«هيومان رايتس» تديــــن «الانتقالي الليبي» لاستضافته البشير
وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى ليبيا أمس، ما أثار انتقادات منظمة «هيومان رايتس ووتش»، نظراً إلى أن محكمة العدل الدولية اصدرت مذكرة اعتقال بحق البشير، الذي حمل نظام القذافي السابق مسؤولية المعاناة التي تعيشها ليبيا حالياً، بينما قالت الامم المتحدة إن نحو 1.2 مليون طفل ليبي عادوا إلى المدارس لأول مرة منذ الثورة الشعبية ضد النظام السابق.
وصرح مسؤول ليبي بأن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل استقبل البشير في مطار طرابلس. وبالتزامن مع وصول البشير، قال مدير العدالة الدولية بمنظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بمراقبة حقوق الانسان، ريتشارد ديكر «الترحيب بالبشير يثير تساؤلات بشأن اعلان المجلس الوطني الانتقالي التزامه بحقوق الانسان وحكم القانون». وتابع «بعد انتهاء عقود من الحكم الوحشي في ليبيا من المزعج أن تستضيف طرابلس رئيس دولة هارباً من مذكرة اعتقال لارتكابه انتهاكات خطرة لحقوق الانسان في منطقة دارفور بغرب السودان».
وحمل البشير نظام الزعيم الليبي السابق القذافي مسؤولية المعاناة التي تعيشها ليبيا حالياً.
وأضاف أن بلاده جاءت في المرتبة الثانية من المعاناة من نظام القذافي السابق. وقال البشير في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء الليبية «إننا نقول إن الشعب الليبي كان الأكثر معاناة وكنا نحن رقم اثنين في المعاناة من ذلك النظام».
ولفت إلى أنه جاء إلى ليبيا، كأنه يزورها لأول مرة بقلب منشرح وبشوق للقاء الإخوة والأحبة.
وأكد الرئيس السوداني أن بلاده حريصة كل الحرص على استقرار وسلامة وأمن ليبيا.
وأوضح أن زيارته هذه جاءت لتأكيد وقوف السودان إلى جانب الشعب الليبي، الذي طالبه بمزيد من الجهد والحرص خلال هذه المرحلة، التي وصفها بالمهمة.
وأستقبل البشير، المطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية لدى وصوله مطار العاصمة من قبل رئيس المجلس الانتقالي الليبي وعدد من كبار المسؤولين . وهذه اول زيارة للرئيس السودان لليبيا بعد الثورة التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي.
وذكرت وكالة الانباء السودانية (سونا) أن زيارة الرئيس السوداني لليبيا ستستغرق يومين يجري خلالهما مباحثات مع المجلس الانتقالي الليبي، تتركز حول العلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وكان الرئيس السوداني قد اعلن في شهر اكتوبر الماضي أن الأسلحة التي دخل بها ثوار ليبيا العاصمة طرابلس سودانية 100٪.
يشار الى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل قد زار السودان في شهر نوفمبر الماضي في أول زيارة لمسؤول ليبي رفيع إلى الخرطوم منذ سقوط نظام القذافي.
واعلن الرئيس السوداني خلال زيارة عبدالجليل أن الشعب الليبي قدم للشعب السوداني أعظم هدية بتحرير ليبيا من القذافي ونظامه، لأنه ما أذية حدثت للسودان حتى من دول الاستعمار مثل الأذية التي أحدثها القذافي وجماعته بالسودان. وكانت الحكومة السودانية تتهم القذافي بدعم حركات التمرد في إقليم دارفور غربي السودان المضطرب منذ عام ،2003 والذي يقع بمحاذاة الأراضي الليبية مباشرة.
في الأثناء، قال صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة إن نحو 1.2 مليون طفل ليبي عادوا الى المدرسة لأول مرة منذ الثورة الشعبية ضد النظام السابق للعقيد معمر القذافي.
وقالت منظمة الـ«يونيسيف» إن المدارس قد فتحت أبوابها امس، حيث وزعت وزارة التعليم الليبية 10 ملايين من 27 مليون كتاب مدرسي تمت طباعتها للموسم الدراسي.
وأضافت الـ«يونيسيف» أن المدارس الليبيبة لايزال ينقصها الكتب والطاولات الدراسية وتسهيلات الانتقال الخاصة بالأطفال للعودة إلى فصولهم.
وقالت المديرة الإقليمية» للـ«يونيسيف» في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ماريا كاليفيس، هذه عملية ضخمة وإنجاز هائل لشعب ليبيا.
وقالت كاليفيس إن الوكالات التابعة للأمم المتحدة، ومن بينها الـ«يونيسيف» تقوم بمساعدة الحكومة الانتقالية في طرابلس على إزالة الركام والألغام والذخيرة التي لم تنفجر من المدارس وتجديد المباني، خلال فترة افتتاح المدارس.