المصريون يحتفلون بمرور عام على الثورة.. ويـــطالبون بتسليم السلطة
احتفل المصريون في القاهرة ومختلف المحافظات المصرية، أمس، بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير، حيث تقاطر عشرات آلاف المصريين، منذ الليلة قبل الماضية، على ميدان التحرير بوسط القاهرة، بمناسبة مرور عام على انطلاق الثورة الشعبية التي اطاحت الرئيس حسني مبارك، التي تعهد النشطاء بمواصلتها الى ان تحقق اهدافها، حيث احتشدوا من اسلاميين وليبراليين ويساريين ومواطنين عاديين في الساحة التي كانت مركز الاحتجاجات التي اطاحت بمبارك، وهم يلوحون بالأعلام المصرية ويرفعون لافتات تحمل شعارات متنوعة تعكس اختلافاً حول ما يعنيه هذا اليوم، فيما أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن دعمه وتضامنه مع الثورة وشراكته للثوار، مجدداً تعهّده بعودة القوات المسلحة إلى ثكناتها يوم 30 يونيو المقبل، عقب انتخاب رئيس الجمهورية.
وتفصيلاً، شهد ميدان عبدالمنعم رياض، المتاخم لميدان التحرير، توافد أعداد كبيرة من الحافلات والسيارات من الأقاليم أقلت آلاف المتظاهرين الذين انضموا للمتظاهرين في التحرير، واصطفت الحافلات بطول طريق كورنيش النيل أمام مبنى التلفزيون المصري وحتى ميدان عبدالمنعم رياض.
كما اصطفت عشرات من سيارات الإسعاف حول ميدان التحرير وأمام مسجد عمر مكرم بالميدان من ناحية، وبجوار ميدان عبدالمنعم رياض، وكذلك أمام المدخل الجانبي للمتحف المصري، تحسباً لوقوع طوارئ.
وقد غابت قوات الأمن والجيش عن المشهد تماماً في ما عدا تكثيف قوات الأمن المركزي حول مبنى التلفزيون المصري لحمايته، وقد حمل أفرادها العصي ودروع الحماية فحسب.
أما ميدان التحرير نفسه فشهد، كعادته، احتشاد الآلاف من مختلف الفصائل والتيارات، وأقامت جماعة الإخوان المسلمين منصة لها، وكذلك الحركة السلفية، ومنصة أخرى لنشطاء الثورة. وقد تولى شباب جماعة الإخوان المسلمين عملية تأمين الميدان من كل مداخله، حيث تقوم مجموعات منظمة بأعمال التدقيق في هويات المتوافدين على الميدان وتفتيشهم عند مدخل الميدان من شوارع طلعت حرب وباب اللوق، ومدخل المتحف المصري وكوبري قصر النيل.
في المقابل، رفض آلاف المنتمين إلى «جماعة الإخوان»، وإلى ذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة»، تسليم السلطة إلى رئيس مجلس الشعب، مطالبين بإتاحة الفرصة أمام المجلس العسكري لاستكمال الجدول الزمني الذي أعده لتسليم السلطة والذي ينتهي في 30 يونيو المقبل، بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد.
ووقعت مشادات عنيفة بين مجموعات من المتظاهرين اليساريين والليبراليين وبين شباب الإخوان المسلمين، بعد توجيه شتائم لـ«جماعة الإخوان» لأنهم «خانوا دماء شهداء الثورة» وتحالفوا مع المجلس العسكري وحصلوا على الأغلبية النسبية في مجلس الشعب.
وأعلنت مصادر مصرية عن وقوع اشتباكات محدودة بالأيدي مع توجيه السباب بين مسيرة لـ«حركة 6 أبريل» والمتظاهرين في العباسية من مؤيدي المجلس العسكري والشرطة من حركة «صوت الأغلبية الصامتة». وقد نجح العقلاء من الجانبين وقيادات حركة «صوت الأغلبية الصامتة» في إنهاء الاشتباكات والتلاسن المتبادل وحماية أعضاء «حركة 6 أبريل» حتى انصرافهم من الميدان وخروج المسيرة من العباسية تماماً. كما تظاهر مئات الآلاف بمختلف المحافظات، خصوصاً في محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، وميدان الشون في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية، وميدان الأربعين في مدينة السويس، للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين. على صعيد آخر، أصدر أكثر من 80 تياراً وتكتلاً سياسياً بياناً من سبعة مطالب لاستكمال أهداف الثورة، أهمها تسليم السلطة «فوراً» للبرلمان المنتخب. وأكدت القوى المتضامنة الموقعة على البيان رفضها استمرار الحكم العسكري، مطالبين نواب البرلمان بتحمل مسؤوليتهم والعمل فوراً على «إعداد دستور جديد والقصاص من قتلة الثوار وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حرية الرأي وتطهير القضاء والإعلام».
ودعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الشعب المصري وشباب الثورة إلى الوحدة والحفاظ على وطنهم. كما دعاه إلى «أن يملك أمره، وأن يحرص على وحدته ويحافظ على وطنه ويفتديه بكل غالٍ ورخيص».
وأضاف «إن 25 يناير تاريخ بهر العالم كله، وجعل أفئدة الشعوب تهوي إلى ثوار مصر وتقتدي بهم حتى نادوا جميعاً من عرب ومن عجم، ومن شرق ومن غرب، بما نادى به المصريون بكلماتهم الفصحى بحروف العربية، وسجّلوا بذلك في تاريخ العالم المعاصر مثلاً حياً، وأنموذجاً فريداً خالداً».
من جانبه، قال المجلس العسكري ، في رسالة وجهها للشعب لمناسبة الاحتفالات بذكرى الثورة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك»، إنه «سيكشف أسراراً وحقائق ستجعل الشعب يزداد فخراً بقواته المسلحة»، مشدّداً على نجاح الثورة في القضاء على الظلم والقهر والانهيار المتكامل الذي أصاب مصر خلال العقود الأخيرة.
وأضاف «إن عاماً كاملاً مر على ثورة الشعب في 25 يناير ولم يحن الوقت بعد لإعلان حقائق كثيرة لشهور وأيام ما قبل الثورة، حتى لا يقال إننا نتجمل، ولكن سيأتي وقت الحديث ونكون في وحداتنا نحمي تراب وسماء وبحر مصر، وعندما نتكلم سيظهر كثير من الحقائق التي تجعل هذا الشعب يزداد فخراً بأبنائه في القوات المسلحة».
وتابع المجلس «لقد توقعنا الثورة ورأيناها، وذلك قبلها بأشهر طويلة، وانتظرناها ولم نكن نعرف من يفجرها حتى رأينا بأعيننا شباب الثورة وهم يبذلون أرواحهم في سبيل مصر أمام أعتى وأشد أدوات القمع، فانحزنا للثورة وأيّدناها ونصر الله شعب مصر».
وأشار إلى عدد من الإنجازات تحققت بعد مرور عام على اندلاع ثورة 25 يناير، من بينها إنهاء قانون الطوارئ، وانتخاب برلمان الثورة الذي تولى السلطة التشريعية، لافتاً إلى أنه سيتم انتخابات مجلس الشورى وإقرار الدستور وانتخاب رئيس جديد للبلاد. وجدّد التعهد على حماية مصر من أعدائها في الداخل أو الخارج.