أمير قطر يقترح إرسال قوات عربية إلى سورية
أعرب أمير قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عن تأييده لإرسال دول عربية قوات الى سورية لوقف أعمال العنف والقمع، فيما قتل 11 شخصاً بينهم خمسة في قصف نفذته القوات السورية على منطقة الزبداني قرب الحدود مع لبنان، بينما طوقت المنطقة عشرات الدبابات، في وقت اتهم مسؤولون أميركيون كبار إيران بتزويد سورية بأسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد المستمرة منذ 10 أشهر.
وأعلن أمير قطر لقناة «سي بي اس» التلفزيونية الأميركية عن تأييده لإرسال دول عربية قوات الى سورية لوقف اعمال العنف.
وقال رداً على سؤال حول ضرورة ارسال قوات عربية الى سورية «لإنهاء اعمال القتل، يجب إرسال عدد من الجنود الى سورية».
وقالت القناة ان أمير قطر اول مسؤول عربي يدعم علناً إرسال قوات الى سورية، حيث أوقع قمع نظام الاسد للمتظاهرين ما لا يقل عن 5000 قتيل منذ 10 أشهر، بحسب الامم المتحدة.
ورداً على سؤال حول نفوذ قناة الجزيرة القطرية على الثورات التي تهز العالم العربي منذ عام، قال أمير قطر ان هذا الأمر طرح له «مشكلات كثيرة» مع قادة الدول العربية. لكنه أضاف ان بلاده تدعم «شعوب هذه الدول التي تطالب بالعدالة والكرامة. واذا كان هناك تأثير فأعتقد انه إيجابي».
على الصعيد الميداني، قال ناشطون وحقوقيون إن خمسة أشخاص على الأقل من بينهم طفل قتلوا، أمس، عندما قصفت القوات السورية منطقة الزبداني قرب الحدود مع لبنان. وفي الوقت نفسه قتل لبناني برصاص القوات السورية في بلدة وادي خالد اللبنانية التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود السورية اللبنانية، وفقاً لما ذكره ناشطون آخرون.
وأكد الناشطون أن عشرات من الدبابات السورية طوقت منطقة الزبداني، وقالوا إنه تم قطع التيار الكهربائي والاتصالات عن المنطقة. وأشار ناشط، طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن «قوات النظام (السوري) تركز حملة القمع على مناطق ريف دمشق بسبب قربها من العاصمة دمشق، ونظراً لاعتقادها أن منشقا بارزا بالجيش السوري يختبئ بها».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا، ان ستة مدنيين سوريين قتلوا أمس.
وأضاف المرصد ان اثنين منهم قتلا برصاص أصيبا به، أمس، في حين قضى الآخران متأثرين بجروح اصيبا بها الجمعة.
وأوضح أنه «في مدينة حمص (وسط) استشهد طفل (13 عاماً) اثر اطلاق رصاص عشوائي من حاجز المستوصف في حي باب الدريب، والآخر شاب يبلغ من العمر 27 عاماً قتل برصاص قناصة في حي باب هود».
وقال «كما استشهد رجل في حي بابا عمرو متأثراً بجروح اصيب بها أمس (الجمعة). وأوضح أن رجلاً استشهد في مدينة حمص قرب دوار طريق الشام بعد اصابته برصاص قناصة، عندما كان يعمل على سطح احد الأبنية.
وفي محافظة ريف دمشق استشهد، أمس، شاب في مدينة دوما متأثراً بجراح اصيب بها، أول من أمس.
وفي محافظة ادلب استشهد رجل من قرية قميناس متأثراً بجروح اصيب بها يوم امس (الجمعة)، إثر اطلاق رصاص على طريق سراقب - اريحا».
من جهة أخرى، قال المصدر ذاته ان قوات الامن السورية قامت فجر أمس، بحملة دهم واعتقالات في مدينة جاسم بمحافظة درعا. وفي محافظة ادلب قال المرصد انه سجلت أمس «انفجارات شديدة في مدينة ادلب، تبعها إطلاق رصاص كثيف واشتباكات بين عناصر مراكز امنية ومجموعات منشقة».
من ناحية أخرى، اتهم مسؤولون اميركيون كبار في تصريحات لـ«فرانس برس» إيران بتزويد سورية بأسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات ضد الأسد.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين، إن قائد فيلق القدس (وحدة النخبة في الحرس الثوري الايراني) الجنرال قاسم سليماني زار العاصمة السورية خلال الشهر الجاري، واعتبر أن هذه الزيارة تمثل أبرز مؤشر إلى ان المساعدة الإيرانية لسورية تشمل معدات عسكرية.
وأضاف المسؤول، طالباً عدم كشف اسمه «نحن متأكدون من انه (سليماني) التقى أعلى المسؤولين في الحكومة السورية بمن فيهم الرئيس الاسد».
ورأى ان «هذا الأمر مرتبط بدعم ايران لمحاولات الحكومة السورية قمع شعبها»، معتبراً ان واشنطن لديها كل الأسباب للاعتقاد بأن ايران تزود القوات السورية بمعدات عسكرية وذخائر.
وقال مسؤول آخر، إن زيارة سليماني الى دمشق تشكل حتى الآن إحد اقوى المؤشرات إلى وجود تعاون مباشر بين البلدين الحليفين في القمع الذي أسفر عن سقوط اكثر من 5000 قتيل في سورية منذ مارس الماضي، حسب الأمم المتحدة.
ولم يعط المسؤولون تفاصيل إضافية عن المعلومات التي حملتهم على الاستنتاج بأن طهران زودت القوات المسلحة السورية بمعدات وذخائر.
ويأتي الدليل على وجود تعاون مباشر بين الحرس الثوري الإيراني وسورية بعد اسبوع من اتهام محمود سليمان الحاج حمد المسؤول المنشق عن نظام الأسد، ايران والعراق بدعم النظام السوري مالياً لقمع المتظاهرين. وطهران قلقة من سقوط نظام الأسد، حليفها الرئيسي في المنطقة، وهو سيناريو قد يزيد من عزلتها بسبب العقوبات المفروضة عليها.