الجيش السوري الحر: المعارك تقترب من دمشق
أكد الجيش السوري الحر، أمس، ان حركة الانشقاقات من الجيش النظامي والاشتباكات تكثفت في مناطق ريف دمشق، ما يدل على اقتراب المعركة من العاصمة، وفيما قتل 66 شخصاً بينهم 26 عسكرياً في الجيش السوري، في هجومين بريف دمشق ومحافظة ادلب، وتزامن التصعيد الميداني، مع توجه الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إلى نيويورك لحشد التأييد من مجلس الأمن لخطة إنهاء العنف في سورية من خلال مطالبة الرئيس بشار الأسد بالتنحي.
وتفصيلاً، أكد المتحدث باسم الجيش السوري الحر، أمس، ان حركة الانشقاقات من الجيش النظامي السوري والاشتباكات تكثفتا خلال الساعات الماضية، في مناطق ريف دمشق، ويقع بعضها على بعد نحو ثمانية كيلومترات من العاصمة ما يدل على اقتراب المعركة من دمشق، بحسب قوله.
وتحدث في المقابل عن هجمة شرسة لم يسبق لها مثيل، لقوات النظام على مناطق في ريف دمشق القريب والغوطة الشرقية والقلمون ورنكوس (نحو 45 كلم عن دمشق) وحماة، تطال المدنيين العزل والمنازل والأبنية، وتوقع استمرار النظام في وتيرة القمع والقتل، بعد تعليق المراقبين العرب مهمتهم في سورية.
وقال الرائد ماهر النعيمي، من تركيا، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، ان المعلومات والتقارير الواردة من مجموعات الجيش الحر على الأرض تشير الى انشقاقات واشتباكات بعضها على مسافة ثمانية كلم من العاصمة، ما يدل على اقتراب المعارك من دمشق. وأوضح ان الانشقاقات وقعت في بلدات عدة، بينها جسرين وعين ترما وحمورية وصقبا وحرستا ودوما وحتيتة التركمان (ريف دمشق والغوطة)، التي شهدت كذلك اشتباكات عدة. وذكر ان معظم الجنود المنشقين خلال الساعات الـ24 الماضية التحقوا بالجيش السوري الحر، باستثناء جزء من الذين انشقوا في جسرين ولم تعرف الجهة التي ذهبوا اليها.
وقال النعيمي ان حصيلة الجنود الذين انشقوا، أول من أمس، في الرستن في محافظة حمص، وصل الى نحو 50 عسكرياً وضابطاً، وبينهم انشقاق كبير من حاجز لكتيبة الهندسة. وتم خلال عمليات الانشقاق هذه تدمير آليات وحواجز للجيش النظامي قبل انسحابهم والتحاقهم بالجيش الحر.
وترافقت هذه العمليات مع اشتباكات مسلحة، بحسب النعيمي، وقال ان النظام يستخدم كل ما لديه من قوة لقمع المتظاهرين والمواطنين العزل، مشيرا الى هجمة شرسة يستخدم فيها القصف المدفعي والرشاشات الثقيلة بكثافة نارية لم تحصل سابقاً.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن اعمال العنف في سورية حصدت، امس، 66 قتيلاً بينهم 26 عسكريا. وقال المرصد في بيان تلقته وكالة «فرانس برس» ان الشهداء المدنيين الـ26 سقطوا في مناطق ادلب ودرعا وحمص وريف دمشق وحماة وحي جوبر في مدينة دمشق، لافتاً ايضا الى مقتل تسعة منشقين في ريف دمشق وادلب وحماة وحمص، و26 عنصراً من الجيش النظامي في ادلب وريف دمشق وخمسة من عناصر الأمن قرب مدينة الزبداني، شمال غرب دمشق، وفي ادلب.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية ان مجموعة مسلحة استهدفت، صباح امس، بعبوة ناسفة مبيتاً يقل عناصر من احدى الوحدات العسكرية بالقرب من صحنايا بريف دمشق، ما أدى الى استشهاد ستة عسكريين بينهم ضابطان برتبة ملازم اول واصابة ستة اخرين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة والجيش النظامي السوري، الذي اقتحم بلدات كفر بطنا وعين ترما في الغوطة الشرقية بنحو 50 آلية عسكرية مدرعة بينها 32 دبابات حديثة. وقال نشطاء وسكان في بلدة قريبة من بلدة رنكوس السورية، إن القوات الحكومية قتلت 33 شخصاً، على الأقل في رنكوس الواقعة قرب الحدود مع لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، في هجوم استهدف ملاحقة جنود منشقين عن الجيش. وأضافوا أن رنكوس ـ وهي بلدة جبلية يسكنها 25 ألف نسمة وتقع على بعد 30 كيلومترا شمالي دمشق ـ تتعرض لقصف بالدبابات منذ الأربعاء الماضي، عندما حاصرها آلاف عدة من قوات الجيش بقيادة الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد. وذكر مقيم في بلدة صيدنايا المجاورة، طلب عدم نشر اسمه، أن 33 شخصاً قتلوا منذ يوم الأربعاء، وأنه لم تتوافر بعد بيانات عن اعداد القتلي امس.
في الأثناء اعرب الأمين العام للجامعة العربية، امس، عن امله في ان يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الذي يجري اعداده في مجلس الأمن الدولي لدعم المبادرة العربية الجدية لإنهاء الازمة في سورية. وقال في تصريحات للصحافيين في مطار القاهرة، قبل ان يتوجه الى نيويورك، حيث سيعرض على مجلس الأمن الدولي، غدا، المبادرة العربية الأخيرة لتسوية الأزمة السورية، إن هناك اتصالات تجرى مع روسيا والصين حول الوضع فى سورية، واضاف انه يأمل في أن يتغير موقف البلدين من مشروع القرار المعروض على مجلس الأمن والذي يستهدف دعم المبادرة العربية. وقال العربي: «المبادرة العربية تتحدث عن ذهاب النظام السورى سلمياً، وهي مبادرة متكاملة تشبه المبادرة اليمنية». واكد العربي ان قرار الجامعة بوقف عمل بعثة مراقبيها في سورية، اتخذ بسبب تدهور الأوضاع هناك بشكل كبير ضماناً لسلامة المراقبين.
وسينضم إلى العربي في نيويورك رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي ترأس بلاده لجنة الجامعة العربية المعنية بالشأن السوري. وتقود قطر والمملكة العربية السعودية جهود الضغط على الأسد.
من جهته، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض ان وفداً برئاسة رئيسه برهان غليون سيكون في نيويورك لمطالبة مجلس الأمن الدولي بتأمين حماية دولية للمدنيين السوريين.