خطة بريطانية لإقامة منطقة حظر جوي فوق سورية بإشراف «الناتو»
اشتباكات في ريف دمشق.. والبرلمان العربي يدعو إلى سحب المراقبين
دعا البرلمان العربي، أمس، إلى السحب الفوري لفريق المراقبين العرب من سورية، نظرا لاستمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين الأبرياء، في وقت أفاد ناشطون بأن اشتباكات وقعت بين قوات من الجيش ومنشقين عنه في ريف دمشق. وفيما قتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الامن، وتم تسليم جثث اربعة مدنيين تعرض بعضهم للتعذيب، الى عائلاتهم، كشفت تقارير عن وضع بريطانيا خططاً سرية لإقامة منطقة حظر جوي فوق سورية بإشراف حلف شمال الاطلسي (الناتو).
وتفصيلاً، قال رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي، أمس، إن أعمال العنف «راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري». وأضاف أن ذلك يتم «في وجود مراقبين من جامعة الدول العربية، الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية، ويفقد الهدف من إرسال فريق تقصي الحقائق». واستطرد ان ذلك يتيح للنظام السوري غطاء عربياً لممارسة أعماله غير الإنسانية، تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية.
ودعا البرلمان، الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ قرار بشأن سحب بعثة المراقبين على الفور. ودعا الدقباسي إلى سحب فريق المراقبين العرب فورا من سورية، نظراً لاستمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الأبرياء، فضلا عن الانتهاك السافر للنظام السوري لبروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين.
وعلق مسؤول بالجامعة العربية على بيان البرلمان العربي قائلاً لـ«رويترز» إن الوقت لايزال مبكراً للغاية لتقييم نجاح بعثة المراقبين، مضيفا أن من المقرر بقاء البعثة في سورية شهراً، وأن المزيد من المراقبين في طريقهم إلى هناك.
ميدانياً أفاد ناشطون سوريون بأن اشتباكات وقعت امس بين قوات من الجيش السوري ومنشقين عنه في ريف دمشق. وأوضح الناشطون أن الاشتباكات دارت بينما كانت القوات الحكومية تبحث عن المنشقين، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى.
وقتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الامن في سورية، وتم تسليم جثث اربعة مدنيين تعرض بعضهم للتعذيب، الى عائلاتهم، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي منطقة حمص (وسط)، قضى مدنيان برصاص قناصة كمنوا عند سد الصوامة في مدينة القصير. وفي قرية كفرنبل في منطقة ادلب (شمال غرب) قرب الحدود التركية، قتل مدني برصاص طائش. وقال المرصد في بيان انه تم تسليم جثث اربعة مدنيين اعتقلتهم قوات الامن وتعرض بعضهم للتعذيب، الى عائلاتهم في وادي عيران في منطقة حمص وفي اريحا في محافظة ادلب. وتوفيت امرأة متأثرة بجروح اصيبت بها الجمعة في تبة الامام في حماه في وسط البلاد، وفق المصدر نفسه.
وفي بيان اشارت لجان التنسيق المحلية التي تنظم التظاهرات على الارض الى مقتل 5862 مدنياً في 2011 بيد قوات الامن السورية، وبين هؤلاء القتلى 395 طفلا. وبحسب لجان التنسيق المحلية، فان «شباب الثورة» احتفلوا بالعام الجديد 2012 ليل السبت الاحد عبر تنظيم تظاهرات متزامنة في ادلب وحلب (شمال) والزبداني (محافظة دمشق) ودرعا (جنوب) والقامشلي (شمال شرق).
وفي لندن كشفت صحيفة ديلي ستار صندي امس، أن وزارة الدفاع البريطانية وضعت خططاً سرية لإقامة منطقة حظر جوي فوق سورية يشرف عليها «الناتو»، وأن عملاء من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي إي إيه) موجودون على الأرض في سورية.
وقالت الصحيفة إن بريطانيا تحتاج أولاً إلى دعم من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لتنفيذ هذه الخطط.
وأضافت أن مسؤولاً أمنياً بريطانياً أكد أن عملاء من جهاز الأمن الخارجي البريطاني ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في سورية لتقييم الوضع، فيما تجري القوات الخاصة البريطانية اتصالات بالجنود السوريين المنشقين لمعرفة احتياجاتهم من الأسلحة وأجهزة الاتصالات في حال قررت الحكومة البريطانية تقديم الدعم لهم. وقالت الصحيفة إن إقامة منطقة حظر الطيران في سورية بدعم من حلف الأطلسي تمت مناقشتها من قبل مجلس الأمن القومي في الحكومة البريطانية، فيما قامت وزارة الدفاع البريطانية بوضع خطط مؤقتة لتنفيذ أي أمر حكومي. وأضافت أن المصدر الأمني كشف أيضاً أن المخططين العسكريين البريطانيين يدرسون استخدام مقاتلات (تورنادو جي آر 4) وطائرات مقاتلة. وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية البريطانية حذّرت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، من أن هناك حاجة للحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي قبل اتخاذ أي إجراء حيال سورية، مع أن من المرجح أي يواجه بالنقض (الفيتو) من قبل روسيا والصين، غير أن استمرار القتل في سورية سيضع الأمم المتحدة تحت ضغوط شديدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news