طفل سوري يحمل شمعة ويرفع علامة النصر خلال مسيرة شموع ضد نظام الأسد بالقرب من مقر الجامعة العربية في القاهرة. إي.بي.إيه

70 ألف متظاهر في حمص.. والنظــام السوري يُخفي دباباته عن المراقبين

بدأ مراقبو الجامعة العربية، أمس، جولة في حمص، معقل الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بعدما استقبلهم المحافظ، بينما سحب الجيش السوري دباباته من حي بابا عمرو في حمص، قبيل وصول المراقبين وأخفاها في المقار الحكومية بالمدينة، فيما تظاهر 70 ألف شخص ضد نظام الأسد، كما اعتصم 30 ألفا في حي الخالدية بحمص «لفضح ممارسات وجرائم النظام»، تزامنا مع زيارة فريق المراقبين إلى المدينة، والذي قال رئيسه محمد مصطفى الدابي إن الفريق «وجد تجاوبا» من جميع الأطراف، في وقت طالب فيه رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون مجلس الأمن الدولي «بتبني المبادرة العربية»، معتبرا أن الجامعة «لا تملك الوسائل لتطبيقها».

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن «11 دبابة شوهدت تنسحب من حي بابا عمرو»، قبيل وصول المراقبين العرب. وأضاف أن «هذه الدبابات شوهدت في حي الشماس، المجاور لبابا عمرو».

من جهته، أعلن رئيس فريق المراقبين، الذي زار حمص، أنه سيعود إلى دمشق، وأن فريقه باق في المدينة.

وقال «غادرت حمص الآن إلى دمشق، لارتباطي باجتماعات، لكن فريق المراقبين سيبيت الليلة (أمس) في حمص، وأنا سأعود غدا (اليوم) الى المدينة». وأضاف أن يوم أمس «كان جيدا جدا، ووجدنا تجاوبا من كافة الاطراف».

وتندرج مهمة البعثة في إطار خطة وضعتها الجامعة العربية، للخروج من الأزمة، وتنص على وقف العنف والإفراج عن المعتقلين، وانسحاب الجيش من المدن، وحرية تنقل المراقبين العرب والصحافيين في أنحاء البلاد.

وقال المرصد إن 44 مدنيا قتلوا، أول من أمس، في سورية بينهم 34 في محافظة حمص، التي تعرض بعض أحيائها بما فيها بابا عمرو لقصف عنيف، واصفا الوضع في هذه الاحياء بـ«المخيف».

وأوضح أن «بابا عمرو تعرض لقصف عنيف من رشاشات ثقيلة، وقذائف الهاون».

وذكر المرصد أن دبابات النظام، التي تحاصر المدينة منذ فترة طويلة، انسحبت إلى داخل المراكز الحكومية، وأكد أن انتشارها مجددا في أحياء المدينة، لن يحتاج أكثر من خمس دقائق.

ورأى المرصد أن هذا التحرك يؤكد استمرار النظام في مكره، ومحاولاته الالتفاف على بعثة الجامعة العربية، بهدف تأكيد رواياته الكاذبة. وكان المجلس الوطني السوري المعارض طالب، أول من أمس، بأن «يتبنى مجلس الأمن المبادرة العربية»، بشأن سورية، معتبرا أن الجامعة «لا تملك الوسائل لتطبيقها».

وقال رئيس المجلس برهان غليون، في مؤتمر صحافي بباريس، «من الأفضل ان يتولى مجلس الأمن الدولي أمر هذه الخطة (العربية)، ويتبناها ويؤمّن سبل تطبيقها». وأضاف غليون أن «الخطة العربية اليوم هي خطة جيدة لاحتواء الأزمة، لكني أعتقد أن الجامعة العربية لا تملك الوسائل الفعلية لتطبيق هذه الخطة». وأوضح أن تبني الأمم المتحدة للخطة «من شأنه أن يمنحها مزيدا من القوة»، مشددا على أن «الحكومة السورية لم تف (حتى الآن) بالتزاماتها».

من جهة أخرى، قال المرصد إن السلطات السورية «تغير في بعض مناطق جبل الزاوية أسماء شاخصات القرى ليضللوا لجان المراقبين العرب»، داعيا لجان المراقبين الى «الاتصال بنشطاء حقوق الإنسان والثوار».

من جهتها، ذكرت قناة «الدنيا» الخاصة، المؤيدة للسلطة، أن مراقبي الجامعة العربية بدأوا، أمس، جولة في حمص، بعدما استقبلهم المحافظ غسان عبدالعال.

من جهته، ذكر المرصد أن السلطات السورية استخدمت الغاز المسيل للدموع، لتفريق اكثر من 70 الف متظاهر، كانوا يحاولون دخول ساحة كبيرة في حمص. وقال المرصد إن «أكثر من 70 الف متظاهر، حاولوا الدخول إلى ميدان الساعة في وسط مدينة حمص، وأن قوات الأمن السورية أطلقت القنابل المسيلة للدموع من اجل تفريقهم».

وكان المرصد أعلن أن اكثر من 30 الف شخص تجمعوا في اعتصام بحي الخالدية، الواقع وسط مدينة حمص».

وأضاف ان الاعتصام نظم بدعوة من ناشطين «لفضح ممارسات وجرائم النظام، تزامنا مع زيارة وفد للمراقبين العرب» إلى المدينة. وأكد أن متظاهرين عديدين توجهوا من حيي الحمرا والقصور الى الخالدية. وتحدث عن «تظاهرة حاشدة وكبيرة في حي باب الدريب، التحم المتظاهرون فيها مع تظاهرة أخرى، خرجت في حي جب الجندلي المجاور».

كما أشار إلى تظاهرات في «أحياء كرم الشامي وحي الميدان». وأوضح عبدالرحمن أن «وفد المراقبين دخل الى بابا عمرو يرافقه أشخاص من الحكومة لكنه لم يلتقِ أحدا من سكان» الحي المتمرد. من جهة أخرى، قال المصدر نفسه إن «منطقة كفرعايا، القريبة من حي بابا عمرو، شهدت إطلاق نار نفذه عناصر من الأمن على الأهالي الذين خرجوا لتشييع» قتلى، سقطوا أول من أمس.

الأكثر مشاركة