياً غدا الأحد، بموجب البروتوكول الموقع بين سورية والجامعة العربية.

واكتفى احدهم بالقول لـ«فرانس برس»، طالبا عدم كشف هويته، «سنجري محادثات مع مسؤولين سوريين».

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري إن 11 مدنياً قتلوا بينهم ثمانية في أحياء بمدينة حمص (وسط)، واثنان في حماة (شمال)، وواحد في دوما في ضاحية دمشق، حيث جرح خمسة اشخاص خلال تفريق تظاهرة.

وفي ردود الأفعال على التفجيرين دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد «انفجار دمشق»، معتبرا انه يستهدف «خربطة الحل العربي».

وقال المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية في بيان، إن سليمان اجرى اتصالا بالرئيس السوري «دان خلاله التفجير الارهابي الذي وقع في العاصمة السورية». واعتبر سليمان ان تزامن الانفجار «مع وصول طلائع المراقبين الى سورية يهدف الى خربطة الحل العربي الذي تم الاتفاق عليه بين سورية والجامعة العربية».

من جهته دان «حزب الله» التفجيرين، متهماً الولايات المتحدة التي وصفها «بأم الارهاب»، بالوقوف وراءهما، ووراء التفجيرات التي وقعت، أول من أمس، في بغداد «انتقاما لهزيمتها في العراق». وقال «حزب الله» في بيان ان «الجريمة الإرهابية المروعة التي ارتكبها اعداء الانسانية في مدينة دمشق، تأتي بعد يوم واحد من التفجيرات المنسقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الاخرى، ما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة وأدت الى خروج قواتها ذليلة من العراق، بدأت بعملية انتقام دموية جبانة».

ودانت الإدارة الاميركية تفجيرات دمشق، معتبرة مع ذلك أنها لا ينبغي ان تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سورية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر ان «الولايات المتحدة تدين الاعتداءات بأقصى قوة»، حيث انه «لا شيء على الاطلاق يمكن أن يبرر الارهاب».

من ناحية أخرى، خرجت تظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط نظام الأسد في «جمعة بروتوكول الموت» للتنديد بمهمة مراقبي الجامعة العربية التي يعتبرونها «مناورة» من النظام.

ففي حمص قالت لجان التنسيق المحلية إن الآلاف خرجوا في حي الخالدية في تظاهرة حاشدة نادت بإعدام الرئيس.

كما خرجت تظاهرات في أحياء باب السباع ودير بعلبة والانشاءات والغوطة وكرم الزيتون وباب هود وباب الدرين والوعر وحي بابا عمرو، على الرغم من محاصرته بأعداد كبيرة من الشبيحة الموالية للنظام. كما خرجت تظاهرات حاشدة في كل من الفرقلس وتلكلخ وتلبيسة والقريتين والحولة.

وشهدت العاصمة دمشق وريفها تظاهرات وتحديداً في حي الميدان، بقلب دمشق، وأحياء القابون وبرزة والقدم والمعضمية، وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في داريا والكسوة ودوما والزبداني وقطنا. وفي محافظة إدلب خرج عشرات الآلاف في بنش وكفرنبل وجرجناز وكفرتخاريم ومعرة النعمان وجسر الشغور المحاصرة، وعدد من القرى، مطالبين بإسقاط النظام. كما خرج آلاف المتظاهرين ضد الأسد في القامشلي وعامودا والبوكمال والميادين والقورية ورأس العين يطالبون بالحرية وفك الحصار عن حمص.

وفي محافظة حلب، خرجت تظاهرات في سيف الدولة وصلاح الدين.

كما خرجت تظاهرات في ريف حلب في اعزاز وحريتان وعندان ومارع وتل رفعت تطالب بإسقاط النظام. وفي محافظة درعا (جنوب) خرجت عشرات التظاهرات في مدن وقرى وبلدات المحافظة.

تويتر