مقتل 10 مدنيين وصحافي فرنسي في حمص وحماة

الأسد يؤكد من ساحة الأمويين حتمية «الانتصار على المؤامرة»

الأسد لأنصاره: إلى الأمام نقبض بيد على الإصلاح وباليد الأخرى على مكافحة الإرهاب. رويترز

فاجأ الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، الآلاف من أنصاره في ساحة الأمويين غداة خطابه في جامعة دمشق، ليؤكد لهم «حتمية» الانتصار القريب «على المؤامرة». فيما قتل 10 مدنيين وصحافي فرنسي في حمص وحماة (وسط سورية) التي شهدت مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه. في وقت أعربت فيه واشنطن عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى في سورية منذ وصول بعثة مراقبي جامعة الدول العربية.

وقال الاسد الذي وصل فجأة الى مكان تجمع مؤيديه: «سننتصر من دون ادنى شك على المؤامرة»، مؤكداً «أنهم في مرحلتهم الاخيرة من المؤامرة وسنجعلها نهاية لهم ولمخططاتهم». وأكد الاسد وسط هتافات مؤيديه ان «من يريد ان يخاطب الشارع فلينزل الى الشارع»، مشيداً بالمتظاهرين الذين يقفون في وجه «التغريب» ويدعمون مؤسسات الدولة و«في مقدمتها الجيش». ورددت الحشود شعارات «شبيحة للابد لعيونك بشار الأسد»، و«الشعب يريد بشار الاسد». وأضاف الأسد بحضور زوجته أسماء لأنصاره «جئت لكي استمد القوة منكم. لم اشعر بالضعف يوما ما بفضلكم».

وقال: «عندما علمت أنكم قررتم النزول الى الشوارع في عدد من الساحات السورية شعرت برغبة عارمة في ان اكون معكم في هذا الحدث، واردت ان نكون معاً في ساحة الامويين في قلب عاصمة الامويين في قلب دمشق عاصمة المقاومة».

وأضاف «نسير الى الامام نقبض بيد على الاصلاح وباليد الأخرى على مكافحة الارهاب، نسير الى الامام بخطوات واثقة رصينة ثابتة لا مكان فيها للانتهازيين. لا مكان فيها للجبناء. لا مكان فيها للجهل ولا مكان فيها للتخلف».

من ناحية أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل أربعة مدنيين، أمس، برصاص قوات الأمن السورية في حماة وسط سورية، حيث تدور مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه. وقال المرصد إن «أربعة شهداء سقطوا في بلدة كفرنبودة خلال اطلاق نار واقتحام البلدة بينما الاشتباكات دائرة بين منشقين والجيش النظامي بينهم ضابط منشق برتبة ملازم اول».

وفي محافظة ادلب قرب الحدود التركية، قال المرصد ان «أهالي مدينة معرة النعمان أعلنوا الاضراب العام في المدينة احتجاجاً على الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشونها». وذكر مصور من «فرانس برس» والمرصد السوري أن صحافيا فرنسيا وستة سوريين قتلوا، أمس، عند سقوط قذائف على مجموعة من الصحافيين في حمص.

وقال المصور ان قذيفة سقطت على مجموعة من الصحافيين كانوا يجرون تحقيقا في المدينة. وهو اول صحافي غربي يقتل في سورية منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف مارس الماضي.

واوضح المصور أن عدداً من اعضاء المجموعة جرحوا ايضا، مؤكدا أن احد الجرحى صحافي بلجيكي اصيب في عينه.

من جهته، قال المرصد السوري إن «قذائف هاون أو آر بي جي سقطت على المنطقة بين احياء عكرمة والنزهة»، بينما «كان وفد صحافي موجودا هناك».

واضاف ان «صحافيا غربيا وستة سوريين قتلوا»، كما «سقط جرحى».

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، إن فرنسا طلبت «توضيحا كاملا لملابسات» مقتل الصحافي الفرنسي العامل للقناة الثانية العامة للتلفزيون الفرنسي جيل جاكييه في سورية.

إلى ذلك قال وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو، ان الهجمات على مراقبي جامعة الدول العربية في سورية «تثير شكوكاً حول مواصلة مهمتهم». وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في انقرة مع نظيره التونسي رفيق عبدالسلام، أن «مراقبي الجامعة العربية لم يتمكنوا من القيام بتحركاتهم كما هو مقرر، فقد لاقوا عقبات عديدة، وهجوم اللاذقية يثير شكوكا بشأن مواصلة البعثة». وأكد أنه «من غير المقبول ان تستمر اراقة الدماء فيما لاتزال البعثة على الارض».

وفي نيويورك، أعربت سفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي سوزان رايس عن قلق بلادها البالغ للتقارير التي أوردها وكيل الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو، أمام مجلس الأمن عن ارتفاع عدد القتلى في سورية منذ وصول بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى 400 شخص.

وعلقت رايس بالقول انه «كان أجدر بالحكومة السورية انتهاز هذه الفرصة لإظهار التزامها للجامعة وإنهاء العنف والوفاء بجميع التزاماتها بموجب البروتوكول الموقع معها»، لكنها بدلاً من ذلك «قامت بتصعيد العنف على الرغم من وجود المراقبين على الأرض، وقامت بأعمال وحشية ضد المواطنين حتى بوجود المراقبين في بعض الأحيان».

تويتر