«الجامعة»: بعثة المراقبين مستمرة في سورية
أعلنت جامعة الدول العربية استمرار عمل بعثة المراقبين العرب في سورية، نافية وجود أي طلب رسمي عربي بسحب أعضاء البعثة، وأكدت في الوقت نفسه ان سحب المراقبين غير مطروح على الاجتماع الذي ستعقده، اليوم، اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية. فيما هاجمت منظمة التحرير الفلسطينية بشدة الوساطة التي يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل بين النظام السوري والجامعة العربية. بينما قتل سبعة مدنيين برصاص قوات الأمن في حمص (وسط) وحرستا (ريف دمشق).
وقال رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المعنية بمتابعة بعثة المراقبين في سورية، الأمين العام المساعد للجامعة عدنان عيسى الخضير «لا أحد في الدول العربية يتحدث عن سحب المراقبين من سورية، لكن حديث الدول العربية وطلباتها للأمانة العامة، هو دعم بعثة المراقبين بمزيد منهم، اذ طلبت فلسطين وموريتانيا والصومال ارسال مراقبين جدد سيصلون هذا الأسبوع الى دمشق للانضمام الى الفرق الموجودة».
واضاف ان 10 من المراقبين من الأردن وصلوا، أمس، الى دمشق للانضمام الى فرق المراقبين، موضحاً ان «43 مراقباً وصلوا، أول من أمس، الى العاصمة السورية، وهم من الكويت والبحرين والسعودية والعراق ومصر».
واكد ان «عدد المراقبين الموجودين على الأراضي السورية الآن يبلغ 163 مراقباً مع وصول المراقبين الأردنيين».
وقال ان الدول العربية تؤكد ضرورة استكمال المهمة ودعم فرق المراقبين بوسائل النقل والتجهيزات والمعدات التي تسهل عملهم.
وأوضح ان رئيس بعثة المراقبين، الفريق اول محمد احمد الدابي، سيصل الى القاهرة «حاملاً تقريره التمهيدي الأوّلي لعرضه على اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، التي ستقوم على ضوء هذا التقرير، بإجراء تقويم كامل للأوضاع في سورية»
من جهته، دعا «تيار بناء الدولة السورية» جميع أطياف المعارضة إلى إعلان موقفٍ صريحٍ يطالب بعثة مراقبي جامعة الدول العربية بالبقاء، وباستمرار عملها في سورية. وقال التيار المعارض في بيان «مع أننا شهدنا انخفاضاً في عدد الشهداء، فإننا نود التأكيد على أن القتل لم يتوقف بشكل كامل، وأن النظام مازال مستمراً على نهجه في القمع والاعتقال». واعتبر التيار أن «السلطة الحالية مسؤولة بشكل كامل عن الدفع باتجاه التدويل، وما يترتب عليه من تهديدٍ للوحدة الوطنية، وزيادة في حدة الانقسام المجتمعي، ووأد لأي فرصة لحل سياسي سلمي وآمن، ما يهدد، بدوره، بحرب أهلية مدمرة متعددة الأشكال والمستويات».
في سياق متصل، اعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية أنه «ليس من حق» خالد مشعل القيام بوساطة لدى الجامعة العربية لمصلحة النظام السوري.
وقال امين سر المنظمة، ياسر عبدربه، لـ«فرانس برس» «ليس من حق مشعل الدخول في وساطة لمصلحة اي نظام، ان كان سورية او غيرها»، متهماً مشعل بأنه «يتدخل بالشؤون الداخلية لسورية وهذا ليس من حقه».
وجاء كلام عبدربه رداً على تأكيد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أول من أمس، والدور «الكبير» الذي اضطلع به مشعل في توقيع السلطات السورية بروتوكول ارسال المراقبين العرب. وقال عبدربه إن «السياسة الفلسطينية المبدئية ترتكز على عدم التدخل في شؤون أي بلد، وعدم السماح لأي بلد بالتدخل في شؤوننا، لأن ذلك يتعاكس مع مصالح الشعب الفلسطيني».
واعتبر أن وساطة مشعل «تدخّل لن يفيد ولن يسهم في حل الأزمة، في الوقت الذي تسعي فيه جهات عربية ودولية لمعالجة الأزمة من دون تحقيق نتائج إيجابية».
ورأى عبدربه أن تدخل مشعل «إنما ينبع من مصالح حزبية ضيقة لها علاقة بارتباط (حماس) مع النظام في دمشق، ومع قوى إقليمية أخرى».
كما اعتبر أن هذه الوساطة تمثل انحيازاً لمصلحة النظام ضد الشعب «فنحن نرفض أن نبدو للشعب السوري الشقيق وكأننا نقبل ما يتعرض له من مآسٍ وعنف وأعمال قتل لا سابق لها سوى ما قام به الاحتلال الإسرائيلي».
من ناحية أخرى، دان مجلس الأمن الدولي التفجير الذي وقع، أول من أمس، في حي الميدان وسط دمشق وأدى إلى مقتل 26 شخصاً.
وأصدر رئيس مجلس الأمن، سفير جنوب إفريقيا الدائم، باسو سانغكو، بياناً قال فيه إن أعضاء المجلس «يدينون بأشد لهجة الهجوم الإرهابي الذي وقع في دمشق، وأدى إلى سقوط الكثير من القتلى والجرحى»، وأعربوا عن تعازيهم لذوي الضحايا.
وشدد أعضاء مجلس الأمن على أن الإرهاب بكل أشكاله «يمثل أحد أخطر التهديدات للسلام العالمي والأمن»، وأي عمل إرهابي هو «إجرامي وغير مبرر بغض النظر على الحافز، أينما ومتى ومهما كان من ارتكبه». من جهته، أصدر أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، بياناً دان فيه التفجير، وقال المتحدث باسم بان إن الأمين العام «قلق جداً من الوضع المتدهور في سورية»، وأضاف أن «كل أنواع العنف غير مقبولة ويجب أن تتوقف».
على الصعيد الميداني، اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل اربعة مدنيين، أمس، برصاص قوات الأمن في حمص، فيما توفي أمس، ثلاثة اشخاص اصيبوا، أول من أمس، في حرستا.