الفيصل: أي مساس بمصالحنا يجبرنا على اللجوء إلى كل الخيارات المتاحة
حذر المدير السابق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل، من أن يؤدي التصعيد الايراني في الخليج الى "مغامرة غير محسوبة"، مؤكداً استعداد دول الخليج العربية لاستخدام كل الخيارات المتاحة للدفاع عن مصالحها.
وقال الفيصل في كلمة خلال مؤتمر حول امن دول الخليج في المنامة الثلاثاء ان "الجميع سمع عن المناورات المستفزة التي نفذت في الخليج ومضيق هرمز وبحر العرب، والتصريحات العنترية من افواه قادة ايران حول اغلاق مضيق هرمز واستهداف دول الجوار".
وأكد الامير الذي نقلت تصريحاته وسائل الإعلام الخليجية، اليوم، إن "زيادة التصعيد والتوتر الدائم قد ينتهي بمغامرة غير مسحوبة او بمواجهة عسكرية غير مرغوبة".
وشدد الأمير تركي الذي شغل في السابق ايضا منصب سفير المملكة في لندن وواشنطن، أن دول الخليج ليست طرفا في النزاع الإيراني الغربي حول برنامج طهران النووي، إلا أنه أكد أن دول مجلس التعاون ملتزمة "بشكل كامل بالشرعية والقوانين الدولية".
واعتبر أنه على إيران "ألا تؤجج هذا النزاع، وعليها ألا تهددنا عندما نلتزم بالقرارات الدولية، وعليها تحييد مسألة أمن مضيق هرمز وأمن الطاقة الدولية عن هذا النزاع"، في اشارة إلى تهديد إيران المتكرر باغلاق مضيق هرمز بسبب العقوبات على قطاعها النفطي.
وتقول وزارة الطاقة الأميركية، إن 20% من اجمالي النفط العالمي يمر من مضيق هرمز الضيق.
وشدد الأمير تركي على أن "أي مساس بمصالحنا وامننا سوف يجبرنا على اللجوء الى كل الخيارات المتاحة لنا دفاعا عن مصالحنا وامننا الوطني والاقليمي".
وتصاعد التوتر بشكل كبير في الخليج في الاسابيع الاخيرة، خصوصا بعد اقرار عقوبات جديدة على القطاعين النفطي والمالي في ايران. كما إن العلاقات الايرانية السعودية تدهورت بشكل كبير في الاشهر الاخيرة بعد الاحتجاجات في البحرين، وعقب اتهامات أميركية عن مخطط ايراني لمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن.
وقال الأمير تركي في هذا السياق "على القيادة الايرانية الكف عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المجلس ومحاولة بث الفرقة، وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها، والالتزام التام بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل والاعراف والقوانين والمواثيق الدولية".
كما دعا ايران الى "عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها بما يكفل الحفاظ على امن واستقرار المنطقة".
إلى ذلك، جدد الأمير تركي التحذير من أن التسلح النووي في الخليج سيطلق سباق تسلح، ويفتح الباب امام التدخل الاجنبي، ولن يشكل ضمانة للامن في المنطقة.
وقال في هذا السياق "أن تملك السلاح النووي ليس ضمانة لتحقيق هذا الامن والاستقرار، بل هو مدعاة للدخول في سباق تسلح ليس في مصلحة المنطقة".
وأضاف إن السلاح النووي "سيكون مدعاة للتدخل الاجنبي غير الضروري".
وتتهم الدول الغربية إيران بالسعي إلى امتلاك القدرة على انتاج اسلحة نووية، الأمر الذي تنفيه ايران.
وأعرب الأمير تركي عن أمله في "ان تكون قيادة ايران ايجابية في تعاملها مع قضية امن الخليج باعتباره مصلحة وطنية لها ولشعبها، كما هي مصلحة لنا ولشعوبنا".