عبدالجليل: تناحر الميليشيات يهدّد بانــزلاق ليبيا إلى حرب أهلية
قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، مصطفى عبدالجليل، بعد اندلاع أعمال عنف في العاصمة طرابلس، إن هناك خطورة من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية ما لم تتم السيطرة على الميليشيات المتناحرة التي ملأت الفراغ الذي خلفه سقوط الزعيم الراحل معمر القذافي، فيما أعلن عضو المجلس عبدالرزاق العرادي، أول من أمس، أن المجلس عين وكيل وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية، العقيد الركن المتقاعد يوسف المنقوش، رئيساً لأركان الجيش الوطني، في أول تحرك ملموس لبناء جيش ليبي جديد، وأبدت الولايات المتحدة قلقها ازاء المواجهات التي شهدتها ليبيا، الليلة قبل الماضية، وجددت عرضها مساعدة البلاد على دمج هذه الميليشيات في القوات المسلحة.
وتفصيلاً، وجه عبدالجليل تحذيراً شديداً بعد اندلاع معركة بالأسلحة النارية بين ميليشيات في اكثر شوارع طرابلس ازدحاماً، ما أسفر عن مقتل أربعة مقاتلين. وقال في تجمع بمدينة بنغازي في شرق البلاد، الليلة قبل الماضية، إن هناك خيارين كلاهما مر. ومضى يقول إن الخيارين هما إما التعامل مع تلك الاشتباكات بحزم ووضع الليبيين في مواجهة مسلحة، وهو أمر غير مقبول، أو الانقسام فتقوم حرب أهلية. وتابع أنه في حالة عدم توافر الأمن لن يسود القانون، ولن تحدث تنمية ولن تجرى انتخابات، وأضاف أن الناس يأخذون حقوقهم بأيديهم.
وتتناحر الميليشيات على النفوذ في ليبيا الجديدة وتعتقد أنها حتى تحصل على نصيبها من السلطة السياسية عليها أن تبقي على الوجود المسلح في العاصمة. وبدأ المجلس الوطني الانتقالي خطوات لتشكيل جيش كامل وقوة شرطة تتولى المهمة الأمنية في ليبيا من الميليشيات. لكن عبدالجليل أقرّ بأن التقدم بطيء للغاية. وقال إن الأمن منعدم لأن المقاتلين لم يسلموا أسلحتهم على الرغم من الفرص التي أتيحت لهم من خلال المجالس المحلية. ومضى يقول إن الاستجابة ضعيفة حتى الآن، وإن المقاتلين مازالوا يتمسكون بأسلحتهم.
من جانبه، قال العرادي في تصريحات لـ«فرانس برس» «تم اختيار المنقوش رئيساً لأركان الجيش الوطني الليبي، وتمت ترقيته إلى رتبة لواء، وإعادته إلى الجيش الوطني الليبي». وجاء تعيين المنقوش مخالفاً للتوقعات التي ذهبت نحو اختيار اللواء خليفة بلقاسم حفتر قائد القوات البرية في أركان الجيش الليبي، أو رئيس المجلس العسكري لمدينة مصراتة، العقيد سالم جحا، اللذين كانا من أبرز المرشحين لتولي المنصب.
ويأتي هذا التعيين بعد اشهر على مقتل قائد الثوار ضد نظام القذافي، اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي، في يوليو الماضي، مع عدد من مرافقيه على ايدي ميليشيا مسلحة تابعة للثوار.
وكان المنقوش تقاعد من الجيش الليبي قبل نحو 10 سنوات، الا انه مع اندلاع الثورة ضد نظام القذافي، انخرط في القتال في شرق ليبيا، وكان أحد القادة الميدانيين البارزين في تلك الجبهة.
يذكر أن كتائب القذافي ألقت القبض على المنقوش في شهر أبريل الماضي، في مدينة البريقة خلال المعارك، وبقي في السجن الى ان افرج عنه مع آلاف المعتقلين من سجن بوسليم في 20 أغسطس الماضي، بعد سقوط العاصمة الليبية طرابلس في قبضة الثوار.
وحصل جدال حول الشخص الذي سيتولى هذا المنصب الحساس. وفي نوفمبر الماضي التقى نحو 150 ضابطاً من الجيش النظامي في مدينة البيضاء في شرق البلاد، واختاروا اللواء خليفة حفتر قائداً لأركان الجيش في محاولة لوضع المجلس الوطني الانتقالي امام الأمر الواقع. الا ان هذا الاختيار لم يعتمد.
بدورها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، للصحافيين «بعض المواجهات تواصلت، هذا الأمر يثير القلق لدينا». واضافت «منذ فترة طويلة، ندعم خطط السلطات المركزية في طرابلس لإرساء قوة مركزية». وتابعت «منذ البداية قلنا انه اذا كانت هناك مطالب محددة تأتي من الحكومة الليبية للولايات المتحدة و(الحلف الأطلسي) وما الى هنالك بشأن طريقة المضي قدماً بهذه العملية، فإننا على استعداد لدعمهم». واشارت الى «اننا نزودهم ببعض النصائح»، مؤكدة فقط ان الولايات المتحدة لا تملك في الوقت الراهن اي مستشار عسكري في البلاد.