تظاهرة لطلاب الزبداني تطالب برحيل الأسد. رويترز

«المجلس الوطني» و«الجيش الســـــــوري الحر» يتفقان على آلية لدعم الثورة

اتفق المجلس الوطني السوري مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق، بينهما «بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية»، فيما خرج مئات آلاف السوريين، أمس، في تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، في جمعة أطلق عليها اسم «جمعة دعم الجيش الحر»، للتعبير عن دعمهم للعسكريين المنشقين. في وقت انتقدت فيه روسيا التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سورية إلى مجلس الأمن الدولي، معتبرة أن هذه التعديلات تهدف إلى تغيير النظام في دمشق.

وأعلن المجلس الوطني السوري في بيان، أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية»، في مواجهة تصميم النظام على سحق المحتجين.

ومن الإجراءات التنسيقية التي أوردها البيان «إنشاء مكتب ارتباط» للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف «التواصل المباشر» وإقامة «حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين» الذين يؤيدون الثورة و«التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية».

وقال البيان ان وفداً من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر، أول من أمس، بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين.

وأضاف ان وفدي الهيئتين «ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع (قائده) العقيد رياض الاسعد ونائبه العقيد مالك الكردي، ووقفاً عند الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته».

في سياق متصل، قالت لجان التنسيق المحلية إن تظاهرات حاشدة عمت المدن والقرى والبلدات السورية مطالبة بإسقاط نظام الأسد ودعم الجيش السوري الحر في «جمعة دعم الجيش الحر».

وأضافت أن تظاهرات واسعة خرجت في حمص شملت أحياء باب السباع والانشاءات والغوطة وكرم الزيتون وباب هود وباب الدريب والوعر، وحي الشماس والدار الكبيرة والدبلان والقصور ومهين وجورة الشياح والملعب وحي الصفصافة ووادي العرب وسوق الخضرة وحي بني سباعي وكرم الشامي وحي بابا عمرو، على الرغم من محاصرته بأعداد كبيرة من الشبيحة الموالية للنظام، كما خرجت تظاهرات حاشدة في ريف حمص شملت كلاً من الفرقلس وتلكلخ وتلبيسة والقريتين والحولة ودير بعلبة وتيرمعلة والغنطو وحسياء.

وتظاهر آلاف آخرون في تدمر حيث جرح مدنيان بقذيفة أطلقت من سيارة تابعة للاشغال العامة.

وشهدت العاصمة دمشق وريفها تظاهرات في أحياء القابون وبرزة والقدم والمعضمية، وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في داريا والكسوة ودوما والزبداني وقطنا. وفي محافظة إدلب خرج عشرات الآلاف في بنش وكفرنبل وجرجناز وكفرتخاريم وجسر الشغور وسراقب، وعدد من القرى، مطالبين بإسقاط النظام «ودعم الجيش السوري الحر»، كما خرج آلاف المتظاهرين ضد الأسد في القامشلي وعامودا والبوكمال والميادين والقورية ورأس العين.

وفي محافظة حلب، خرجت تظاهرات في سيف الدولة وصلاح الدين والمرجة.

كما خرجت تظاهرات في ريف حلب في اعزاز وحريتان وعندان ومارع وتل رفعت تطالب بإسقاط النظام. وفي محافظة درعا (جنوب)، خرجت عشرات التظاهرات في مدن وقرى وبلدات المحافظة.

وفي حماة خرجت تظاهرات في أحياء القصور والحميدية والصابونية، واجهتها قوات الأمن بالرصاص، كما خرجت تظاهرات في ريف حماة في طيبة الإمام واللطامنة ومعرة النعمان. ودعا المتظاهرون الذين خرجوا من بضعة مساجد الى إسقاط النظام «على الرغم من الانتشار الكثيف لعناصر الامن ووصول تعزيزات».

وفي درعا وريفها (جنوب) خرجت عشرات التظاهرات التي عمت البلدات والقرى تطالب بإسقاط الأسد.

وقبل التظاهرات، انتشرت قوات الامن بكثافة في مدن عدة، خصوصا في درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأضاف المرصد ان «متظاهرا استشهد في بلدة كفرنبل في محافظة ادلب (شمال غرب) اثر إطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية». وفي حماة، «استشهد فتى يبلغ من العمر 17 عاماً إثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية المتمركزة في القلعة باتجاه حي الجسر»، بحسب المرصد ايضا.

وتحدث المرصد عن «اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية لتفريق التظاهرات التي خرجت في مدينة جاسم»، في محافظة درعا.

وأكد أن قوات الأمن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم.

وأوضح ان «القوات النظامية السورية نفذت انتشارا كثيفا على الحواجز في مدينة انخل (في درعا) وطالبت الأهالي بالصلاة فقط بمسجد البسام».

كما تحدث عن «اطلاق نار من قبل قوات الامن السورية لتفريق التظاهرات في حيي الجبيلة والعرفي» في دير الزور.

وفي بانياس (شمال غرب)، قال المرصد ان «ثلاثة عناصر من الجيش السوري انشقوا واشتبكوا مع دورية أمنية قرب مدرسة عماد عرنوق في الاحياء الجنوبية، ما أدى الى اصابة عناصر الدورية بجراح وفرار العناصر المنشقة خارج المدينة». وتحدث المرصد عن تظاهرة ضمت نحو 15 ألف شخص في دوما قرب دمشق حيث «جرت اشتباكات بين قوات الامن ومنشقين» عن الجيش.

وصعدت روسيا المتحالفة مع النظام السوري لهجتها حيال الغربيين، مؤكدة رفضها لأي تحرك واسع ضد سلطته.

إلى ذلك انتقدت روسيا، أمس، التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به إلى مجلس الأمن بشأن سورية، معتبرة ان هذه التعديلات هدفها اجراء تغيير في النظام في دمشق. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «للاسف، الرؤية الغربية تتعارض مع رؤيتنا. بالنظر الى التعديلات التي عرضوها علينا هدفهم هو التوصل الى تغيير نظام الاسد في دمشق».

وأضاف ان «التعديلات تجعل مضمون نصنا عقيما، ندعو الطرفين الى وقف العنف وبدء عملية سياسية من دون تدخل أجنبي».

وكانت روسيا تقدمت منتصف الشهر الماضي بمشروع قرار يدين اعمال العنف التي ترتكبها «كل الأطراف بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية». ودعت الولايات المتحدة روسيا الى التخلي عن مبادرتها هذه ودعم مشروع قرار أكثر حزماً اعدته واشنطن ودول أوروبية عدة.

الأكثر مشاركة