المرزوقي لـ «تلفزيون دبي»: مجتمعنا السياسي سيُبنى على الديمقراطية
أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي تغير نظرة الشارع التونسي إلى قصر قرطاج، بعد أن تم السماح للجمهور بزيارته وأصبح مكانا مفتوحا للمعارضة وأسر الشهداء والمثقفين والصحافيين، مشيرا إلى أنه عندما تقع الثورة ويتغير نظام سياسي فلن يتغير كل شيء بين عشية وضحاها، فيما قال رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي إن موجة الاحتجاجات والاعتصامات التي تشهدها بلاده لن تُركع حكومته.
وتفصيلاً، قال الرئيس التونسي خلال لقاء مع مؤسسة دبي للاعلام، عبر شاشة «تلفزيون دبي»، إن قديم هذه الثورة لم يمت بعد والجديد لم يولد تماما، وذلك في معرض حديثه عن الاستبداد المرضي الذي مرت به تونس في السنوات الـ50 الماضية، مؤكدا أن المجتمع السياسي في تونس يجب أن يكون مبنيا على الديمقراطية من خلال الجمعيات المدنية والأحزاب السياسية.
وطالب المرزوقي الشباب بالدخول في هذه الجمعيات المدنية والأحزاب، لأنه لا توجد طريقة أخرى للعمل السياسي في نظام ديمقراطي خارج هذه الأطر المفتوحة للشباب، موضحا أن أغلبية الطاقم المعاون له من جيل الشباب. وفي رؤيته للواقع الحالي في الشارع التونسي قال «إننا الآن في مواجهة ملفات تراكمت على امتداد 50 سنة من الحرمان والظلم والتهميش والبطالة، ونواجه نوعين من المشكلات التي تركتها الديكتاتورية والثورة، بعد أن توقفت الدواليب الاقتصادية طيلة السنة الماضية لضروريات الثورة أي أننا أمام تركة بالغة الثقل وخراب في العقليات والمؤسسات والنظام الاقتصادي الاجتماعي يتطلبان منا إعادة بناء الدولة ولقد نجحنا إلى الآن في بناء نظام سياسي ديمقراطي بأقل التكاليف، وهو شيء يحسب للطبقة السياسية وللشعب التونسي فلأول مرة هناك قيادة سياسية غير فاسدة تريد العمل، وتمتلك القدرة على التعامل مع المشكلات، لكنها بحاجة إلى الوقت».
وأكد أنه سيقوم بطرح اسم امرأة لرئاسة لجنة مكافحة الفساد. وتابع «أتفهم مطالب الشعب لكنني في الوقت نفسه لا يمكن أن أفهم طلبه الآن فلا يمكن للشعب أن يقول لحكومة أو رئيس بعد 30 يوما أريد حلولا لكل مشكلاتي فهذا مطلب تعجيزي يدل على عدم النضج أو على التعجيز أو على التحريض من بقايا العهد البائد الموجودين في كل مكان».
من جانبه، أعرب الجبالي في حديث بثته القنوات التلفزيونية التونسية الثلاث، الليلة قبل الماضية، عن قلقه من تواصل الاعتصامات، والإضرابات، وعمليات قطع الطرق في أنحاء مختلفة من البلاد. وقال إن هذه الاحتجاجات التي تعكس احتقانا اجتماعيا حادا، تسببت في خسائر كبيرة. وأطلق «صيحة فزع» جراء هذا الوضع الذي تسبب في تردي الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، وفي إغلاق شركات عدة، وتوقف الكثير من مشروعات المستثمرين ورجال الأعمال. وحذر الجبالي من أن «مصير البلاد أصبح في الميزان»، لكنه أكد في المقابل أن حكومته «لن تقبل بعد اليوم الاعتصامات العشوائية»، وأن «من يظن أنه قادر على تركيع الحكومة والإطاحة بها، بهذه الطريقة، فهو مخطئ».