القوات السورية تستقبل المراقـــبين العرب بهجوم عنيف على حمص
شنت القوات السورية هجوما عسكريا كبيرا أمس، لاستعادة السيطرة على حي بابا عمرو في حمص، احد معاقل المعارضة للنظام السوري، ما اسفر عن سقوط 20 قتيلا على الاقل مع وصول المراقبين العرب وعشية زيارتهم الى المنطقة المحاصرة اليوم، في حين تم اعتقال العشرات في مدينة حلب.
وتفصيلا ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 20 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى سقطوا أمس في قصف عنيف في مدينة حمص (وسط سورية)، داعيا المراقبين العرب الى التوجه فورا الى المنطقة.
وقال المرصد ان حي بابا عمرو يتعرض لقصف عنيف من رشاشات ثقيلة وقذائف الهاون، وسقط ما لا يقل عن 14 شهيدا وعشرات الجرحى، مؤكدا انه وثق اسماء ستة منهم. كما اكد المرصد ان مدنيا قتل في حي باب السباع في حمص ايضا.
كما أكد المرصد ان 6 مدنيين قتلوا برصاص عشوائي في حي الانشاءات المجاور لحي بابا عمرو وحيي البياضة وباب السباع.
ونقل المرصد عن ناشط من الحي قوله ان الوضع مخيف جدا في بابا عمرو الحي الواقع في حمص (نحو 160 كلم شمال دمشق) ثالث مدن سورية التي تشكل حاليا معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد، التي بدأت منتصف مارس.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ايضاً أن قوات الأمن السورية اعتقلت 34 مواطنا في حي صلاح الدين بمدينة حلب شمال سورية خلال تفريق مظاهرة مساء الأحد، ما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص. وتابع المرصد في بيان أن قوات الأمن تشن حملة مداهمات واعتقالات بحثاً عن الجرحى.
وأضاف أن مجموعة من الموالين للنظام انهالت بالضرب على شاب فر من عناصر الأمن إلى مداخل أحد الابنية بحي صالح الدين، ما أدى إلى استشهاده.
وأكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ان بعثة المراقبين العرب ستبدأ مهامها في سورية اليوم. وقال للصحافيين إن فرق المراقبين ستبدأ في مباشرة مهام عملها. وكان الامين العام للجامعة يتحدث الى الصحافيين بعد اجتماع مع بعثة مراقبي الجامعة الى سورية التي تضم 50 مراقبا قبيل توجههم الى دمشق. واوضح ان رئيس بعثة المراقبين، الفريق اول محمد احمد مصطفى الدابي، الذي وصل الى دمشق الاحد الماضي «بدأ في الاعداد لمهام البعثة في سورية واماكن تحركها والخرائط الخاصة بها وتقسيمها الى فرق عمل للذهاب الى مناطق الاحتجاجات».
وأضاف ان الامانة العامة للجامعة «استأجرت سيارات لنقل الفرق، نظرا لتأخر وصول السيارات المخصصة لنقلهم» الى المناطق المختلفة في سورية.
وقال مصدر ببعثة المراقبين العرب لـ«رويترز» ان فريق المراقبين سيبدأ مهمته في سورية بزيارة مدينة حمص المضطربة اليوم في اطار سعي البعثة لمتابعة ما اذا كانت دمشق تنهي قمعا دمويا بدأ قبل تسعة شهور لاحتجاجات تماشيا مع خطة السلام العربية. وقد اكد الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، ان المراقبين لهم حرية الحركة بالتنسيق مع الجانب السوري وبموجب البروتوكول.
من جهته، دعا المرصد السوري لحقوق الانسان مجددا المراقبين العرب الى التوجه الفوري الى حي بابا عمرو ليتوقف القتل المستمر بحق ابناء الشعب السوري، خصوصا في هذا الحي المنكوب، ولكي يكونوا شهودا على جرائم النظام السوري بحق الانسانية.
وطلبت فرنسا من السلطات السورية السماح فورا لمراقبي الجامعة بالتوجه الى مدينة حمص، حيث تشن قوات الامن هجوما كبيرا على حي بابا عمرو.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «بينما يشتد القمع في سورية في الاسابيع الاخيرة على السلطات السورية وبموجب خطة الجامعة، ان تسمح بوصول المراقبين فورا الى مدينة حمص التي تشهد اعمال عنف دموية».
من جهة اخرى، دعا المرصد نبيل العربي الى التدخل الفوري لمنع اقتحام مشفى الحكمة (القريب من حي بابا عمرو) واعتقال الجرحى من داخله. وقال انه يخشى ان يلقى هؤلاء الجرحى مصير العشرات من الذين قتلوا في 20 ديسمبر الجاري في كفر عويد عندما وجهنا مناشدة بالتدخل ولم يتدخل وحصلت المجزرة.
وأوضح الناشط عمر الحمصي الموجود في حمص، أن قوات الأمن قصفت المدينة بأكثر من 100 قذيفة هاون، وأن محصلة الضحايا بلغت ،18 وأنها مرجحة للارتفاع بصورة كبيرة، نظرا لسوء حالة معظم المصابين.
وكانٍ الأمين العام للجامعة بحث امس مع الوفد العربي المشارك في مهمة بعثة المراقبة في المدن السورية تفاصيل المهمة والأهداف التي يجب أن يحققها من خلال الرصد والمتابعة في المدن الأكثر التهابا، وهي حمص وأدلب ودير الزور ودرعا. والتقى العربي مع أكثر من 50 شخصية من مصر والإمارات وموريتانيا والمغرب والجزائر، من منظمات المجتمع المدني وخاصة الحقوقية، كما تشمل عسكريين متقاعدين
وقال نائب رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، محمد سالم الكعبي، إن الأمين العام للجامعة طالبهم بالصدقية والشفافية في عمليات الرصد والمراقبة لما يجري على الأرض السورية، والبعد عن أي تأثيرات خارجية، خصوصاً وسائل الإعلام التي تنقل ما يجري في المدن، وأنهم لن يرصدوا إلا ما يرون بأعينهم ويسمعون بآذانهم. وبحسب الكعبي، اعرب العربي عن أمله في نجاح المهمة لتجنيب الشعب السوري أي مخاطر، وأضاف أن «من المفروض أن يتوقف القتال والعنف في المناطق التي سيقومون بزيارتها، لكنه قال إن هذا ليس مضمونا، وهذه الأحداث لن تخيفنا أو تجعلنا نتقاعس عن مهمتها». واوضح ان البعثة ملتزمة بما نص عليه البروتوكول من حماية النظام السوري لأمن البعثة والحفاظ عليها وفقاً لاتفاقية المزايا والحصانات الموقع عليها والمنصوصة طبقا لجامعة الدول العربية، وأشار إلى أن البروتوكول ينص على زيارة جميع المعتقلات والمستشفيات والسجون.
وفي بغداد، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، للامين العام للجامعة العربية ان بلاده تدعم جهود الجامعة في حل القضايا العربية «داخل البيت العربي».